وليد كامل يكتب: الرقص مع الذئاب

الأحد، 12 نوفمبر 2017 03:00 م
وليد  كامل يكتب: الرقص مع الذئاب
ذئب - ارشيفية

رواية للكاتب الأمريكى «مايكل بلاك»، أصبحت فيما بعد أحد أهم أفلام «الويستيرن»، قام ببطولته أحد أهم ممثلى هوليوود وهو «كيفين كوستنر»، وهذه الرواية تتمحور حول قدرة الإنسان على التعايش مع الآخر، مهما كانت هواجسه ومخاوفه،خاصة إذا كان هذا الآخر ربما بحكم الجغرافيا أو التاريخ أو لأسباب أخرى، قد فرض علينا فرضا، حينها يتوجب علينا التكيف مع الواقع، خاصة حينما تصبح وجوبية التعايش معه أمرا لا مفر ولا مناص منه.
 
والإخوان المسلمون فى مرحلة ما فرضوا علينا فرضا، وكان لزاما علينا الرقص والتأقلم والتعايش معهم، ولكن فى المقابل كان لزاما أيضا على الإخوان أن يتكيفوا مع الوضع الجديد وإحداث تغيير كلى فى المنهح وخلع عباءة الداعية البيضاء وارتداء بدلة السياسى السوداء، ليس شكليا بتأسيس حزب سياسى ولكن تغييرا فى جوهر الفكر والمنهج.
 
وأبسط تعريف فى علم النفس للتكيف هو إحداث تغيير فى الفكر والسلوك عندما يكون التغيير ضروريا وحتميا للتوحد والتعايش مع مناخ ومجتمع جديد ومختلف بعقائد ورؤى وأفكار وتوجهات وثقافات مختلفة، وهو ما لم يستوعبه الإخوان فأداروا الدولة بنفس منهج وأسلوب إدارة الجماعة، وهذا التجمد الفكرى هو -من وجهة نظرى-  أحد أهم أسباب فشل الجماعة التى اتخذت من البرحماتية والميكافيلية السياسية منهجا لإدارة الدولة، فالغاية عندهم كانت تبرر الوسيلة مهما تدنت الغاية ومهما انحطت الوسيلة.
 
أسوأ ما فى فترة الإخوان أنها نسفت فكرة التكيف والتعايش مع الآخر عندما يكون الاختلاف ليس اختلافا سياسيا فحسب،بل اختلاف عقائدى أيضا.
وربما لذلك كان رقص كيفين كوستنر وتكيفه مع الذئاب أسهل وأكثر سلاسة من رقصنا وتكيفنا مع الإخوان.
محاسب

 

تعليقات (1)
الغاية والوسيلة
بواسطة: حسام الهجرسى
بتاريخ: الإثنين، 13 نوفمبر 2017 10:59 ص

أعتقد أنه سواء بررت الغاية الوسيلة أو لم تبررها ، فالمقصود أن الغايات نبيلة ، فهى لذلك تبرر الوسائل إن انحطت ، أو لا تبررها لأنها منحطة ( الوسائل ) ، أما غايات الإخوان فهى فى ذاتها المنحطة ، لم يكن لها من سبيل تحقق - بطبيعة الحال - سوى وسائل أشد انحطاطاً ..

اضف تعليق