كيف استعان أردوغان بخطط القذافي في اختطاف معارضيه بالخارج؟
الأحد، 12 نوفمبر 2017 12:00 ص
أعادت التقارير الإخبارية التي تفيد بمحاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شراء ذمم مسؤولين أمريكيين لاختطاف معارضين له وتسليمهم إلى أنقرة، الحديث عن طرق قديمة كان يتبعها رؤساء سابقين مع معارضيهم.
وفتح المدعي الأمريكي الخاص روبرت مولر، تحقيقا مع فلين على خلفية اجتماعه مع مسؤولين أتراك كبار بعد أسابيع من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية العام الماضي.
وتقول المؤشرات الأولية التي عرضتها صحف أمريكية والوكالة الفرنسية، إن المجتمعين تناولوا تسديدًا لمبلغ 15 مليون دولار، إذا قام فلين بعد توليه منصبه بترحيل جولن العدو اللدود لأردوغان من الولايات المتحدة الأمريكية إلى تركيا، الأمر الذي شابه الفساد.
ومنذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا العام الماضي، وتتهم السلطات التركية والرئيس التركي زعيم حركة الخدمة المعارضة فتح الله جولن بالتورط في تدبير الانقلاب، كما تطالب انقرة من واشنطن تسليمه بطرق الشرعية لمحاكمته ، ولكن يبدو بعد فشل كافة المحاولات لترحيله بموافقة السلطات الأمريكية، تحايلت السلطات التركية على الأمر لتهريبه بأي شكل كان حتى وإن كان بمقابل مادي، حيث أوردت شبكة "إن بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" معلومات نقلتاها عن عدد من الأشخاص المطلعين على التحقيق الذي يجريه مولر، أنه استجوب مؤخرا شهودا على الاجتماع الذي أجري في ديسمبر 2016 بين مسئولين أتراك وفلين في حانة "21 كلوب" الفخمة في نيويورك.
وأوردت الصحيفة الأمريكية أنه "كان سيتم بموجب العرض المفترض، دفع مبلغ 15 مليون دولار إلى فلين ونجله مايكل فلين الابن لقاء تسليم فتح الله جولن إلى الحكومة التركية، وكشفت الصحف الأمريكية الطريقة التي كانت تحاول تركيا من خلالها نقل جولن سرا بواسطة طائرة خاصة إلى سجن جزيرة إمرالي التركية ، فيما نفي محامو فلين صحة المعلومات الصحفية، مؤكدين أنها معلومات "خاطئة"، وقال المحامون في بيان إن هذه الاتهامات "التي تتراوح من الخطف إلى الفساد" تمثل "قدحا" و"تلحق ضررا" بموكلهم الذي ينفي أن يكون قد ارتكب أي سوء.
وفلين جنرال متقاعد تولى سابقا رئاسة الإستخبارات العسكرية الأمريكية، وأصبح مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي بعدما تولي الرئيس الأمريكي مهام الرئاسة في 20 يناير 2017، واستقال فلين بعدها بثلاثة أسابيع على خلفية تواصله مع مسؤولين روس، وبعد شهرين ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فلين عمل ممثلا لمصالح الحكومة التركية مقابل ما يزيد على 500 ألف دولار خلال الحملة الانتخابية العام الماضي حتى وهو يقدم المشورة لترامب.
وأعادت هذه الواقعة للذاكرة الاساليب التي كان يتبعها استخبارات ورؤساء دول في التضييق على معارضيهم بل وخطفهم في بعض الأحيان، حيث اقتربت قصة اختطاف جولن سرًا وترحيله إلى امريكا من قصه تداولتها وسائل الإعلام البريطانية مؤخرًا، تتعلق بنشر وثائق كشفت عن أن جهاز المخابرات البريطانية الخارجية سعى لإرضاء الزعيم الليبي معمر القذافي في عهده وقدم لجهاز مخابراته المساعدة في خطف معارضيه.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فأن جهاز المخابرات البريطاني والأمريكي ساعدتا المخابرات الليبية على خطف أعداء القذافي، فتم اختطاف اثنين من المعارضين البارزين لنظام القذافي والذين فرا خارج البلاد، واحدا من هونج كونج، والآخر من تايلاند وتم إعادتهم إلى ليبيا مع زوجتيهما وأطفالهم، حيث تعرض الرجلان للتعذيب".