مفاجآت منتدى شباب العالم..والمصالحة مع 30 يونيو
السبت، 11 نوفمبر 2017 11:28 ص
داخل احدى قاعات منتدى الشباب الدولى فى شرم الشيخ لكزنى صديقى الجالس بجوارى فجأه قائلا بدهشة" شايف مين ده ؟!" .. جاوبته باندهاش أكبر"معقولة .. هل هذا مدعو للمنتدى ومين دعاه."...لم انتظر الرد فالدعوات والأسماء تمر عبر قنوات كثيرة للتدقيق حتى تتم دعوة الحضور لمناسبة مهمة يحضرها الرئيس وكبار المسئولين.
فى الاستراحة بين الجلسات اكملنا النقاش وانضم زملاء اخرين وأجمع الكل على ان هذه خطوة جيدة وان دعوة صديقنا الصحفى الذى خرج من مصر بعد يونيو الى احدى قنوات الاخوان ،وهو ليس اخوانى بالمناسبة، قد تعكس توجها جديدا لاستيعاب باقى الزملاء الذين كانت لديهم أسباب مختلفة وظروف مغايرة للتعاطى مع وسائل الاعلام الاخوانية او حتى السفر للعمل بها ،، رغم اختلافهم الشديد مع جماعة الاخوان ومنهم زملاء صحفيين وكتاب ينتمون للتيار الناصرى. بالمناسبة صديقنا لم يكن وحده كان هناك صديق آخر حضر المنتدى وهو يعارض الدولة الجديدة فى مصر عبر وسائل اعلام الاخوان.
قلت لصديقى أظن ان الوقت حان ان تهدأ الامور وتفتح النوافذ قليلا للطيور المهاجرة او التى اجبرت على الهجرة سواء الخارجية او الداخلية ، خصوصا ان هؤلاء او الغالبية العظمى منهم من تيار ٣٠ يونيو وخرجوا مع ملايين الشعب ضد استيلاء الاخوان على الحكم وكانوا من الداعمين بشدة للدولة الجديدة، وان كان هناك اختلاف سياسيا فهذا امر طبيعى لكنه اختلاف على ارضية وطنية واتفاق على ثوابت الدولة
فى اليوم الثانى للمنتدى كانت المفاجأة بالنسبة لى على الأقل ، هاهو رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس يعتلى منصة القاعة الرئيسية فى احدى جلسات المنتدى المهمة ويتحدث فى الحضور عن تجربته فى ريادة الاعمال. ساويرس فى المنتدى الذى يرعاه الرئيس السيسى وهو الذى دارت حوله الاقاويل حول ارتباك علاقته بالدولة الجديدة و انطلقت شائعات كثيرة حول ضغوط التنازل عن حلمه فى تاسيس امبراطورية اعلامية وغيرها من الأقاويل والشائعات
هل يعنى ذلك ان موجة من المصالحات قادمة فى الطريق، وأنا هنا حتى يكون واضحا لا اتحدث عن مصالحة مع جماعة الاخوان الارهابية ، وانما مع رموز وعناصر تيار ٣٠يونيو الذين وقفوا وقفة رجل واحد فى مواجهه تيار الاستبداد الدينى
ولما لا فهذا طبيعى ويتمناه الجميع بما فيهم الرئيس نفسه، فهؤلاء ليسوا بخونة او اعداء لكن لهم وجهات نظر فى بعض القضايا السياسية والاقتصادية يمكن التحاور والنقاش حولها، وقد تكون فرصة للعودة الحميدة يصاحبها تطورات اخرى فى الظهور الاعلامى
ثالث المفاجأت هو التواجد الاعلامى لقناة دويتش فيله الالمانية الناطقة بالعربية والتى اتخذت موقفا معاديا لمصر خلال الفترة الماضية ، فقد حضر بعض مسئولى القناة لمتابعة فعاليات المنتدى وبدعوة رسمية
هذه المفاجأت أظنها اشارات مهمة وارهاصات لانفراجة وانفتاح سياسي واعلامى تصب كلها فى صالح الرئيس من أجل المصلحة الوطنية العليا لمصر واعادة اللحمة من جديد للجبهه الداخلية وهو ما يدعو اليه الرئيس دائما بان نكون صفا واحدا فى مواجهه المخاطر والتحديات
المهم ان هذه المفاجات جاءت فى مناسبة دولية لشباب اكثر من ٨٨ دولة وهم ليسوا شباب عادى وانما هم مبدعون وناشطون ومؤثرون فى مجتمعاتهم وفى حضور ايضا قادة ورؤساء وامراء ٥٨ دولة، ولذلك رأيت ان الرسالة مهمة وواضحة من خلال المفاجأت الثلاثة وان القادم خير ان شاء الله ويحقق المصلحة العامة
على اية حال فالرسائل من منتدى شباب العالم كانت كثيرة ، اهمها ان مصر قادرة على تنظيم اضخم المؤتمرات وان حضور هذا العدد الضخم ،حوالى ٤ آلاف شخص، يعنى ان مصر دولة قوية تحارب ارهاب شارد وليست فقط بلد الامن والامان، وان هذه الدولة لايخرج منها سوى السلام والتسامح والتواصل بين الحضارات
الرسالة الاهم هى معنى القوة الناعمة لمصر ، فهؤلاء الشباب هم خير رسل وسفراء لمصر في بلدانهم وداخل مجتمعاتهم ولابد من توظيف ذلك بالتواصل المستمر معهم لانهم هم قادة المستقبل الذى نتمنى ان يكون اقل عنفا وارهابا واكثر محبة وتسامح . يجب توجيه الشكر والتحية للقائمين على تنظيم المؤتمر فقد جاء فى غاية الدقة والروعة رغم التواجد الكبير و..تحيا مصر