تراجع إرهاب القرصنة البحرية شرق إفريقيا وتصاعده في الغرب
السبت، 11 نوفمبر 2017 11:27 ص
تشهد عمليات القرصنة البحرية في إفريقيا تباينا في معدلات حدوثها بين شرقي القارة وغربها، فقد شهدت أنشطة القرصنة البحرية في منطقة القرن الأفريقي تراجعا ملحوظا خلال الأشهر القليلة الماضية ، ففي عام 2015 / 2016 بلغ عدد عمليات القرصنة في منطقة القرن الأفريقي 17 حالة مقابل 151 حالة قرصنة في عام 2011 / 2012 ، وقبل خمسة أعوام كانت القرصنة قبالة سواحل الصومال أمرا شائعا ومكلفا للأموال والأرواح ما استدعى القوى الكبرى في العالم للدفع ببوارجها الحربية لتأمين مسارات الملاحة ما أمكن في منطقة القرن الأفريقي.
أما في غرب فريقيا، فقد شهدت أعمال القرصنة ارتفاعا مضطردا في منطقة خليج غينيا نتيجة تراجع أسعار النفط بما لم يوجد أمام القراصنة بد سوى تعظيم نشاطهم لتعويض انخفاضات أسعار النفط ، والمعروف أن أنشطة القرصنة في غرب أفريقيا تجمع بين اختطاف الأفراد وتهريب النفط المسروق من الحقول البرية أو البحرية أو الشحنات المنقولة بحرا عبر الخليج.
ويقول باحثون في منظمة (بحار بلا قراصنة) ، وهي منظمة بحثية تعنى بشئون الأمان البحري ولا تهدف إلى الربح أن منطقة خليج غينيا باتت أخطر مسار ملاحي في العالم في الوقت الراهن.
وأشارت المنظمة ـ التي تتخذ من واشنطن مقرا لها ـ إلى أن 70 في المائة من النفط الأمريكي المستورد من أفريقيا تمر قوافله في خليج غينيا وبخاصة النفط النيجيري الخفيف الذي يشكل 20 في المائة من مادة إنتاج وقود الطائرات عالي الجودة في الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن المنظمة أشارت ـ في تقرير ـ إلى أن انخفاض أسعار النفط منذ منتصف عام 2014 جعل أنشطة اختطاف الأفراد أعلى مردودا بالنسبة للقراصنة عن أنشطة تهريب النفط المسروق إلى الأسواق السوداء ، وتعد منطقة دلتا النيجر بجنوب نيجيريا الغنية بحقولها النفطية ـ والتي تعج بالآلاف من مهندسي وعمال النفط من أنحاء العالم كافة ـ من أعلى مناطق أفريقيا خطورة على عمل الأجانب بسبب ارتفاع وتيرة عمليات الاستهداف للقراصنة على المنصات البحرية في خليج غينيا.
وعادة ما يتم الإفراج عن الرهائن الأجانب مقابل فدية متوسطها 400 ألف دولار أمريكي للفرد الواحد ، وهو إرهاب من نوع جديد تعمل نيجيريا ودول غرب أفريقيا مجتمعة على مواجهته بكل الحسم ، حيث لا يقل في خطورته عن الإرهاب التكفيري الذي تمارسه جماعة (بوكو حرام) في هذا الجزء من العالم.