لدعم مخططها الطائفي
مساعي إيرانية لتعميم تجربة الحرس الثوري في 5 دول بالشرق الأوسط
الجمعة، 10 نوفمبر 2017 02:00 م
كشفت تقارير دولية، عن مناقشات جادة داخل أروقة الحرس الثوري الإيراني لبحث مرحلة ما بعد انتهاء الحرب السورية، ووضع الميليشيات الشيعية الداعمة للنظام السوري، خاصة في ظل الانتصارات والمكاسب السياسية وتوسيع مناطق خفض التوتر في سوريا.
وتعكف أجهزة الحرس الثوري على مناقشة وضع الميليشيات الدولية التابعة لها، والعمل على دمجها داخل أنظمة الدول التابعة لها تلك الميليشيا، وهو ما كشف عنه لقاء قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري بقائد الجيش الباكستاني في الأيام الماضية.
وناقش قائد الحرس خلال لقائه رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا، وضع تلك الميليشيات، وأوصى بضرورة نقل تجربة ميليشيا الباسيج الإيرانية إلى باكستان عبر لواء "زينبيون" المقاتل في سوريا، معلنًا استعداد قواته للتعاون مع الجيش الباكستاني في نقل التجربة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن زيارة رئيس الأركان الباكستاني جاءت بدعوة من نظيره الإيراني محمد باقري.
وتوترت علاقات طهران وإسلام آباد بعد تهديد رئيس الأركان الإيراني باستهداف عمق الأراضي الباكستانية على أثر مقتل 10 من عناصر حرس الحدود الإيراني في يونيو الماضي بنيران مسلحين من جماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة لطهران.
لواء زينبيون
لواء زينبيون هو ميلشيا موالية يتكون من الشيعة الباكستانيين، ذات مرجعية دينية من الشيعة الهزارة الذين يعيشون في باكستان، وشيعة باراتشينار وخيبر بختونخوا، وتم تشيكله وتدريبه من قبل الحرس الثوري الإيراني ويعمل تحت إمرته.
ووفق وكالة تسنيم الإيرانية، زعم جعفري أن تأسيس ميليشيات شعبية في باكستان من شأنه التصدي لزعزعة الأمن، وأن التجربة أثبتت نجاحها في العراق وسوريا أقدمتا على تأسيس القوات الشعبية في ميدان الصراع، في إشارة إلى ميليشيات الحشد الشعبي، والتي تم إدراجها داخل الجيش العراقي.
وتحارب ميليشيا زينبيون في سوريا منذ 6 سنوات تحت لواء فيلق القدس، الذراع العسكري للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى ميليشيا فاطميون الأفغانية.
ميليشيا الباسيج
الباسيج هي أحد أجنحة الحرس الثوري الإيراني، ميليشيا شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين ذكور وإناث في إيران أسست بأومر القائد السابق للثورة الإسلامية روح الله الخميني في نوفمبر 1979.
كان لتلك الميليشيا نشاط بارز أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، ويبلغ عددهم حاليًا قرابة 90.000 متطوع ومتطوعة، ويمكن أن يرتفع إلى مليون عند الحاجة.
وفق دراسة لمركز الروابط للدراسات، فإن النظام الإيراني اتخذ لتوطيد حكمه ولنشر "الثورة الإيرانية"، ولعل من أهم تلك الأذرع قوات التعبئة الشعبية "الباسيج" وهي تشكل جيشا موازيا يتفوق في نفوذه على القوات المسلحة النظامية، ويتمتع بنفوذ داخلي لا يقل أهمية عن دوره الخارجي.
بحسب المركز، للميليشيا التعبوية ثلاث مستويات للعضوية: العادية، الموقع، الحرس الشرفي، ووفقًا لقانون "لائحة العمل لحرس الثورة الإسلامية" الذي أقره البرلمان الإيراني، في 13 أكتوبر 1991، فإن أعضاء الباسيج بالموقع والخاص يتلقون رواتبهم من الحرس الثوري.
تعميم التجربة الإيرانية
وفق مراقبون فإن إيران تعتمد مخططًا لدمج الميليشيات الشيعية في دول نشأتها لتكون نواة للحرس الثوري في تلك الدول، وهو ما أكدته تصريحات القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رفيق دوست، في يونيو 2016، أن طهران تخطط لتأسيس حرس ثوري في العراق وسوريا نواته الميليشيات الشيعية، وهو الأمر الذي نفته العراق.
وفي يناير الماضي، قال قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري إن قواته تملك مائتي ألف مقاتل في 5 دول من الشرق الأوسط، وضمت القائمة باكستان إلى جانب سوريا والعراق وأفغانستان واليمن.
وضمن تلك المساعي، ما كشفت عنه مواقع سوريا، أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ في سوريا ميليشيا جديدة في جنوب سوريا تحت مسمى أنصار المهدي اللواء 313، يجمع شيعة منطقة درعا. تقول مواقع سورية إنهم الحرس الثوري الإيراني هو الممول لهم.
الميليشيات الجديدة مقرها مدينة ازرع ذات الأغلبية المسيحية، ولكن المقاتلين في الميليشيات هم من الشبان الشيعة في الجنوب السوري.
يقول كبير المفاوضين المعارضين إلى جنيف، محمد صبرة، إن تركيبة الميليشيا ليست معزولة عن سياق السياسات الإيرانية التقسيمية في المنطقة.