نوفمبر.. شهر الكوارث لـ سعد الحريري
الخميس، 09 نوفمبر 2017 04:30 ممحمد أبو ليلة
الجمعة الماضي توجه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية على وجه السرعة في زيارة مفاجئة، بعدها بيوم واحد على الأقل أعلن استقالته من الحكومة اللبنانية في كلمةٍ مُتلفزةٍ بثتها قناة العربية.
الاستقالة تسببت في صدمة داخل لبنا وخارجها على المستويين الشعبي والسياسي، وهاجم الحريري في كلمته إيران وحزب الله مباشرة، معتبرًا أن الأجواء في لبنان تشبه الأجواء التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري، واعتبر أن إيران لم تضع يدها في أي مكان في الوطن العربي إلا وحل فيه الخراب والدمار، وأن حزب الله أصبح يوجه سلاحه باتجاه اللبنانيين والسوريين واليمنيين بدل إسرائيل، وأنه لمس محاولة لاغتياله وإنهاءه.
نوفمبر الاستقالة
هذه الاستقالة ما صحبتها من نتائج وتبعات جعلت عدد من المحللين في الشأن الخارجي يرون أن المنطقة مُقبلة على أزمة حقيقية، خصوصاً ن استقالة الحريري تمت من خارج لبنان وفي دولة ليس بينها وبين إيران "عمار سياسي"، خصوصاً أن لهجة الاستقالة كانت تُهاجم إيران.
الخبير في الشأن الإقليمي محمد حامد يقول في تصريحات خاصة لـ صوت الأمة أن استقالة الحريري لها دلالة كبيرة جداً لأنها تمت لأول مرة من خارج لبنان، متوقعاً أن لبنان ستمر بأزمة خلال الأيام المقبلة لأن الاستقالة رُفضت على الصعيد السياسي والشعبي.
وتوقع أن يكون سيناريو الحرب قائما سواء أن تقوم السعودية بتوجيه ضربه عسكرية إلي لبنان من خلال الأردن أو سوريا، قائلا: حتى الآن وضع الحكومة اللبنانية محل سر خاصة أن الرئيس اللبناني رفض الاستقالة دولة رئيس الوزراء إلا بعد العودة إلي لبنان والتشاور معه أو تمر الأزمة الأخيرة ع سلام، لأن الرياض تتهم حزب الله بدعم مليشيات الحوثي ضدها و تدرييه وتسليحه ورفع قدراته لتهديد الحدود الجنوبية لليمن.
بعيداً عن التحليل السياسي لاستقالة الحريري وما لحقته من تبعتات، فهناك صدفة جمعت هذه الاستقالة وهي أنها تمت في شهر نوفمبر من عام 2017، والحريري له سوابق مع هذا الشهر تحديداً خصوصاً فقد كان شاهداً على توليه مناصب رفيعة.
نوفمبر تشكيل أول حكومة لـ لحريري
ففي يوم 9 نوفمبر من عام 2009 شكل سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية لأول مرة في تاريخه بعد حوارات ومناقشات ومفاوضات شاقة بين القوى اللبنانية المتصارعة موقد واجهت حكومته صعوبات عديدة خصوصًا بعدما بدأ يقترب صدور القرار الضني بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإصرار وزراء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر على طرح موضوع شهود الزور بالقضية.
وقتها طُلب إحالتهم للمجلس العدلي، وأدى كل ذلك إلى إعلان وزراء تكتل الإصلاح والتغيير وحركة أمل وحزب الله في 12 يناير 2011 استقالتهم من الحكومة، وذلك بعد وصول محاولات تسوية مشكلة المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء الأسبق من بينها قوى 14 أزار وجماعة حزب الله، وأدت استقالة الوزراء الإحدى عشر إلى فقدان الحكومة لنصابها الدستوري وبالتالي اعتبارها مستقيلة.
نوفمبر الحكومة الثانية
وفي عام 2016 وبعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية قام الأخير بتكليف الحريري رسمياً لرئاسة الحكومة وذلك في يوم 11 نوفمبر من عام 2016، وقتها نال الحريري 110 صوت من نواب البرلمان البالغ عددهم 126 بعد استقالة أحد النواب، وشكّل حكومته الثانية بعد 40 يوماً من التكليف.
لكنه مع بداية الشهر الجاري كان الحريري قد التقي علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، الذي أعلن من السراي الحكومي أن إيران تحمي استقرار لبنان، الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى القول بأن تصريحات ولايتي أثارت قلق الحريري بشأن تنامي نفوذ إيران وحليفها حزب الله في لبنان، وأدى ذلك إلى استقالته الأخيرة من داخل المملكة العربية السعودية قبل أيام.