الفن العربي يحاصر "الدوحة" بعد قرار المقاطعة

للقوى الناعمة دور لا تخطئه العين، وحضور لا يمكن أن يغفله أي متابع للشأن السياسي خلال فترة الستنيات وحتى الآن، فقد ساهم في صناعة أسطورة مصر خلال الحقبة الناصرية «أم كلثوم وعبد الحليم حافظ في مجال الغناء بأغاني عديدة كحكاية شعب، وبالأحضان، وصورة، وخلي السلاح صاحي، وعدى النهار، ورئيسنا ملاح، والله معك، وأنا الشعب»، وغيرها من الأغاني التي شهدتها تلك الفترة، فيما كان عالم الأدب يقدم مصر بأعمال بديعة للعقاد ونجيب محفوظ، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، ويحيى حقي، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، وثروت أباظة.

الفن العربي كان له قبل ذلك موقفًا في أزمة فلسطين والعراق، فقد شهدت الفترة الماضية أوبريت «الحلم العربي» الصادر عام 1998، واشتهر في سبتمبر 2000 عقب انتفاضة الأقصى الثانية، التي اندلعت عقب تدنيس أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل السابق لساحة المسجد الأقصى، وتم عرضه على الفضائيات العربية ما أكسبه شهرة أكثر.

كما طرح الفنانون العرب أوبريت آخر بعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق «بغداد لا تتألمى»، من تأليف فاروق جويدة، وشارك فيه الفنان العراقى كاظم الساهر، ومحمد العزبى، وآصالة، وإيهاب توفيق، وذكرى، ومدحت صالح، وآخرين.

كما اتخذ الفن أيضًا موقفًا واضحًا من أزمة النظام القطرى لانتهاجها سياسات معادية ضد جيرانها العرب، ودعمها المباشر العيني والنقدي واللوجيستي للجماعات المتطرفة لتقويض الأنظمة العربية وتقسيمها إلى دويلات صغيرة متناحرة.

وطرح عدد من فناني دولة الإمارات العربية أغنية «قولوا لقطر» ردًا على تنظيم الحمدين الذى يمول ويدعم الإرهاب ويساند الجماعات المتطرفة كالإخوان والجماعات الإرهابية، ووصلت الأغنية قائمة الأكثر تداولاً على موقع التغريدات القصيرة تويتر في مصر.