كيف فشلت محافظة القاهرة في احتواء "الباعة الجائلين"؟
الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 03:03 م
على مدى نحو خمس سنوات، حاربت محافظة القاهرة الباعة الجائلين، بمختلف الأماكن التي اشتهرت بتواجدهم فيها، وفكر كل المسئولين فى هذه الأزمة من خلال طريقة «ضرب عصفورين بحجر واحد»، فقد كان هدفهم تدمير هذه الظاهرة، وفي نفس الوقت امتصاص غضبهم من خلال توفير أسواق حضارية للباعة الجائلين، ولكن هل نجحت المسئولين في اختيار الزمان والمكان المناسبين لنقلهم؟
كانت البداية عند باعة وسط البلد، حيث أخلت محافظة القاهرة، في حملة أمنية مكبرة، اشترك فيها رجال الأمن المركزي، والجيش، والشوارع من الباعة، وتم نقلهم إلى سوق الترجمان كحل مؤقت، لحين الانتهاء من بناء سوق على مستوى عالمى بأرض وابور الثلج بمثلث ماسبيرو، وفقا لوعود المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق لهم، ولكن بعد أن تم نقلهم إلى الترجمان، أعلنت محافظة القاهرة أن أرض وابور الثلج تدخل في خطة تطوير المثلث، وأصبح سوق الترجمان قدر الباعة، وبالرغم من إقامة محافظة القاهرة به العديد من المهرجانات والحفلات والمعارض من أجل تنشيط حركة البيع والشراء، إلا أن الباعة هجروا السوق بعد هجر الزبائن له.
ومع ارتفاع أصوات الباعة داخل الترجمان، قررت المحافظة أن تنقل الباعة الذين لم يهجروا السوق، إلى سوق غزة الجديد «سوق الزاوية الحمراء» كنوع من المكافأة على صبرهم، وينتظر الباعة بفارغ الصبر الانتهاء من السوق لتسكينهم به، فالسوق له مكان استراتيجى، فهو ملاصق لسوق غزة المعروف عنه رواج حركة الشراء به.
لم يمر مدة قليلة، على نقل باعة وسط البلد، إلا وقررت محافظة القاهرة تطهير ميدان رمسيس، حيث تم نقل الباعة الذين كانوا يفترشون الميدان إلى سوق أحمد حلمى، على بعد مترات قليلة من رمسيس، وبالرغم من أن سوق أحمد حلمي يقع بجوار موقف سرفيس ومحطة مصر للسكك الحديدية، إلا أن الباعة اشتكوا من عدم رواج حركة البيع والشراء، وحاولت المحافظة إنعاش السوق بمعارض البيع ولكنها لم تجدي نفعا.
ومع كل هذه الأسواق، التي كلفت الدولة الكثير من الأموال، إلا أن تجمد حركة البيع والشراء، أثبت فشلها، وبالفعل بدأت المحافظة في انتهاج طريقة أخرى لحل مشكلة الباعة الجائلين، ولعل تجربة «شارع مصر» خير دليل على ذلك، التي تم تطبيقها بحي النزهة لتجميع مشروعات الشباب الصغيرة.