الناقد عزت عمر :السينما جاءت لتقرب الكثير من الروائع الروائية للجمهور
الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 09:00 م
استضافت الدورة الـ 36 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمركز إكسبو الشارقة، الكاتب والناقد السوري عزت عمر، في جلسة نقاشية عقدت في المقهى الثقافي، وأدارها الشاعر علي العامري.
وتناولت الجلسة كتاب عزت عمر الصادر حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام تحت عنوان :" الكلمة والصورة: قراءات تحليلية وجمالية في النص السردي المؤفلم"، حيث يقدم فيه المؤلف أوصافاً تتجاوز المرئي والمعروف لسلسلة من القامات والأسماء باعتماد منهج الاستغوار، والتكشف على العوالم الداخلية غير المعروفة عند الأسماء المختارة.
وفي بداية حديثه قال عزت عمر: "إن الفن السينمائي يعتبر فناً جماهيرياً بامتياز، أما الفن الأدبي الإبداعي فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنخب والمستنيرين، وجاءت السينما لتقرب الكثير من الروائع الروائية التي سطرتها أقلام المبدعين إلى الجماهير، فالأفلام السينمائية ذات الخلفية الأدبية تعتبر ترجمة صادقة لهذه الروايات".
وأضاف عمر: "استطاعت السينما كفن جديد، أن تصل إلى الشرائح المجتمعية التي ليس لديها تقاليد قرائية، أو تلك التي لا وقت لديها لتمضيه في قراءة كتاب تمتد لأيام، ولكن حاجة الإنسان إلى الحكاية والخيال دفعته للتعويض بمشاهدة السينما، وفي ظرف سنوات قليلة تمكنت السينما من غزو المشاعر وبلورتها إنسانياً، وهو ما لم تستطع الكتابة الروائية أن تفعله نظراً لأنها مقتصرة على نسبة بسيطة من النخب المتعلمة، وكان ذلك قبل التلفزيون ومسلسلاته".
وحول السؤال الذي توجه فيه أصابع الاتهام إلى السينما بكونها تُساهم في مصادرة خيال القارئ أجاب عمر قائلاً: "لا يختلف اثنان بأننا نعيش اليوم في عصر الصورة، والتي باتت أكثر تعلقاً بالذاكرة، وللصورة خصوصيتها، فالتفاصيل والحضور يكونان أكثر وضوحاً فيها، وأنا أرى أن نجاح الفيلم يوازي نجاح العمل الإبداعي، كما يجب علينا التأكيد أن الكلمة والصورة مكملان لبعضهما، فلا يمكن تقديم عمل سينمائي من دون عمل إبداعي، فالنص هو الحامل لكل شيء سواء في المسرح أو السينما، وفي المقابل نجد أن هناك الكثير من الأعمال الإبداعية التي لم تجد حظها من الشهرة والرواج إلا بعد معالجتها في أعمال سينمائية".
ودعم عمر فرضيته بالإشارة إلى عدد من الأعمال الإبداعية التي حققت نجاحات كبيرة بعد تحويلها إلى أفلام سينمائية فقال: "لا يمكن الكتابة عن رواية طه حسين "دعاء الكروان" دون الوقوف عند الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، للمخرج هنري بركات، والذي تم إنتاجه في العام 1959، معيداً إنتاج الرواية وكأنها كتبت لتوها، وذلك بفضل كاتب السيناريو المبدع يوسف جوهر، ورؤية المخرج، اللذين نجحا في تجاوز لغة طه حسين البليغة، التي هي أقرب للشعر منها للسرد الروائي، المستمد من لغة الحياة اليومية".