"بيت العائلة" السبب وراء خلع "سلمى" لزوجها
الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 11:36 مإسلام ناجي
صعدت "سلمى" السلم على مهل، خوفًا من أن يشعر بها جيرانها، وتبدأ سلسلة المشاحنات اليومية، التي لا حيل لها بها، وعندما أقتربت من شقتها ظهر على وجهها علامات الارتياح، والسعادة لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فأحد الأبواب فتح على غفله، وخرجت منه سيدة خمسينية طويلة البنيان، شديدة القسمات، لم يزدها السن إلا قوة، وبدأت في الصراخ عليها.
زفرت "سلمى" في حنق، وحاولت تجاوز الأمر دون رد، والدخول إلى شقتها، لكن العجوز لم تسمح لها بذلك، وظلت توجه لها بعض الكلمات القاسية، فتجمع على صوتها كل الجيران، ووقفوا يستمعوا إلى إهانه "سلمى"، وقد أكتسى وجههم بآثار الشماته، وأبتسامات النصر حتى زعق قادم آخر قائلا: "صوتكوا جايب أخر الشارع ليه.. هو كل يوم فى المشاكل دى".
ارتاحت ملامح "سلمى" قليلاً لسماعها صوت زوجها، واستشعرت نهاية معاناتها اليومية، وفتحت باب شقتها، ودلفت إليها دون رد، بينما ظلت العجوز على السلم، وأنتهزت فرصة غياب "سلمى"، لتشكيها لنجلها الصغير، قائلة: "كل يوم على ده يا ابنى.. كل غلطتى أنى بقولها هاتى "محمود" وتعالى أتغدى معانا.. لو كانت ست شاطرة كانت وفرتلك عشان لما ربنا يرزقكم بعيال.. ولا هى مش ناوية تفرحنى".
حاول "محمود" تهدأت الأوضاع قليلًا قبل أن يلقى التحية على أخواته وزوجات أخوانه، اللاتى ترصصن على السلم، ويدلف إلى شقته، ليجد "سلمى" تبكى فى حسرة، فتجاهلها، وتوجه إلى غرفة النوم ليبدل ملابسه، وعندما لحقت به تشكو من والدته، صدها قائلًا: "فى أكل أيه؟"، فأجابته بضيق "ملحقتش أعمل أكل.. ساعة بالظبط ويكون الغداء جاهز"، فتنهد بحرقة، ورد "لا متعمليش.. هنزل أكل عند أمى".
غادر الزوج المنزل، وظلت "سلمى" تبذل الدموع ندمًا على حظها السيء حتى قررت أن تواجه زوجها برغبتها فى الإنتقال إلى شقة أخرى، بعيدة عن "بيت العائلة" علها تتخلص من مشاكله التى لا تنتهى، وبالفعل أنتظرت عودته من عند والدته، وجلست إلى جانبه تبث إليه أحزانها، وتعرب له على تخوفها من مستقبل علاقتهما إذا استمرت عائلته فى معاملتها بمثل هذه الطريقة.
استمع الزوج دون إكتراث، فلم يخف على "سلمى" تجاهله لكلامها، فصمتت قليلًا عله ينتبه إليها لكن دون فائدة، فصرخت به تسأله عن حل لمشكلتها، فرد بهدوء "مشكلة أيه؟"، فأنفجرت به، تعدد له تجاوزات والدته، وسخرية أخواته، وتصرفات زوجات أخوانه، فحاول إنهاء الحوار قائلًا: "كل بيت في مشاكل..أنتى مش الوحيدة اللى زعلانة.. كل واحدة فيهم عندها أسباب تخليها زعلانة منك".
لم تتحمل "سلمى" رد زوجها، وواجهته برغبتها فى الإنتقال إلى شقة أخرى علها تجد الاستقرار والاستقلال، فسخر منها، ورفض التحدث فى الأمر لأنه غير وارد بالنسبة إليه، قائلًا: "حلى مشاكلك معاهم عشان نستريح.. مش هسيب بيتى وأرواح أتبهدل فى إيجار أو أقساط.. ده غير أنى مش هبعد عن أمى وأقاطع أهلى عشان تستريحى.. أقلمى نفسك على ظروفى عشان نعيش".
تسلل اليأس إلى قلب "سلمى"، لكنها حاولت مواجهته بالصراخ على زوجها، فما كان منه إلا أن صفعها على وجهها قائلًا: "وطي صوتك وأنتى بتكلمى رجلك"، فلم تستمع إليها، وظلت على حالها من الصراخ حتى تجمع الأهل حول الباب ينصتوا إلى مشاجرة الزوجين، وعندما أحست بهم "سلمى"، فتحت الباب، وصرخت عليهم جميعًا، فإنهال عليها زوجها بالضرب بينما وقف الجمع مشاهدًا دون حراك.
بات الزوج ليلته مع والدته، وعندما صعد إلى شقته في الصباح التالي لم يجد زوجته، ليكتشف بعد ذلك أنها تسللت إلى الخارج مع ظهور أول شعاع للشمس، وتوجهت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع، قبل أن تذهب إلى والدتها، وتمكث عندها حتى البت فى الدعوى.