قادة العالم يتحاورون مع الشباب في شرم الشيخ.. ويلهمون الحضور بقصص نجاحهم
الإثنين، 06 نوفمبر 2017 01:18 م
حرص عدد كبير من قادة العالم الحاضرين منتدى شباب العالم، سواء من الشباب أو الكبار، على أن يرووا تجارب نجاحهم في جلسة "كيف يصنع العالم قادته" أو بالأحرى كيف تكون قائداً، التي عقدت صباح اليوم الإثنين في منتدى شباب عالم بشرم الشيخ، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووجهوا رسائل مهمة للمؤسسات الحاضنة للشباب في ضوء عنوان الجلسة.
ليزلي مورجان رجل أعمال وصاحب مشروع "Qfour"، بدأ الحديث بالجلسة مؤكداً أن القائد لابد أن تكون لديه الرغبة في الوصول للمنصب الذى يطمح له بأقصى سرعة، ولا ينتظر خطوات التعليم في المدرسة لأن يصل وفقاً للمراحل التقليدية التي يفرضها المجتمع، معتبراً في الوقت ذاته أن الأمر متعلق بعاطفة الإنسان، بقوله : "إذا أردت السلام فعليك أن تشعر به بداخلك، وإذا أردت النجاح لابد أن تشعر به بداخلك، فالثقة هي العنصر الوحيد الذى يغير كل شيء".
وبدأ توماس كرامبتون خبير تحويل التسويق والاستفادة منه حول العام، أن يروى قصته التي بدأها بعمله ٢٠ عام مراسل لصحيفة النيويورك تايمز، متخصصاً في شئون الثقافة والسياسة والاقتصاد، مؤكداً أنه كان يركز على المنتج النهائي الذى يقدمه للصحيفة، بغض النظر عن التركيز مع زملائه أو كيفية حصولهم على المعلومات، أو الخطوات التي وصولوا إليها في الصحيفة، مختتماً قوله : " المهم أين أنا الآن ؟".
ثم استكمل "كرامبتون"، : " وجدت العالم منشغل بأمور غير السياسة والصحافة، ووجدت أيضاً أن الحياة أقصر من أحصر نفسي في وظيفة واحدة رغم أن رؤسائي في العمل كانوا يحبوننى جداً، لكنى تركته لأرى العالم من زاوية جديدة، وعملت مع رجل أعمال في مجال الإسكان في الصين، ثم عملت في شركة تسويق كبيرة حول وسائل التواصل الاجتماعي، وركزت خلال العمل في فريقى أن أحفزهم علي العمل بشكل أوصلنا لإنتاجية أكثر، وحصلنا علي جوائز كبيرة".
فقاطعته هنا أحد المشاركات بالجلسة، بسؤالها، : " وما هو الشكل الذى فعلته مع الشباب لكى يكونوا كذلك"، فأجاب "كرامبتون"، : "يجب أن نسمح للناس أن يمتلكوا ما يفعلونه، حاولت أن يشعر الشباب أنهم أصحاب العمل، وأنهم محور العملية، ثم شكلت فريق مركزى له دور تحريرى بخلق المعلومات من عدد كبير من المناطق حول العالم، لنعرف كل لحظة ما الجديد الذى يشغل العالم لكى نواكبه، ووجدت أن ذلك هو الطريق إلي النجاح ".
واستكمالاً لقصص نجاح حضور الجلسة، قال عبد الرحمن أيمن رئيس منظمة Aiesec لتنمية الشباب حول العالم، إن هدف منظمته هو خلق جيل من الشباب بشكل فعال في بيئة ليست فعالة، متابعاً، : " نتعامل مع شباب في ١٢٢ بلد، الهدف الأساسى لنا هو أن يعود الشباب ويغير في بلده، عن طريق شعار، سافر اتعلَّم ارجع نفذ ".
ثم تحدثت سوزان حافظ وهى سيدة مصرية عاشت في استراليا ، عن قصة نجاحها بالإجابة على سؤال متعلق بأن الإنسان يصطدم بالتغيرات التي يفرضها مجتمعه عند سعيه لتطبيق ما تعمله في الخارج، بقولها، : " التطوير لا يُخلق في لحظة، لكنه يأخذ بعض الوقت، ويرتبط بقدرتك على الإقناع والتحاور، أنا عشت في استراليا لمدة ٢٧ عام ، وأقول للشاب الذين يريدون القيادة لا تفقدوا الفضول، كن دائما لديك الرغبة في التعلم والاستماع لكل من حولك".
وفى سؤال لها حول الصعوبات التي تواجه المرأة العربية الراغبة في القيادة، وجهت للمرأة عدة رسائل قائله، : " أحث كل إمرأة بتحقيق ذاتها، عليها أن تبدأ بامكانية الحصول علي المعلومات حول ما يدور بالدنيا، لأنه من سيصنع منها شخص قادر على التحدث وإبهار الآخرين، خاصة وأننا في الشرق الأوسط نعاني من عدم حصول المرأة علي تعليم جاد منذ صغرها".
وطالبت سوزان حافظ، الدولة بضرورة حماية المرأة من زواج القاصرات حتي تتمكن من النجاح ، متابعة ، : " المرأة يمكنها أن تكون وزيرة و سفيرة، لقد عملت مع آلاف المنظمات غير الرابحة في استراليا، وتمكنت من الإسهام في القضاء علي العنف ضد المرأة في استراليا ، ومفهوم النسوية أُسئ فهمه في العالم العربي، لأن الرجل ذاته يُمكن أن يكون نسوياً بقدرته على تمكين المرأة من عرض وجهة نظرها ومشكلتها "
وفى حديث عن مدى تأثير الفن في أفكار الآخرين نحو القيادة، تحدث راهول خان المذيع السابق والفنان الهندى المشارك في عدد من أفلام هوليود، مؤكداً أن الفنان له دور كبير كقائد و ملهم للمحيط الذى يتأثر به، مستعرضاً لنموذج شارك في تأسيسه في منظومة التعليم في الهند، قائلاً : " ركزنا في عمل برنامج يشبه نزهة في المدرسة حتي يحب الأطفال التعلم والمدرسة، لأنها البداية، ووضعنا مناهج محفزة وأسسنا ورش عمل مسرحية للأطفال في المناطق العشوائية وخلافه، وكنا نقول للأطفال دوماً أنتم تستطيعون قيادة المنطقة التي تعيشون فيها".
اللافت في الجلسة هو حضور الطفل يوما ذو العشر سنوات والذى بدأ في تطوير التطبيقات في سن السادسة، والذى روى قصة نجاحه القصيرة، : " بدأت في التشفير منذ سن السادسة ، كنت أشعر بالفضول نحو عمل التشفير و الحواسب ، بدأت بالألعاب علي وسائل التواصل، وطورت موقع إلكتروني خاص بي متعلق بالألعاب و مهدت الأمر لأصدقائي، ثم تعملت كيفية تطوير التطبيقات عن طريق دورات تدريبية ، والآن لدى ستة تطبيقات مختلفة ".
وتابع الطفل يوما: "أبي ساعدني في البدء في التشفير، وكان علي أن أخوض التجربة ، بذلت مجهود كبير وقرأت كتب حجمها عشرة آلاف صفحة ، وحينما حضرت مؤتمر آبل، كنت مبهور وقابلت رئيس شركة آبل ، وعدد من القنوات طلبت إجراء حوارات معي، وقابلت ميشيل أوباما وكانت في منتهي الود ".
وفى سؤال له حول مستقبله، قال "ما زلت متخبطا، لكنى أودّ أن أستمر في تطوير التطبيقات التي قد يستفيد منها العالم، و سيجعل العالم أكثر سلاما ، أودّ أيضا أن أكون ملهما للآخرين"، مشيراً إلى أن قدوته هو ستيف چوبز، بقوله، : " محتوى حديثه دائماً يعد من الأمور المؤثرة، يمثل حافزا بالنسبة لي، وقبل كل شئ أنا أحفز نفسي أيضاً".
وكان في آخر الجلسة سؤالين، أحدهما موجه لليزلي مورجان رجل أعمال، حول المخاطر التي يمكن أن تواجه أي شخص في تنفيذ أفكاره الإبداعية، أجاب، : " أن نضحك هو خطر و أن نحزن هو خطر وأن نظهر مخاطرنا هو خطر و أن نعيش هو خطر وأن نحب هو خطر، المخاطر لابد أن تكون موجودة طالما أننا نعيش، ومن لا يواجه المخاطر لا يعيش، في النهاية الشخص الذى يخاطر فقط هو من يتحدث بالحرية".
والسؤال الأخير كان لتوماس كرامبتون، حول المفاتح الرئيسية التي تمكن أي شخص من النجاح، والذى حددها في ارتكاب الأخطاء الكثيرة كون ذلك يتيح فكرة التعلم ، والإصغاء بشكل دقيق وعميق للغاية، والسماع للأشياء التي لا يمكن التعبير عنها، و التواضع في استقبال المعلومات، متابعاً، : " سيظل هناك الكثير حول العالم لا نعلمه، أي نحن جاهلون به".