اللوفر أبوظبى يفتح أبوابه غدا الاربعاء للزوار .. والرئيس الفرنسي أول الحضور
الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 01:30 م
بعد عشر سنوات من انطلاق المشروع، يفتح متحف اللوفر أبوظبى فى العاصمة الاماراتية هذا الاسبوع أبوابه امام الزوار، حاملا راية الصرح التاريخى الشهير للمرة الأولى خارج بلده الأم.
ومن المقرر أن يشارك الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون غد الاربعاء فى افتتاح المتحف على جزيرة السعديات فى أبوظبي، فى اول زيارة له الى دولة الامارات العربية المتحدة منذ انتخابه رئيسا فى مايو الماضي.
وسيقوم 13 متحفا فرنسيا على مدى السنوات العشر المقبلة بإعارة قطع تاريخية وفنية الى المتحف فى دولة الامارات ولمدة سنتين كحد أقصى لكل قطعة.
وسيعرض المتحف 300 قطعة معارة من هذه المتاحف، بينها لوحة "الحدّادة الجميلة" لليوناردو دا فينتشى من متحف اللوفر و"بونابرت عابرا الالب" لجان لوى دافيد (فرساي) و"رسم ذاتي" لفنسنت فان غوخ (متحف اورساي).
لكن الدولة الخليجية التى يمثل المتحف بالنسبة لها أداة جديدة فى إطار تعزيز "القوة الناعمة" التى تستخدمها، عملت فى السنوات الاخيرة على شراء مجموعتها الخاصة من القطع الفنية لعرضها فى اللوفر ابوظبي.
والى جانب القطع المعارة، سيعرض الاماراتيون القطع التى تمكنوا من شرائها طول العقد الماضى وعددها نحو 250 قطعة، بينها لوحة للرسام ادوار مانيه واعمال لبيت موندريان وعثمان حمدي.
- "أكثر عالمية" -
وتقول السلطات الاماراتية ان المتحف الجديد هو الاول من نوعه فى العالم، وقد بُنى فى البحر على جزيرة السعديات بالقرب من ساحل أبوظبي.
ورغم ان الغالبية العظمى من الاعمال ستتركز حول التاريخ والديانة، الا ان نحو خمسة بالمئة منها ستكون مخصصة للفن الحديث. ومن بين المعروضات نسخة من القرآن من القرن السادس عشر وانجيل وتوراة سيتم عرضها بشكل يظهر آيات تحمل المعانى ذاتها.
ويرى رئيس معهد العالم العربى فى باريس جاك لانغ الذى كان وزيرا للثقافة فى فرنسا حين حصل اللوفر على هرمه الزجاجي، ان المتحف فى ابوظبى "أكثر عالمية بكثير من اللوفر فى باريس".
والمتحف ثمرة اتفاق وقع فى 2007 بين ابوظبى وباريس. ويمتد الاتفاق على ثلاثين عاما وتوفر فى إطاره فرنسا خبرتها وتعير أعمالا فنية وتنظم معارض موقتة فى مقابل نحو مليار دولار نصفها لاسم اللوفر وحده.
ومولت حكومة أبوظبى بناء المتحف الذى قدرت كلفته الاساسية ب654 مليون دولار. ورفض المسؤولون الاماراتيون والفرنسيون الكشف عن الكلفة النهائية للمشروع الثقافى الاضخم فى المنطقة.
واستوحى جان نوفيل الحائز جائزة "بريتكز" العالمية، الفن المعمارى العربي، لتصميم هذا "المتحف المدينة" الذى تعلوه قبة ضخمة قطرها 180 مترا مرصعة بالنجوم تدخل أشعة الشمس من خلالها عبر فتحات تذكر بانسياب النور من بين الاوراق المسننة لسعف اشجار النخيل.
وترتفع القبة التى يبلغ وزنها الإجمالى 7500 طن على أربعة أعمدة تفصل بينها مسافة تُقدر ب 110 أمتار، وتتوارى داخل ثنايا المتحف، بما يمنح شعورا وكأنها معلقة، ويصل ارتفاعها عن مستوى الطابق الأرضى وحتى الحافة السفلية للقبة إلى 29 مترا. أما أعلى نقطة فى القبة، فهى على ارتفاع 40 مترا عن مستوى سطح البحر و36 مترا عن مستوى الطابق الأرضي.
وبهدف حماية الاعمال من الطقس الحار الذى تشهده الدولة الخليجية على مدى نحو ستة اشهر فى كل عام، اتخذت السلطات القائمة على المتحف اجراءات تبريد استثنائية خلال نقل وتخزين هذه الاعمال.
كما تقوم قوات اماراتية بحماية المتحف بالتنسيق مع خبراء فرنسيين، بما فى ذلك فرق مكافحة الارهاب وفرق من جهاز الدفاع المدني.
وأثار بيع اسم اللوفر إلى دولة عربية فى بداية المشروع انتقادات داخل فرنسا، كما إن مسألة العمالة والحقوق طرحت أكثر من مرة فى إطار الانتقادات التى توجهها منظمات دولية الى دول خليجية حيال مسألة حقوق العمال الاجانب.
وتخطط دولة الامارات لإقامة متاحف أخرى فى اطار انفتاحها الثقافى خلال العقد الأخير.
والى جانب اللوفر على جزيرة السعديات، سيقام متحفان هما غوغنهايم والشيخ زايد، فى مؤشر إلى الأهمية التى توليها السلطات لتطوير السياحة الثقافية فى الخليج.
وقال متحدث باسم غوغنهايم فى نيويورك لفرانس برس أن الشركة التى ستبنى المشروع لم تحدد بعد.