داعش بلا "تتمدد".. التنظيم يسعى للبقاء فقط

الأحد، 05 نوفمبر 2017 05:40 م
داعش بلا "تتمدد".. التنظيم يسعى للبقاء فقط
داعش
محمد الشرقاوي

في 29 يونيو 2014، أعلن تنظيم داعش الإرهابي تأسيس ما أسماه "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، بزعامة أبي بكر البغدادي، باعتباره خليفة لتابعيه، رافعًا شعارا اشتهرت به الجماعة الإرهابية "باقية وتتمدد".

التنظيم حقق فرضيته من تاريخ تأسيس دولته المزعومة حتى أوائل عام 2016، حيث توسعت جملة الأراضي التي سيطر عليها إلى أكثر من 40 % من جملة مساحة دولة العراق، والتي تبلغ 437.078 كم²، بطول الحدود السورية والتركية.

وبداية من 2016، ارتفعت وتيرة الخسائر التي تعرض لها التنظيم الإرهابي في معاقله الأساسية في سوريا والعراق، حتى أن عاصمته الثالثة في ليبيا "سرت" لم تستمر طويلًا فهي قد تأسست في آواخر 2015، وانتهت عبر عمليات عسكرية قادتها قوات ليبية في 5 ديسمبر 2016.

 

داعش

 

خلال تلك الفترة ظل التنظيم رافعًا لشعاره "باقية وتتمدد"، غير أنه ومع ارتفاع وتيرة الخسائر المتزامنة في عواصمه الأم "الموصل" و"الرقة"، تغيرت لهجة التنظيم الدعائية، بدأت بطلب الهجرة والمدد وأن أرض الخلافة في الشام، مرورًا بالثبات أمام القوات العراقية المدعومة بطيران التحالف الدولي - التي أكلت رقعة التنظيم حتى بات داعش يسيطر على أقل من 1 % من مساحة العراق- كذلك القوات السورية والميليشيات الكردية التي استطاعت القضاء على عاصمة داعش "الرقة" في 17 أكتوبر الماضي، مرورًا بالحواضن والولايات الأخرى أبرزها "دير الزور"، بات شعار التنظيم "باقية" بلا تتمدد.

 

Capture
 

في إصدار بثته مؤسسة "ترجمان الأساورتي للإعلام"، أحد منابر التنظيم الإرهابي، بتاريخ 4 نوفمبر الجاري، بعنوان: "اثبتوا فإنكم منصورن"، ظهر شعار التنظيم "باقية" بلا تتمدد، كذلك تضمن الإصدار دعوات "الثبات" في وجه ما أسماهم دول التحالف الصليبي والروافض الشيعة.

داعش
داعش
 

وهو ما أكد أن الهزائم المتكررة والموجعة أجبرت "داعش" على تغيير استراتيجيته والتي تعني التحول من تنظيم مسلح إلى مجموعة إرهابية، بلا دولة أو إقليم يسيطر عليه.  

وفق خبراء ومتخصصون فإن "داعش" سيسعى إلى الدخول إلى دول فاشلة أخرى وأقاليم غير خاضعة للرقابة متعاطفة مع أيديولوجيته السلفية الجهادية، من شمال القوقاز إلى جنوب شرق آسيا، لاستمرار بقاءه.

وحذرت مراكز أبحاث متخصصة في شؤون الإسلام السياسي وحركات العنف، من التطورات التي يشهدها التنظيم، فهو قد تحول من تنظيم صاحب بمؤسسات إلى خلايا إرهابية، في حين أن يحاول نقل دولته إلى شرق ووسط آسيا.

ذلك أن التنظيم شن حملات عسكرية مكثفة ضد قوات الأمن الفلبينية في "ماراوي" وأنشأ مراكز تجنيد في المدارس الداخلية الإسلامية في إندونيسيا.

الذئاب المنفردة
الذئاب المنفردة

 

وتابع المتخصصون أن داعش مستمر في استخدام الاتصالات المشفرة لتوجيه الهجمات الإرهابية في الخارج، حتى عندما تتحول إلى كيان أقل مركزية، عبر رسائل تخرج بين الحين والآخر على لسان متحدثيه، في إصدارات مرئية ومسجلة.

التنظيم أضحى بلا منظومة إعلامية، فالضربات العسكرية في العراق وسوريا المكثفة استهدفت قادة التنظيم الإعلامية وتمكنت من تدمير مؤسسات أعماق والبيان الإذاعية وغيرها، وبات اعتماد عناصر التنظيم على صفحات التواصل الاجتماعي في أضيق الحدود.

ومن المؤكد والملاحظ، أن التواجد الإعلامي للتنظيم الإرهابي على وسائل التواصل الاجتماعي. موقع التدوينات القصيرة أغلق آلاف الحسابات الداعشية والداعية للعنف، كذلك التليجرام والفيس بوك.

سيس
 

التحرك الإعلامي ضد التنظيم، جاء في إطار ممنهج يقوده التحالف الدولي بقيادة أمريكا، ضمن ما يسمى بـ"آلية الحرب الإعلامية"، بعدة آليات أهمها الحرب على مواقع التواصل الاجتماعى للإبلاغ عن المواد الإعلامية الخاصة به، ومواجهة كل المواد الإعلامية الخاصة بالتنظيم أيا كانت، وبدأت بدأت بمطالبة رواد المواقع بالكشف عن الحسابات التابعة لداعش، على كافة مواقع التواصل، وعلى رأسها تويتر، والفيس بوك، واليوتيوب، والإبلاغ عنها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق