جريمة اﻷسبوع

الأحد، 05 نوفمبر 2017 12:30 م
جريمة اﻷسبوع
آمال فكار تكتب:

شىء جديد علينا عندما تهب (نعم تهب) علينا من وقت آخر أفعال جماعة الإخوان، ولا أدرى لماذا هذه الكلمة أطلقت عليهم، ﻷن كلمة إخوان تعبر عن اﻷخوة والمحبة لكن هذه الجماعة كلها عنف وكره ورغبة فى تدمير هذه البلد الآمنة، والتى شربوا من نيلها وتغذوا وشبعوا من طعامها واحتموا خلف جدرانها وولدوا وترعرعوا على أرضها وغرقوا فى خيراتها

لا أدرى لماذا كل هذا الغل والرغبة فى قتل اﻷبرياء والشباب وخصوصا رجال الجيش والشرطة الذين يحمونهم، ولكن عقولهم متخلفة وغارقة فى الخرافات وقلوبهم متحجرة.
شىء جديد علينا ولحظة يقف فيها الزمن، ولا شىء تراه أو تسمعه غير أخبارهم وتشعر بأن الموت يدور حولك وقد يصل إلى أحبابنا وأولادنا وأزواجنا، لا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل هو القدير على شل وهدم هؤلاء الإرهابيين كارهي مصر.. وليسوا الإرهابيين فقط، ولكن هذه المرأة القاتلة نموذج موجود بيننا فى المجتمع فهذه الجريمة حدثت هذا اﻷسبوع، البداية انصرف المشيعون بعد دفن الميت وعاد أفراد أسرته لتلقى العزاء وسارت الحياة هادئة، ولكن بعد مرور شهر كامل على الوفاة أمرت النيابة باستخراج الجثة وإحالتها إلى الطب الشرعى وتشريحها وثبت أن الوفاة سببها القتل.. تبدأ القصة باعترافات القاتلة وهى امرأة فى الثانية والثلاثين، جميلة، رشيقة، وكانت كلماتها سلسلة مرتبة لكن كلها أسى وكأنها تتذكر تاريخا طويلا مر عليها تقول: كل الظروف تضافرت ضدى ولم تترك لى سوى الانصياع وارتكاب الجريمة دون إرادة منى، فقد بدأت مأساتى عندما وجدت نفسى فى بيت خالتى بعيدة عن رعاية أمى وحنانها وحبها، فقد توفيت فجأة وتركتنى وحيدة مع أبى، ولم يكن أمامه سوى خالتى التى توفى زوجها هى اﻷخرى ليتزوجها.. ألحقتنى خالتى بالعمل لدى أحد أقاربها فى محل جزارة بعد أن تركت المدرسة، وكان يمتلك ثروة لا بأس بها ويعتنى بأناقته ومظهره حتى يبدو شابا أصغر من سنه، ولكن هذا لم يُخف أعوامه الخمسين، كان يعيش وحده داخل بيته الكبير جدا بعد أن توفت زوجته تاركة له شابين فى عمر الزهور، الكبير فى كلية الشرطة والآخر فى كلية الهندسة، من البداية أحسست أنه كان يحاول التودد لى من خلال النقود والهدايا والملابس التى يغرقنى بها وسألت نفسى أكثر من مرة عما يريده هذا الرجل، وفى يوم عدت من عملى من جزارته ﻷجده فى انتظارى وخالتى وأبى يعرضون علىّ الزواج منه.. فى البداية اعترضت ﻷنه كبير فى السن وأنا ما زلت فى بداية حياتى فى السابعة عشرة من عمرى، كيف أتزوجه، ولكن ثار أبى وهددتنى خالتى بطردى من البيت، ولم أستطع المقاومة وتم زواجى من حسين بيه وكان الجميع سعداء إلا أنا، كانت أمواله لا حصر لها وهداياه من كل شكل ولون حتى يحاول إرضائى بها وأعترف أنه لم يكن رجلا سيئا ولكن السعادة لا يمكن شراؤها بأموال الدنيا، وقررت من جانبى أن أعيش معه فى الإطار الذى رسمته لنفسى وأن يكون شيئا يغدق علىّ فقط، ولكن لم يكن رجلا يملأ حياتى، وشيئا فشيئا بدأت ألغى خواطرى ومشاعرى وأتقبل وجوده فى حياتى وأنجبت طفلا ومن سعادته أهدانى محلا كبيرا سجله باسمى واشترى لى عشرات اﻷساور (الذهبية) وأغدق علىّ أموالا من غير حساب، وبدأ ابنى محمد يكبر ويصاحب والده فى كل خطواته ويتعلق به ﻷبعد الحدود، فقد كان فى الثامنة من عمره وبدأت أشعر بالوحدة والفراغ وبمرور سنوات عمرى دون أن أستمتع بشبابى ودخل الشيطان يعبث بأفكارى وانطلق فى أعماقى يذكرنى بسنوات الحرمان، وحدث أن دخل بيتى شاب فى مثل عمرى أرسله زوجى لإصلاح الثلاجة، شعرت ناحيته بالارتياح وكثر تردده علىّ فى غياب زوجى، وبدأت أشعر بطعم جديد لحياتى وتجدد شبابى أمام وجوده، كان اسمه محب وكنت أراقبه كطفلة محرومة من الفاكهة، وتمنيت ألا يغيب عنى لحظة واحدة وتعمدت إفساد اﻷجهزة الكهربائية بالمنزل ليحضر لإصلاحها وأغدقت عليه النقود التى كان يحتاجها، وجاءت لحظة لم أستطع فيها المقاومة، كان الشيطان بداخلى يدفعنى للخطيئة، خصوصا أن زوجى كان مسافرا ومعه ابنى إلى مدينة الإسماعيلية، ولكن فجأة رأيته أمامى فى حجرة النوم ومعى محب، أما ابنى فلم يكن معه، هجمت عليه أنا ومحب وخنقناه وقتلناه وألقينا به على سلالم العمارة وانطلقت أصرخ بأنه سقط على سلالم البيت، وتم الدفن ولكن رسالة مجهولة من خطيبة محب كشفت الجريمة، وبمواجهة النيابة لى اعترفت بالجريمة التى راح ضحيتها زوجى وأبو ابنى بعد زواج دام عشر سنوات وضاعت حياتى وفقدت رعاية ابنى، فقد كان الشيطان أقوى منى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق