88 قرية تلقى بالصرف فى بحيرة قارون بالفيوم .. والإسكندرية تسابق الزمن لتطوير شبكاتها
الأحد، 05 نوفمبر 2017 03:00 م
عانت محافظة الفيوم كثيرا ولسنوات طوال، من أزمات عديدة فى انعدام ونقص الخدمات، وتهالك البنية الأساسية للطرق الداخلية وشبكات مياه الشرب والرى والصرف الصحى والكهرباء والمستشفيات ومرافق الصحة.
وخلال أكثر من 40 عاما، لم يشفع لهذه المحافظة المنكوبة، أنّ أحد أبنائها، وهو الدكتور يوسف والى، تربع على قمة هرم السلطة التنفيذية كنائب لرئيس الوزراء ووزيرا للزراعة والرى لفترات ولسنوات طويلة، ومع ذلك ظلت الفيوم فى المعاناة حتى جاء الدكتور جمال سامى محافظا لها.
لم تتغير الأمور كثيرا فى عهد الدكتور جمال سامى محافظ الفيوم، بل ربما ازدادت سوءاً، وتسارعت وتيرة تهالك المرافق، وكانت على قمة هذه الأزمات، مشكلة انقطاع مياه الشرب عن القرى والمُدن لفترات طويلة، وخاصة فى فصل الصيف، وهو ما نتج عنه موسم صيفى ماض كان فى غاية الصعوبة على المواطنين فى الفيوم، الذين يتمنون ألاّ يتكرر.
كما توجد العديد من المشكلات فى هذا القطاع، ومنها أن محطة العزب الجديدة، وهى محطة عملاقة تضخ فى اليوم 450 ألف مترا مكعبا من المياه، من المفترض أن يكون لها خزانات فى المراكز، حتى لا تتأثر بأى عطل أو انقطاع للكهرباء، غير أن هذه الخزانات غير موجودة من الأساس، ولذلك كان أى انقطاع للكهرباء يتسبب فى قطع المياه عن المحافظة بأكملها.
ويُعد مركز سنورس هو الأعلى فى مشكلات مياه الشرب، وكذلك مركز يوسف الصديق، وهو أبعد مركز عن عاصمة المحافظة، ولكن لا توجد به انقطاعات للمياه سوى الأعطال العادية لوجود خزان رافع للمياه، كما تعانى 36 قرية أخرى بعزب ونجوع قرية النصارية مركز أبشواى من انقطاع مياه الشرب.
علما بأن شركة مياه الشرب والصرف الصحى لديها 4200 كيلو مترا من شبكات المياه بمختلف الأقطار على مستوى المحافظة، غير أنّ بها جزء كبير متهالك، وحتى يتم إنشاء خط مياه من قرية إلى عزبة ، فإن ذلك يتكلف 77 مليون جنيه، فما بالك بقيمة ما تتكلفه جميع الأجزاء المتهالكة فى الشبكة؟؟
وفى الإسكندرية، تكللت جهود محافظها الدكتور محمد سلطان، فى تجنيب الاسكندرانية والمترددين على عروس البحر الأبيض المتوسط صيفا، مشاكل انقطاع المياه، وذلك من خلال الاستعدادات التى كانت على قدم وساق، من خلال إنشاء عدد من محطات مياه الشرب.
لاتقل أزمة ومشاكل مياه الرى، وخاصة فى نهايات الترع والمصارف بالفيوم عن أزمات مياه الشرب،حيث تعانى مساحات كبيرة من الأراضى نتيجة لغياب وانقطاع مياه الرى،حتى بلغ الأمر بالفلاحين أن زراعوا أراضيهم وحاصلاتهم على مياه الصرف الصحى، وهناك ما لا يقل عن 800 فدان تُروى على الصرف الصحى بعزبة النصارية، وتخفيفا لهذه المشاكل افتتح الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، فى يوليو الماضى محطة خلط وتغذية بحر البشوات من مصرف الطاجن، بتكلفة 15 مليون جنيه.
وفى الإسكندرية، والتى تقل مساحة الأراضى الزراعية بها كثيرا عن الفيوم، بحيث لا تتجاوز 265 ألف فدانا، بينما تمتلك الفيوم 434.6 ألف فدانا،ويتم توفير مياه الرى فى الإسكندرية بيسر عن مشاكل وصعوبات الفيوم،نتيجة لتناقص المساحة الزراعية ونشاط وتواصل محافظ الإسكندرية مع الحكومة.
تمثل الطرق الداخلية بضيقها وتعرجاتها ومطباتها وتهالكها بمحافظة الفيوم صداعا فى رأس الفيوميه، وهو ماينتج عنه الحوادث يوميا، وتنتظر المحافظة أن يتم الانتهاء من تنفيذ طريق جنوب الفيوم ـ الواحات المدرج بالمشروع القومى للطرق بطول 125 كم، خلال فبراير المقبل، علما بإن تأخير الانتهاء من تنفيذه يرجع إلى المشاكل العالقة و الخاصة بمنطقة دير وادى الريان.
كما أن مشروع الطرق يشمل إنشاء حارتين فى كل اتجاه بعرض 3.9 مترا للحارة الواحدة، بتكلفة تصل إلى حوالى 400 مليون جنيه، وسيتم الانتهاء من هذا الطريق بالتزامن مع الانتهاء من تنفيذ القوس الشمال الغربى من الطريق الدائرى الإقليمى المدرج هو الآخر بالمشروع القومى للطرق.
ويشمل مشروع طريق جنوب الفيوم ـ الواحات ثلاثة قطاعات، يمتد القطاع الأول من جنوب الفيوم وحتى وادى الريان، ويشمل توسعة وتطوير الطريق من طريق (أسيوط الغربى) إلى وادى الريان بطول 55كم، والقطاع الثانى جهـة الواحات و يتضمن إنشاء طريق يربط بين طريق (القاهرة - الواحات البحرية ) بجنوب الفيوم مروراً بمنطقة دير وادى الريان بطول 55 كم.
أما القطاع الثالث فى منطقة دير وادى الريان فيتضمن إنشاء طريق يربط بين القطاع الأول والثانى بطول 10 كم، وعلى العكس من ذلك يحدث فى الإسكندرية، التى تحظى بشبكة طرق داخلية، يتم تحديثها وتطويرها باستمرار من حيث الكم والكيف نتيجة لنشاط المحافظ وتواصلها مع الحكومة وأعضاء مجلس النواب والمجتمع المدنى.
من المشاكل التى تنتقص كثيرا من حقوق وصحة وتنمية المواطنين بالفيوم ، مشكلة الصرف الصحى، والسباحة فوق مياه البرك والمستنقعات،بل وتحويل بحيرة قارون وغيرها من ترع ومصارف المياه العذبة إلى مناطق للصرف الصحى،وقيام 88 قرية بالصرف الصحى المباشر على البحيرة مباشرة ،ولحل هذه المشكلة،مطلوب تغطية 60% من القرى بالصرف الصحى، وهو ماتنتظره الفيوم لتنفيذ مشروع بقيمة 456 مليون يورو أو ما يساوى 9 مليار جنيه.
وفى الإسكندرية قطع محافظها شوطا كبيرا فى تحجيم مشاكل الصرف الصحى، بعد أن غرقت المحافظة فى أمطار وسيول عام 2015 ،واستعدت حاليا بتحديث وتطوير شبكة الصرف الصحى فى كافة الأحياء والمناطق الريفية والحضرية.