خلال زيارته إلى السعودية..
لماذا استقال سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية؟
السبت، 04 نوفمبر 2017 03:20 م
في خطوة مفاجئة للجميع، استقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من منصبه خلال زيارته إلى السعودية التي بدأها صباح اليوم ، وفي حين كانت الأوضاع السياسية اللبنانية هادئة بعض الشيء خاصة على مستوى الإعلامي بين الفرقاء اللبنانيون ، كان الواقع يقول عكس ذلك فالمؤشرات كافة تتجه نحو الاصطدام خاصة بين الكتلتين المتنازعتين على طول الخط حزب الله اللبناني الذي يتزعمه حسن نصر الله وتيار المستقبل برئاسة سعد الدين الحريري رئيس الحكومة المستقيل.
وشهدت لبنان في العام الماضي تسوية سياسية صعد على آثرها السياسي المخضرم ميشال عون رئيسًا للجمهورية، والذي يعرف عنه قربه من المحور السوري الإيراني وعلاقاته الطيبة بحزب الله، في المقابل جاءت التسوية برئيس تيار المستقبل سعد الحريري كرئيسًا للحكومة اللبنانية.
وعلى الرغم من أن استقالة الحريري من منصبه مثلت صدمة للجميع، لاسيما وإنها تأتي في ظروف أمنية صعبة مع مواجهة الجيش اللبناني للخلايا الإرهابية، وستكون لها تداعيات سياسية سلبية على المستوى الأمني والسياسي فضلًا عن الفراغ السياسي الذي ستؤدي إليه هذه الاستقالة، إلا إنها لها اسبابها وفقًا للحريري ذاته.
علاقة إيران بحزب الله
وكان من الواضح من خطاب الحريري أنه يضع علاقة حزب الله بإيران كسبب رئيسي من ضمن اسبابه التي أدت إلى اتخاذه هذا القرار، حيث قال الحريري "إن حزب الله بات دولة داخل دولة بدعم من إيران، مضيفا أن "أيدي إيران في المنطقة ستقطع". وشدد على أنه "أينما حلت إيران، يحل الخراب والفتن"، مشيرا إلى أن "تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي".
توسيع نفوذ حزب الله
وفي الآونة الأخيرة بدا واضحًا توسع نفوذ حزب الله السياسي على المستوى الحكومي والإعلامي والبرلماني، وهو ما وضع تيار المستقبل في موقف صعب، لذا كان من الواضح أن التسوية مثلت نقطة انطلاق سياسي لحزب الله وحلفائها وعلى رأسهم إيران، وتحجيم لمعارضيه من التيارات الأخرى ، الأمر الذي كان واضحًا في تعدد الوفود الإيرانية والتي كان أخرها زيارة ل مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قبل يومًا من استقالة الحريري والتي قال فيها أن «طهران تحمي استقرار لبنان».. وما قبله من تصريح للرئيس الإيراني حسن روحاني كان اشد اثاره للجدل قال فيه "لا يمكن للبنان وشمال إفريقيا والخليج القيام بأي خطوة مصيرية دون إيران".
وهاجم الحريري في خطاب الاستقالة بضراوة حزب الله قائلًا، إن "حزب الله" يوجه سلاحه إلى صدور اللبنانيين وإخواننا السوريين واليمنيين، وأن الوضع في لبنان بات يشبه الوضع قبيل اغتيال والده رفيق الحريري".
تعيين سفير لبناني في دمشق
الأمر الآخر والذي لا يبتعد كثيرًا عن ما سبق، ولكنه مثل القشة التي كسرت ظهر البعير، وهو تعيين سفير لبناني جديد في سوريا بعد نحو 6 أعوام من تخفيض المستوى الدبلوماسي اللبناني في سوريا، وعلى الرغم من أن هذا القرار جاء وفقًا لمرسوم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، إلا أنه عبر عن مدى الضغط الذي يمارسه النفوذ الإيراني وحزب الله اللبناني حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد.
خوفًا من الاغتيال
في خطابه أيضًا، ذكر الحريري، أنه كان مهدد بالاغتيال من دون ذكر تفاصيل، قائلا "أخشى تعرضي للاغتيال حيث "لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي". ووصف الأجواء الراهنة بأنها "تشبه ما كان عليه الحال قبيل اغتيال رفيق الحريري".
ويمكن أن تكون زيارة الحريري للسعودية، مقدمة لأن يبتعد لفترة عن لبنان خوفًا من ما يخشاه، حيث ظل رئيس الوزراء اللباني المستقيل بعيدًا عن لبنان قابعًا في الخارج لفترة قبل أن يعود منذ سنوات قليلة بعد التحدث عن انفراجه في الأزمة اللبنانية.