التوك توك 1.. الحكومة "0".. كيف انتصر "أبو 3 عجلات" على الأجهزة الأمنية والمحلية؟
السبت، 04 نوفمبر 2017 04:10 م
حروب كوميدية طاحنة دارت طوال الخمس سنوات الأخيرة بين المركبة البرغوثية الصغيرة "التوك توك" التى اخترقت شوارع الجمهورية وحاراتها وأزقتها، وبين الحكومة وأجهزتها الأمنية والمحليات.
على الرغم من كونه يشكل خطراً حقيقياً على المواطنين نظراً لعدم وجود أى قوانين تُنظم سيره أو أرقام يتم تعليقها عليه لضبط بعض سائقيه الخارجين على القانون، ممن يروجون المخدرات والدعارة وغيرهم، فشلت الدولة فى منع سيره أو منحه رخصة حقيقية للسير كباقى المركبات للسيطرة عليه، بدلاً من إحكام القبضة عليه بالـ"حب".
بدأت الحرب بشكل عام فى جميع المحافظات وبشكل خاص بمحافظة القاهرة، باعتبارها العاصمة، عندما أبدى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، استياءه الشديد من سير التوك توك بشوارع العاصمة، مؤكدا على سوء شكله واخلاله بمنظومة المرور التى ضُبِطَت إلى حد كبير فى عهده بشوارع القاهرة، حيث قرر وبعد زيادة الحوادث التى تسببت فبها هذه المركبة، وحينها وجه الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة السابق، بضرورة التخلص من هذه الآفة التى اجتاحت الشوارع، وعلى الفور أصدر المحافظ قرار بمنع سيره تماما ب 7 أحياء بغرب القاهرة أبرزهم أحياء وسط وغرب القاهرة وعابدين، وتغريم صاحبه 1500 جنيه حال ضبطه.
وحينها أعلن الدكتور جلال السعيد، أن السبعة أحياء التى تم اختيارها ستكون البداية فقط لمنع سيره نهائيا بالعاصمة، وبعد مرور عدة أشهر على هذا القرار، أصدر المحافظ قرارا جديدا رفع فيه عدد الأحياء التى سيتم منع سيره فيهم ليصلوا إلى 15 حيا بينها حيى مصر الجديدة والمعادى، بالإضافة إلى منع سيره نهائيا بالشوارع الرئيسية والتقاطعات والإشارات المرورية، وزاد القرار صعوبة، أنه تضمن مصادرة التوك توك نهائيا حال ضبطه مرتين بعد دفع الغرامة فى المرة الأولى، مؤكدا على التمهيد لمنع سيره بكل الأحياء، ولكن هل منعت هذه القرارات الصارمة سير التوك توك وزيادة أعدادها، خاصة بعدما امتلأت مخازن المرور والأحياء بعدد ضخم من التكاتك التى تم مصادرتها؟.
رغم التضيق التى فرضتها الدولة، مُتمثلة فى جميع أجهزة محافظة القاهرة ووزارة الداخلية على التوك توك بمختلف الشوارع، إلا أنه عمل بحرية كبيرة حتى فى الشوارع الرئيسية والإشارات والتقاطعات المرورية ضارباً بعرض الحائط كل هذه التشديدات، وكأن سائقيه أعلنوا التحدى مع الدولة، بل ووصل بهم الأمر إلى أنهم أنشأوا موقفاً للتوك توك أمام بوابة مديرية أمن القاهرة، بعد أن اتستطاعوا أن ينسقوا مع أمناء الشرطة المتواجدين فى تأمين بوابة المديرية الخلفية _وفقاً لما أكده بعض سائقى التوك توك.
مر ما يقرب من عام، وفشلت كل المحاولات لمنع سيره، بل وزاد عدده بشكل ملحوظ بمختلف الأحياء أضعافا، وانتشرت الجرائم بسببه، لجأت أقسام الشرطة إلى التنسيق مع سائقى التوك توك لإحكام القبضة عليهم، وأمروهم بشكل غير رسمى بوضع أرقام على كل توك توك، وسيتم مصادرة أى توك توك لا يحمل رقم، وبالفعل استطاعت أقسام الخليفة والبسايتن والتبين وحلوان والدرب الأحمر وغيرهم من إجبار السائقين على ذلك، دون أن تتخذ المحافظة أى اجراءات لتقنين سيره.
وفى خطوة جديدة أكثر جراءة، أراد اللواء محمد أنيس، رئيس حى الزاوية الحمراء، تقنين وضع التوك توك للحد من خطورته ووقف حالات التحرش والخطف، دون النظر إلى قرار الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة السابق، بمنع سيره بـ 15 حى والشوارع الرئيسية والإشارات والتقاطعات المرورية.
وقال رئيس حى الزاوية الحمراء، إنه تم وضع منظومة جديدة للحد من أكثر من 80 % من الجرائم التى تُرتكب بالتوك توك، مشيراً إلى أنه سيتم إعداد أول قاعدة بيانات لكل توك توك، تشمل بيانات قائد المركبة واسم مالكها الحقيقى وعنوانه ورقم الشاسيه والموتور وصورة البطاقة، بالإضافة إلى أوراق تعريفية أخرى لم يتم الاستقرار عليها، وسيتم وضع رقم إدارى على كل توك توك حتى يتم التمكن من استدعاء سائق وصاحب التوك توك حال ارتكاب أى جريمة أو مُخالفة.
وأضاف اللواء محمد أنيس، أن هذه التجربة هي محاولة لمحاربة ظاهرة جرائم التكاتك بمنظومة إدارية منتظمة، من خلال وضع قاعد بيانات لجميع التاكاتك بالحي، بشكل يتيح لكل فرد تميز التكاتك عن الأخري.