100 عام على بلفور.. رحلة اليهود إلى الأراضي الفلسطينية
الخميس، 02 نوفمبر 2017 09:30 ممحمود علي
في محاولة لتحقيق هدف الكيان الصهيوني في تغير الوضع السكاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وضع الاحتلال العديد من الخطط لتصبح الغلبة للتواجد اليهودي عن الفلسطيني، فبعد صدور وعد بلفور عام 1917 ووقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، بدأ اليهود بالتدفق بالآلاف وذلك بمساعدة بريطانية وارتفع عددهم من حوالي عشرة آلاف شخص في منتصف القرن التاسع عشر إلى ما يقرب من 62.5 ألف شخص عند بداية الانتداب البريطاني، وإلى ما يقرب من ستمائة وخمسين ألف شخص عند نهاية الانتداب، وبذلك ارتفعت نسبة اليهود إلى مجموع عدد السكان في فلسطين من 8.3% عام 1919 إلى 31.5% في 15 مايو عام 1948.
وقال مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، إن عملية التمييز بين الاستيطان اليهودي وحركة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني يفرضه تحليل العوامل المختلفة، التي مكنت اليهود من الهجرة إلى فلسطين وإقامة المستوطنات ونشوء نوع من التعايش بينهم وبين سكان البلاد الأصليين من العرب في مرحلة الانتداب البريطاني.
وأضاف المركز، أنه من خلال أول تقدير سكاني جرى في فلسطين عام 1914، فقد قدر سكان فلسطين بحوالي 689 ألف، منهم 634 ألف من العرب، و55 ألف من اليهود أي أن نسبة اليهود كانت تبلغ في ذلك العام 8% من مجموع السكان، ومع بداية الاحتلال البريطاني بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بالتصاعد مما أدى إلى زيادة نسبة اليهود فارتفعت إلى 9% في العام 1920، ووصلت إلى 10,6 % في عام 1921.
وأكد المركز أنه وضعت تقديرات لعدد سكان فلسطين عام 1922، الذي بلغ 752.388 نسمة، بلغت نسبة السكان العرب من هذا الإجمالي 89%، في حين ازدادت نسبة اليهود عما كانت عليه في العام 1914 إلى 11% من إجمالي السكان، ذلك بزيادة مقدارها 3%.
أما حسب إحصاء 1931 فقد بلغ السكان في فلسطين 1.035.821 نسمة، تناقصت فيه نسبة السكان العرب إلى 84% من إجمالي السكان، في حين زادت نسبة السكان من اليهود إلى 16% من إجمالي السكان، لتتضاءل نسبة العرب سنة بعد الأخرى لتبلغ في 1945 ما نسبته 69%، في حين شكل اليهود 31% من إجمالي السكان.
وتابع المركز في دراسته، أنه مما سبق يتضح أن نسبة الزيادة في سكان فلسطين كانت لصالح اليهود، في حين كان هناك تناقص في نسبة الزيادة بالنسبة للسكان العرب، مؤكدًا أنه في عام 1948 قدر عدد سكان فلسطين 2.065.000 نسمة، منهم 1.415.000 نسمة من العرب و650.000 نسمة من اليهود، حيث شكل العرب ما نسبته 68.5 %من إجمالي السكان وشكل اليهود ما نسبته 31.5% من إجمالي السكان، ويرجع التناقص في نسبة تمثيل السكان الفلسطينيين لصالح زيادة نسبة السكان اليهود نتيجة الخلل الذي أصاب مكونات النمو الغير طبيعية وخاصة موجات الهجرة اليهودية المكثفة إلى فلسطين.
وقال المركز، إنه للوقوف على نتيجة كافة هذه المتغيرات وصل المجموع الكلي لعدد السكان في فلسطين عام 1986 (جميع الديانات) قد بلغ 5.6 مليون نسمة، منهم 3,5 مليون نسمة من اليهود أي ما نسبته حوالي 63% من المجموع الكلي، والباقي من الفلسطينيين أي ما نسبته 37% من المجموع الكلي.
ومع حلول عام 1998 بلغ المجموع الكلي لعدد السكان على أرض فلسطين التاريخية 8.09 مليون نسمة، منهم 5.50 مليون نسمة من سكان يهودي أي ما نسبته حوالي 67.9% منهم حوالي 17% من الفلسطينيين أو ما يطلق عليهم فلسطينيو الداخل (48).
والباقي من الفلسطينيين أي ما نسبته 32.1% من المجموع الكلي، يقيم منهم في الضفة الغربية 1.596.442 نسمة، وحوالي 1.000.175 مليون نسمة في قطاع غزة، وخلال الإحدى عشر عام الماضية استطاعت إسرائيل المحافظة على الميزان السكاني لصالحها على الرغم من ارتفاع نسبة النمو السكاني في الجانب الفلسطيني، ويرجع ذلك إلى موجات الهجرة في هذه السنوات.