انطلاق المهرجان الوطني الرابع للحرف والصناعات التقليدية في سوق القطارة
الجمعة، 03 نوفمبر 2017 05:00 ص
افتتح الشيخ زايد بن طحنون آل نهيان، ورافقه سيف سعيد غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أمس، الأربعاء، 1 نوفمبر، المهرجان الوطني الرابع للحرف والصناعات التقليدية، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي حتى 18 نوفمبر في سوق القطارة بمنطقة العين، وذلك بحضور عدد من كبار المسؤولين.
سيف غباش: الحرف والصناعات التقليدية جانب منتج في المجتمع الإماراتي
وقال سيف غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: تمثل الحرف والصناعات الجانب المنتج من حياة المجتمع الإماراتي، إذ تتداخل الحرف في مدلولها العام مع مفهوم الصناعات التقليدية، ومن هنا أتى تنظيم المهرجان الوطني للحرف والصناعات التقليدية الذي يعد أحد مبادرات الدائرة لإعادة إحياء هذه الحرف والصناعات حتى يتمكن الجيل الجديد من معايشة ولو جزء من حياة الأجداد التي تتميز بالابتكار والإبداع. بما يتماشى مع قانون التراث الثقافي للإمارة الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، والذي يهدف إلى حماية التراث الثقافي المادي والمعنوي للإمارة، والكشف عنه وإدارته والترويج له".
سيف غباش: مهرجان الحرف والصناعات التقليدية يسلط الضوء على التراث الإماراتي
وأضاف سيف غباش: يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على أهمية الحرف والصناعات التقليديّة في التراث الإماراتي، بالإضافة إلى الحفاظ على هذه الحرف والصناعات ونقلها إلى الأجيال المتعاقبة في شكل ترفيهي تربوي.
كما أنه يلقي الضوء أيضاً على أهم المخاطر والتحديات التي تشكل ضغوطاً تهدد بقاء الحرف والصناعات التقليدية وتدهور مستواها التقني والفني، بحيث يعمل المهرجان بشتى الطرق على تذليلها وإيجاد السبل لإحيائها وبقائها كجزء من التراث الحضاري الإماراتي الذي يحمل كماً غنياً من الموروث والتقاليد التي تعبّر عن أصالة القيم الاجتماعية".
يأخذ المهرجان، الذي يقام في سوق القطارة بمنطقة العين، الزوار في جولة يستكشفون خلالها جوانب رئيسية من التراث الإماراتي في أحد أهم المواقع الثقافية. وقد أسس الراحل الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، السوق في خمسينيات القرن الماضي على طريق تظلله أشجار النخيل بين واحتي القطارة والجيمي، حيث يقام سوق أسبوعي للحرف التقليدية في الموقع منذ تجديده وإعادة افتتاحه للزوار.
ويركز سوق القطارة حالياً على تشجيع العائلات الإماراتية على صون مهارات الحرف والفنون الشعبية من خلال مواصلة صناعة المشغولات التقليدية، والمشاركة الفعالة بها في المهرجانات التراثية.
كما ويلقي الضوء على الحرف والصناعات التقليديّة التي مارسها الأجداد، من خلال ورش عمل متخصصة للتعريف بها، من حيث المواد الخام المستخدمة لصناعتها، والآلات التقليديّة المستعملة لتحويلها إلى منتج، ومراحل الإنتاج التي تمر بها، وأساليب تسويقها كسلع تقليدية، كما تتناول الورش المصاحبة واقع هذه الحرف حاليًا، ومدى إمكانية تطويرها لتلبية احتياجات العصر مع المحافظة على سماتها التقليديّة.
ويتضمن المهرجان العديد من الفعاليات والأنشطة التراثية والثقافية الترفيهية والتعليمية والمعارض الفنية، والتي يتعرف الزوار من خلالها على الأساليب والمهارات الفنية المستخدمة في صناعة المنسوجات بما في ذلك السدو (النسيج التقليدي)، الذي سجلته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في عام 2011 ضمن قائمة التراث المعنوي للبشرية.
ويحتضن الحدث، الذي يهدف إلى زيادة الوعي بالحرف والفنون التقليدية الإماراتية وأهمية العمل على حمايتها، سوقاً شعبية لمجموعة واسعة من المنتجات والمصنوعات الإماراتية، منها الملابس التقليدية، والعطور والبخور والتوابل العطرية، والأعشاب والمجوهرات الشعبية، والحناء والحلوى والأطعمة الإماراتية.
يشهد المهرجان أيضاً عروض الصقارة، والحرفيين أثناء عملهم، وجولات وورش عمل للطلاب يشرف عليها مركز القطارة للفنون.
ويقدم هذا المهرجان السنوي جانباً رئيسياً من التراث والثقافة ليعبر عن الماضي الإماراتي الذي شكلت ملامحه الطبيعة الصحراوية، ويسهم في إحياء تلك المهارات والقيم الشعبية.
وتسهم هذه الفعاليات في ترسيخ الفخر بالهوية الوطنية، وتعميق قيم التواصل والانتماء للمجتمع عبر إبراز تلك الممارسات الثقافية والتراثية والمنتجات التقليدية، وفي الوقت ذاته، تسجيل وتوثيق هذه الخبرات والمعرفة والمهارات التي توارثها الأجداد والآباء.