مسابقة محليات 2015 "طلعت فستك".. اختيار القيادات المحلية بالـ"حب"
الخميس، 02 نوفمبر 2017 12:00 ص
أزمات متلاحقة شهدتها المحليات فى مصر على مدار عشرات السنوات، بسبب سوء القوانين المُنظمة للعمل المحلى، وأيضاً لأسباب أخرى تتمثل فى وجود أماكن شاغرة بعدد كبير من مناصبها لإحالة بعضهم على المعاش أو الترقيات، ولكن خلال الـ 10 سنوات الأخيرة شهدت مصر خلو عدد كبير من مناصب القيادات المحلية، وتولى عنهم نوابهم أو وكلائهم وقائمين بأعمال، فاقدين الصلاحيات الكاملة لرئيس الحى فى تطبيق القانون والتعامل مع المخالفات فى الشارع.
وزاد الأمر صعوبة، عدم وجود مجالس محلية شعبية بكل أحياء لتحمل جزء من الأعباء الكبيرة التى يحملها رئيس كل حى، فضلاً عن وقوف عدد كبير من رؤساء الأحياء عاجزين أمام تطبيق القانون فى حالات بسبب فقدان صلاحيتهم، فخلال الـ 7 سنوات الأخيرة أصبح أكثر من 20 حى بمحافظة القاهرة وحدها من أصل 38 حى يخلو من منصب رئيس الحى _منصب بالتعيين_ وعدم وجود كوادر قوية لسد هذه الفراغات.
وفى عام 2013، قررت وزارة التنمية المحلية تنظيم مسابقة لقيادات المحليات، ولكنها لم تكتمل بسبب قيام ثورة 30 يونيو بعد تعيين عدد قليل من القيادات من خلالها، ومرت الأيام وسط حالة من العشوائية فى تعيين قيادات المحليات فى المحافظات، وأعلنت الوزارة مرة أخرى فى عهد الدكتور أحمد زكى بدر عام 2015 عن مسابقة ضخمة لشغل مناصب مسئولى المحليات بمختلف المحافظات وتقسيمها على مراحل أولها يضم 249 قيادة، وفتحت المسابقة بابها أمام المدنيين ورجال الجيش والشرطة، وبدأت الوزارة فى استقبال الاستمارات وعمل الاختبارات التحريرية والشفوية.
كان من المُقرر لهذه المسابقة الانتهاء منها خلال مدة لا تتجاوز الـ 9 أشهر، إلا أن الأمور تعقدت وتم الإعلان عن دفعة أولى من المرحلة الأولى تضمنت ما لا يزيد عن 90 اسماً فقط بعد عام ونصف من إعلان المسابقة، وتضمنت أيضاً عدة أخطاء أهمها تعيين رئيس مدينة متوفى وتعيين أخر مُحول إلى التحقيق، واستمرت عملية الفرز _التى طالت زيادة عن اللازم_ حتى تم عمل مقابلات شخصية واختبارات لعدد أخر من الأسماء.
تلقى الدكتور أحمد زكى بدر مُكالمة من رئاسة مجلس الوزارء لإخطاره بأنه أحد الوزارء الذين تم اعفائهم من المنصب، وحينها توقفت المسابقة بشكل كامل، وعندما تولى الدكتور هشام الشريف المنصب خلفاً له، قرر استكمال المسابقة، وتم الموافقة بشكل عشوائى على باقى الأسماء لتسكين المناصب الخالية بمختلف المحافظات، وبالفعل تم اختيار باقى الأسماء كاملة، كما تم تعيين عدد لا بأس به من سكرتيري العموم وسكرتيرى العموم المساعدين، دون أن يتم تدريبهم على العمل المحلى إلى بعد فترة.
بعد عدة أشهر من تولى الدكتور هشام الشريف منصب وزير التنمية المحلية، اكتشف الوزير العيوب القاتلة التى تضمنتها المسابقة من خلال منظومة تقييم رؤساء الأحياء وقيادات المحليات التى أطلقها بكافة المحافظات، خاصة وأنه أراد منذ اليوم الأول له فى الوزارة أن يُغير استراتيجية المحليات فى مصر، ويجعلها تُشارك فى الإنتاج والتصدير، واقحام الأساليب التكنولوجيا الحديثة، وقرر حينها تنظيم مسابقة جديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالعمل المحلى فى مصر.
وأعلن الوزير منذ عدة أيام فى مؤتمر صحفى كبير عن بدء مسابقة قيادات المحليات الجديدة 2017، لاختيار القيادات، وأعلن خلال المؤتمر عن الشروط والاختبارات التى سيتم من خلالها اختيارهم، مشدداً على أن اختيارهم سيتم على "الفرازة" وسيتم اختبارهم على استخدام الوسائل التكنولوجيا واللغات بالإضافة إلى تأهيلهم نفسياً حتى يستطيعوا التعامل مع الشكل الجديد للعمل المحلى فى مصر.