عاصرت الفاتحين والغزاة.. الشرقية مهبط الأنبياء والرسل
الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 06:29 م
تزهو محافظة الشرقية بالثروات الأثرية والإمكانات السياحية المتعددة، والتي تنفرد دون غيرها من محافظات الوجه البحري، حيث ينتشر بين ربوعها 120 موقعًا أثريًا من أهمها أثار مدينة صان الحجر، التي تبعد 75كم2 عن مدينة الزقازيق و130كم عن القاهرة، ويطلق عليها "تانيس" وهو الاسم اليوناني أما الاسم الفرعوني"جعنت".
صان الحجر. كانت مدينة كبرى خلال فترات التاريخ حتى نهاية العصر الروماني، وتقدم آثار تانيس ملحمة لتاريخ الدلتا بصفة عامة، وهي غنية بالآثار الفرعونية، وأيضًا آثار من العصر اليوناني والروماني، خاصة لأنها كانت الطريق الرئيسي لغزو بلاد الحيثيون في آسيا الصغرى والدفاع عن مصر في حالة الغزو الخارجي.
وتعتبر تانيس أقصر الوجه البحري بما بها من معابد ملكية ومسلات وآبار وقصور، وتزدهر المنطقـة بالعديد من المعابد الحجريـة الضخمـة يتزعمـها المعبـد الكبير للإلـه آمـون بتماثيله ومسـلاته وآباره، الإله آمون، من أكبر المعابد بالوجه البحري، وما زالت أحجاره من لوحات وتماثيل مختلفة الأحجام والأشكال موجودة ويشمل المعبد بوابة جرانيتية ضخمة يتقدمها تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني بصحبة زوجته المحبوبة مرين آمون وزوجته الحيثية.
كما يوجد بصان الحجر تمثال على شكل أبو الهول، ويوجد بالمعبد البحيرة المقدسة، والتي يأتي في أهميتها بحيرة الكرنك بالأقصر، وهناك أسوارا لبنية ضخمة والتي ترجع تاريخها لسنة 1070 ق. م تقريبًا، ومازال بها 20 مسلة وتتميز بالضخامة وكلها منقوشة بأسماء وألقاب رمسيس الثاني وانتصاراته وأمجاده، منها المسلة الموجودة بمطار القاهرة الدولي، هذا بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل الضخمة للملك رمسيس.
وتأتي" منطقة تل بسطة" بعد صان الحجر في الأهمية على خريطة السياحة بمحافظة الشرقية، حيث تقع مدينة تل بسطة في شرق الدلتا على الفرع الشرقي للنيل، على بعد نحو عشرين كيلو مترًا من غرب مدخل وادي طميلات، ومازال هذا الموقع الذي نمت بالقرب منه مدينة الزقازيق عاصمة الإقليم يحتفظ باسمه القديم: تل بسطة، وتعد منطقة آثار تل بسطة، مركزًا دينيًا مهما وإحدى عواصم مصر القديمة، نظرًا لموقعها على مدخل مصر الشرقي.
واجهت تل بسطة أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء، وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، وشرفت بأنها كانت معبرًا ومقرًا مؤقتًا للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح "عليهما السلام" عند قدومهما إلى مصر.
ومن أهم الآثار في منطقة تل بسطة، المعبد الكبير للإله "باستت"، وآثار المعبد الذي شيده الملك خوفو، ومن بعده الملك بيبي، من ملوك الأسرة السادسة، وغيرهما من ملوك مصر القديمة والدولة الوسطى، كما توجد بها بقايا من معبد الإله" ماي حسى" الواقع على بعد 60 مترًا من المعبد الكبير، وكان مخصصًا لعبادة الإله ماى حسى، العضو الثالث في ثالوث "تل بسطة"، وهناك مقصورة الملك أمنحتب الثالث، والمعبد الصغير للإله باستت، ومازالت بها جبانة ضخمة للقطط، كانت تتكون من مجموعة من السراديب المحفورة في باطن الأرض، لدفن القطة رمز الإله باستت بعد تحنيطها، وعُثر على الكثير من مومياوات القطط وتماثيل عديدة من البرونز لها.