مشاركة متميزة لوزارة الثقافة المصرية في معرض الخرطوم الدولي للكتاب
الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 02:37 م
اختتمت فعاليات الدورة رقم 13 من معرض الخرطوم الدولي للكتاب، والتي تم دعوة مصر فيها كأول ضيف شرف للمعرض، وحملت شعار "الثقافة جسر المعرفة" وشارك فيها قيادات وزارة الثقافة وفي مقدمتهم الوزير حلمي النمنم.
وقدمت مصر مشاركة متميزة في مختلف فعاليات المعرض ، انعكست على المستوى العام لها سواء فيما يتعلق بأنشطة المقهي الثقافي أو المسرح أو دور النشر وعدد الكتب والمطبوعات، التي أضافت للمعرض قيمة وتميزا وأحدثت به طفرة غير مسبوقة، بشهادة السودانيين أنفسهم.
وشاركت نحو 100 دار نشر مصرية بما يقارب 100 ألف كتاب، وقدم الأدباء والمفكرون والشعراء والفنانون والمثقفون المصريون العديد من الندوات والفعاليات من خلال المقهى الثقافي ومسرح المعرض، كما أسهمت هيئات وزارة الثقافة بجناح متميز قدم العديد من الخدمات الثقافية لجمهور المعرض وضم مئات الكتب والعناوين المتميزة، بتخفيض قدره 50% على شراء الكتب .
واستعانت الهيئة المصرية العامة للكتاب بعمالها لإقامة الجناح المصري، وقام عمال صندوق التنمية الثقافية بأشغال الكهرباء والإضاءة بالجناح، ترشيدا للنفقات ، وقدمت السفارة المصرية بالخرطوم بقيادة السفير أسامة شلتوت، كافة التسهيلات والتعاون الكامل، حتى تخرج المشاركة المصرية بالمعرض في أفضل صورة.
وقام الجانب السوداني بتكريم قيادات الثقافة المصرية يتقدمهم الوزير حلمي النمنم، وكذلك رؤساء هيئة الكتاب هيثم الحاج علي، وهيئة قصور الثقافة أشرف عامر، وصندوق التنمية الثقافية أحمد عواض، وأمين عام اتحاد الناشرين العرب عادل المصري، بجانب فريق العمل من المشرفين والإداريين والفنيين، تقديرا لجهودهم في إنجاح المعرض والمشاركة المصرية المتميزة .
وتعتبر ندوة "الثقافة العربية وتحديات العصر" التي قدمها الناقد الدكتور حسين حمودة، من أبرز مساهمات المفكرين المصريين في فعاليات المعرض وشهدت حضورا مميزا من المثقفين السودانيين والعرب ، حيث قدّم حمودة ورقة بحثية مطولة حول الثقافة العربية، أوضح فيها التحديات الراهنة لهذه الثقافة.
وقال "إن موضوع الثقافة العربية وتحديات العصر صعب ومعقد ومتشعب في الوقت نفسه، وهو موضوع مطروح منذ زمن بعيد، وطرحت حوله قضايا متنوعة وإشكالات شتى، فقد كان محل نظر كثير من الباحثين والمثقفين العرب وحتى الآن".
وأضاف حمودة، أن المشكلات والتحديات التي تواجه الثقافة العربية أبرزها: علاقتنا بتراثنا، وما يتصل بصورنا المتعددة حول هذا التراث"، مشيرا إلى أن هناك قضايا غير منتهية حول تصوراتنا عن ثقافتنا الجديدة، وأن هناك حاجة لأن نعيد النظر في بعض مكونات هذا التراث حتى نستخلص منه ما يمكن استخلاصه .
وحظيت ندوة "مصر والسودان في مواجهة التحديات.. رؤية ثقافية"، التي استضافت رئيس الوحدة الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتورة أماني الطويل، باهتمام ومشاركة كبيرين من رواد المعرض وقيادات الثقافة بالسودان، حيث تحدثت عن روابط الدم والأخوة بين البلدين والشعبين، لافتة إلى ضرورة إدارة التنوع الثقافي وتقبل الآخر، لأن الحفاظ على الدولة القومية الشاملة لا يتحقق إلا بذلك التعايش السلمي، حيث أن حق تقرير النصير أصبح يهدد الدولة القومية ، مبرزة المسئولية الكبيرة الملقاة على النخب الثقافية والإعلامية لنشر تلك الثقافة.
وشهدت ندوة" الثقافة والمجتمع في السودان"، بحضور الدكتور والناقد أحمد زايد، إقبالا كثيفا من الزائرين لمعرض الخرطوم للكتاب، وقال زايد، إن الثقافة هي مخططات حياتيه عامة، تتعلق بسبل العيش والعادات والتقاليد والفنون المختلفة، الثقافة تستعرض في داخلها المنتجات الفنية والأدبية المختلفة، و تتجلي فيما يسمي بالمجتمع.
وأشار زايد، إلى أن هناك خصائص عامة جغرافيا وسياسية للسودان، حيث تعتبر مدخل ثري للقارة الإفريقية فهي تطل علي البحر الأحمر، إضافة إلى أنها في قلب أفريقيا وتقدم صورة ثقافية مثاليه فيما يتصل بالتنوع ثقافي.
وتابع زايد، أن الترابط بين القبائل المختلفة في السودان مهم لأنهم يحتفظون بتراثهم الذي نجده في العادات والتقاليد والتضامن، رغم التغيرات الحديثة التي دخلت الثقافة السودانية، مبرزا أن السودان ساهمت في تطوير الثقافة من خلال الرواية والشعر فكل هذه التطورات ساهمت في الثقافة العربية.
وقال إن التطور الهائل للتعليم جاء من خلال مجانية التعليم في المرحلة الابتدائية، إضافة إلى أن الجامعات استقبلت جميع الوافدين من الوطن العربي، وفي مجال الأدب ساهمت العديد من الروايات في نقل الثقافة منها موسم الهجرة إلي الشمال للأديب الطيب صالح، وفي المسرح تم إنشاء المسرح القومي الذي ساهم بشكل كبير في الحفاظ علي التراث الشعبي في الثقافة السودانية منذ عام 1958، أما في الموسيقي لقت النغمات الصوفية السودانية صفاء للروح.
واستضاف المعرض أمسيتين شعريتين، للشاعر محمد أحمد بهجت، والشاعر إبراهيم داود، بمصاحبة عود الفنان أحمد إسماعيل، والفنان زين العابدين محمد، وسط حضور جماهيري سوداني كبير.
وقرأ الشاعر محمد بهجت، مختارات من قصائده، وبخاصة قصيدة "السودان" التي كتبها خصيصًا للجمهور السوداني، وقصائد في مدح الرسول محمد والنبي عيسى، ورثاء أحمد بهجت، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد.
وخلال مشاركته في افتتاح المعرض ومتابعة فعالياته، التقى وزير الثقافة حلمي النمنم بنظيره السوداني الطيب حسن بدوي، وكذلك بالنائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح، وذلك بهدف بحث سبل تعزيز التعاون والتواصل الثقافي بين البلدين .
وأكد النمنم أن الثقافة ستظل دائما هي الجسر القوي لاستمرار التواصل بين مصر والسودان وشعبيهما، مهما حاول طيور الظلام النيل من تلك العلاقات التاريخية الراسخة، موجها الشكر للسودان لدعوة مصر كأول ضيف شرف للمعرض .
وقال "اتفقنا على تعزيز التعاون الثقافي واستمراره بين البلدين، وألا يقتصر على معرض الكتاب أو تبادل زيارات بعض الفرق، ولكن يستمر طوال العام، وأكدنا على أن الخطر الحقيقي الذي نواجهه هو الإرهاب والتشدد، وعلينا أن نعمل معا للقضاء عليه، وكذلك على أن تعمل الثقافة على تقوية وتجسير الروابط البلدين،تجسيدا للإرادة السياسية في الدولتين".. ونوه بأن قضايا الإرهاب والتطرف والحفاظ على الهوية الوطنية، والتغريب، تمثل أهم المشكلات التي تشغلنا و تعمل الوزارة وقطاعاتها المختلفة على التعامل معها.
وأضاف أن المنطقة العربية بأكملها تواجه خطر الإرهاب والتطرف، الذي يمس هويتنا ومجتمعاتنا ومؤسسات الدولة الوطنية وهو الأخطر، موضحا أن الدور الأساسي للثقافة هو أن تنمي العقل، داعيا الوطن العربي لأن يتعامل مع العالم بالعقل والعلم حتى يكون له المكان اللائق به في المستقبل .
وقال الوزير إن التعاون الثقافي الفعال بين مصر والسودان حاليا، يأتي انعكاسا للإرادة السياسية للرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، اللذين يعلمان جيدا دور وتأثير الثقافة في تنمية وتطوير العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن الثقافة كانت دائما أهم جسر يربط بين المصريين والسودانيين، مشيرا إلى الانتشار الكبير لصحف ومؤلفات أدباء كل بلد في البلد الآخر، منوها إلى أن هناك دائما طيور ظلام تحاول أن تعبث بهذه العلاقة التاريخية، وأنه لا ينبغي أن نسمح بأن يعبث أحد بهذه المسألة، لأنها مسألة قدرية تمس حياة الشعبين.
وأشار النمنم إلى أن مصر شاركت في عدة فعاليات ثقافية بالسودان هذا العام من خلال مشروع سنار عاصمة للثقافة الإسلامية 2017، وتوج ذلك باختيار الثقافة المصرية ضيف الشرف في معرض الخرطوم الدولي للكتاب .
من جانبه، دعا وزير الثقافة السوداني الطيب حسن بدوي، إلى تكامل الجهود بين مصر والسودان في مختلف المجالات ، تحقيقا لصالح البلدين والشعبين، مبرزا أن وزارته تعمل على تدعيم التواصل الثقافي مع كافة الدول العربية، بجانب مواجهة خطر التطرف والإرهاب حفاظا على الأمن القومي، وتنوير الشباب للتغلب على حالة الإحباط بينهم من خلال التركيز على قضايا سياسية ودينية.
وقال الوزير، إن هذه الدورة هي الأولى بعد رفع الحظر، وهي فرصة جيدة لتعزيز الشراكات بين السودان وكل الدول العربية، وخاصة مصر، لافتا إلى اكتمال الحوار الوطني السودان، والذي كان للثقافة دور وحضور كبير فيه، وهي واحدة من ضمانات الاستقرار، مبرزا أن الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، يقودان البلدين في ظل ظروف معقدة، و نحن سعداء بهذه القيادة والإرادة السياسية .
وأشار إلى أن وزارتي الثقافة في كل من مصر والسودان تعملان على تعميق التبادل الثقافي بين البلدين، في ظل الإرادة السياسية للرئيسين ، اللذين يقدران فاعلية وأهمية الجانب الثقافي في تعزيز العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات، منوها إلى مشاركة الخرطوم بقوة في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل .
وبدوره، أكد وكيل وزارة الثقافة السوداني، كرم الله حامد، أن مشاركة مصر كضيف شرف في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، أحدثت طفرة غير مسبوقة وحراكا ثقافيا متميزا في مختلف فعاليات المعرض، مبرزا أن المشاركة الفعالة لأدباء وشعراء وفناني مصر، جعلت من الدورة رقم 13 للمعرض، أفضل دورة في تاريخه، مشيدا بالعلاقات المتميزة بين مصر والسودان خاصة في المجال الثقافي، مؤكدا حرص السودان على المشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية التي تقام في مصر.
من جهته، قال مدير المعرض، عبد العظيم مجذوب، إن مشاركة مصر كأول ضيف شرف تأتي نظرا لدورها الكبير والمتميز في الوطن العربي، وفي صناعة التواصل بين الدول، لذلك نحرص دائما على تواجد عدد كبير من دور النشر المصرية للمشاركة بمعرض الخرطوم، وهو ما أضاف مزيدا من التميز والتألق والنجاح لمختلف الفعاليات بصفة عامة.