المعارضة البريطانية تحرج تيريزا ماي بشأن الاحتلال وترفض وعد "بلفور"
الأحد، 29 أكتوبر 2017 05:08 م
لا تسير المعارضة البريطانية في نفس خط الحكومة برئاسة تيريزا ماي، خاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني ، فبالتزامن مع احتفال اللوبي اليهودي في بريطانيا بوعد بلفور الذي أعطى الاحتلال الإسرائيلي حق إقامة دولة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية بموجب قرار من الحكومة البريطانية رفض زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين الحضور خاصة وأن الحفل سيقوم على شرف رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو.
ووعد بلفور الذي يعرف "بوعد من لا يملك لمن لا يستحق" هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطاني بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان.
ويعرف عن زعيم حزب العمال البريطانى جيرمى كوربين، دعمه للقضايا العربية وفي طليعتها الفلسطينية، حيث رفض حضور الحفل والذي من المفترض أن يجري الخميس المقبل ، فى لندن بمشاركة رئيس وزراء الحكومة بينامين نتنياهو .
وأرسل كوربين وزيرة الخارجية فى حكومة الظل العمالية إميلى ثورنبيرى للحضور بالنيابة عنه، الأمر الذى يثبت عدم اعتراف كوربين وحزبه بهذا الوعد الذي أقيم على آثره كيان الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من أن الدعوة كانت موجهة من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى والتي بدورها اقامت الحفلة ودعت إليها نتنياهو .
من جانبه، هاجم مارك ريجيف سفير إسرائيل فى لندن جيرمى كوربين، واصفا معارضى وعد بلفور بالـ"متطرفين" الذين يرفضون حق إسرائيل فى الوجود "ويمكن مساواتهم بالجماعات الإرهابية"، مضيفا أنه لا تزال هناك "أقلية صاخبة" من الطلاب والأكاديميين البريطانيين عازمون على تدمير إسرائيل، بحسب "صنداى تايمز".
ودائما ما يٌقدم كوربين على نفس هذه السياسات، حيث يعيد عدم حضوره في هذا الحفل للذاكرة بما حدث فى مؤتمر حزب العمال فى برايتون، الشهر الماضى، حين رفض كوربين حضور استقبال لأصدقاء حزب العمال الإسرائيليين، والذى حضره السفير ريجيف.. ويوصف كوربين فى الأوساط الإسرائيلية بأنه مُعادٍ للسامية ولإسرائيل.
وثمن النشاط الفلسطينيون والعرب في اوروبا موقف كوربين، حيث قال رئيس منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني «زاهر بيراوي»، إن كوربين يثبت مجددا أنه رجل المبادئ وحكيم السياسة البريطانية، واصفًا إياه بأنه «أمل أحرار العالم والشرفاء في بريطانيا بأن يصبح رئيس الوزراء المقبل للمملكة المتحدة، في حال جرت أي انتخابات مقبلة (سواء مبكرة أو في موعدها).
وأثار قدوم الحكومة البريطانية بالدعوة إلى الاحتفال بوعد بلفور غضب دولة فلسطين، حيث طالبت السلطة بمقاضاة بريطانيا بسبب عزمها إحياء مئوية وعد بلفور ، ووصف رياض المالكى وزير الخارجية الفلسطينى فى تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية "تمادى الحكومة البريطانية بالإصرار على الاحتفال بمئوية وعد بلفور بدلا من الإستجابة للمطالب الفلسطينية بالاعتذار عنه".
وقال، إن الموقف البريطانى "يمثل تحديا كبيرا لرأى الشعب البريطانى والمجتمع الدولى وفلسطين حيال الموضوع ويعكس لامبالاة حقيقة للمسئولية التاريخية والجريمة التى ارتكبتها بريطانيا قبل مئة عام"، مضيفًا أن هذا الموقف "يجب مجابهته بإجراءات فلسطينية مضادة عن طريق الجانب القانونى برفع دعاوى قضائية ضد الحكومة البريطانية سواء فى المحاكم البريطانية أو الأوروبية على ما تم ارتكابه من جرائم ضد الشعب الفلسطينى".