من وراء محاولة اغتيال توفيق أبو نعيم قائد الأمن الداخلي في غزة؟
السبت، 28 أكتوبر 2017 02:50 م
أمس الجمعة، نجا اللواء توفيق أبو نعيم، مدير عام قوى الأمن الداخلي في غزة، من محاولة اغتيال بمخيم النصيرات وسط القطاع، أصيب على إثرها وتم نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى.
حركتا حماس والتحرير الفلسطينية، أكدتا فتح تحقيق بإشراف أجهزة مخابرات السلطة للوقوف وراء ملابسات الحادث، وأن الحادث يهدف إلى تعكير جو المصالحة الفلسطينية التي تمت برعاية مصرية.
الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فوزي برهوم، قال إن محاولة استهداف مدير عام قوى الأمن الداخلي، هو استهداف لأمن غزة واستقرارها ووحدة الشعب الفلسطيني.
رغم نجاة "أبو نعيم" أحد قادة الأسرى المحررين من سجون الاحتلال التي أمضى فيها 22 عامًا، إلا أن الحادث أثار جدلًا كبيرًا على الساحة الفلسطينية والدولية، فقائد قوى الأمن الداخلي هو أحد أيقونات المصالحة الفلسطينية بين الفرقاء.
ما بين السلفية الجهادية – دواعش غزة، والرافضين للمصالحة الفلسطينية داخل حركة حماس، يظل المتهم حائرًا، فهناك مصادر فلسطينية داخل القطاع أكدت لـ"صوت الأمة" ذلك، وأن التحقيقات مازالت جارية على أعلى مستوى.
الدوائر السياسية التي تبنت احتمالية تورط "السلفية الجهادية"، بنت على عدة مؤشرات، أهمها أن مخيم "النصيرات" هو أحد أهم معاقل تلك الجماعات، والتي تعرضت لضربات قوية في الفترة الماضية من قبل أجهزة الأمن الداخلي بغزة.
الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء يوسف الشرقاوي، قال إن قطاع غزة سيشهد محاولات اغتيال مماثلة من قبل "السلفية الجهادية" خلال الأيام المقبلة، ردًا على تضييق الخناق عليها داخل القطاع وتأمين الخط الحدودي المصري.
وقال الشرقاوي في تصريحات صحفية، إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها "أبو نعيم"، استهداف سياسي قبل أن يكون استهدافًا أمنيًا، وأنه يحمل بصمة التنظيمات السلفية المتشددة في قطاع غزة.
وتابع الخبير العسكري أن "التنظيمات السلفية التي تأتمر بأوامر من أجهزة استخبارات - لم يسمّها - أضعف من أن تشكل تهديدًا مباشرًا أو تدخل في مواجهة مباشرة مع المقاومة الفلسطينية، لكنها تعمد لمثل هذه العمليات التي تستهدف رجال المقاومة، لإرباك الساحة الفلسطينية، خاصة وأنها من أكبر المتضررين من المصالحة.
المتضررون من المصالحة، "سمة" جمعت بين المتهمين في محاولة اغتيال "أبو نعيم"، الذي سبق اعتقاله في 14 مايو 1989، حكمت عليه قوات الاحتلال بالسجن المؤبد مدى الحياة، ولطول فترة وجوده، أسماه الفلسطينيون والد الأسرى.
حسن القصاص أبو جندل، قائد كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة، استنكر محاولة اغتيال "أبو نعيم"، وقال في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، إن الرافضين للمصالحة من داخل حركة حماس هم المستفيدون من اغتيال "أبو نعيم"، وذلك لعدة أسباب، أولها أن قائد الأمن الداخلي، يعد الذراع الأقوى للحركة داخل قطاع غزة، إضافة لكونه أحد أيقونات المصالحة الفلسطينية، فهو استطاع إنجاح التنسيق الأمني من قبل الحركة مع مصر، على مدار الأشهر الماضية.
أوضح "أبو جندل" رجال المصالحة، الذين تصدوا للمصالح القطرية داخل حماس، أولهم يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة، وروحي مشتهى مسئول التنسيق الأمني مع القاهرة، وتوفيق أبو نعيم، وبالتالي فإن استهداف أحد تلك الأذرع، يعني وضع عراقيل في طريق المصالحة، مشيرًا إلى أن حفيظتهم استثارت أكثر بعد رفع رئيس المكتب السياسي إسماعيل أبو هنية للعلم المصري في غزة.
تحرر "أبو نعيم" ضمن صفقة وفاء الأحرار التي أبرمتها حركة حماس عام 2011، وحصل "أبو نعيم" بعد خروجه من السجن على درجة الماجستير في العقيدة الإسلامية.
وتابع قائد كتائب الأقصى: في حال ثبت تورط عناصر من دواعش غزة، لا يعني استبعاد رجال قطر وجماعة الإخوان الإرهابية داخل الحركة الرافضين للمصالحة مع السلطة الفلسطينية. المصادر الأمنية من داخل القطاع أكدت ذلك أيضًا.
وفق المصادر، أبو نعيم، هو أحد مؤسسي كتاب القسام، استطاع على مدار الأشهر الماضية ضبط الحدود مع مصر، وإبطال دخول مئات الدواعش والمنشقين عن حماس إلى سيناء.