المقاومة الشعبية للسويس.. العيد المنسى فى احتفالات أكتوبر

السبت، 28 أكتوبر 2017 05:23 م
المقاومة الشعبية للسويس.. العيد المنسى فى احتفالات أكتوبر
عادل السنهورى يكتب:

العيد القومى للسويس مر مرور الكرام لم يلقى الاهتمام الكافى من الاحتفال بهذه الذكرى العزيزة الغالية على المصريين جميعا. انشغلت وسائل الاعلام بأشياء أخرى عن الذكرى. ولا نعرف السبب. هل الذكرى لم تعد تشغل بال أحد وهل اقتصرت فقط على حدود محافظة السويس ووضع باقات الزهور المعتادة على قبر الجندى المجهول.

هل نسى التليفزيون المصرى المناسبة ونسيت معه باقى القنوات الفضائية ذكرى أشرف وانبل معركة للمقاومة الشعبية المصرية فى السويس لقوات العدو الاسرائيلى فى آخر معركة من معارك حرب أكتوبر المجيدة.

 الخوف ان تتحول ذكرى 24 أكتوبر 1973 الى عيد منسى فى الذاكرة المصرية مثلما نسينا عيد الجلاء فى 18 يونيو 56 وعيد النصر قى 23 ديسمبر 1956 ايضا. كنا فى الصغر  نحتفل بهذه الأعياد والدولة وقتها قررت اعتبارها اجازة رسمية حتى يظل الشعب يحتفل بذكراها المجيدة.

ولعل الذكرى تنفع المصريين أو توقظ الغافلين عن الاحتفال بعيد السويس القومى .. نذكر بأن العيد يتوافق مع ذكرى أخر معارك أكتوبر المجيدة ..عندما تصدت المقاومة الشعبية الباسلة فى السويس تساندها قوات الجيش والشرطة لقوات العدو الصهيونى التى حاولت التسلل عبر ثغرة الدفرسوار  لدخول المدينة الصامدة بقيادة الصهيونى اريل شارون  بغرض احتلالها وللضغط على القيادة العسكرية المصرية وذلك عن طريق احتلال المدينة على اعتقاد أنها لن تلقى أي مقاومة تذكر من سكانها وبذلك يتحقق هدف إسرائيل بتحقيق انتصار أعلامي باحتلال مدينة السويس التي تعتبر من المدن المصرية الهامة إلا أن المقاومة الشعبية المدعومة ببعض أفراد الجيش المصري وأهالي المدينة نسجوا ملحمة بطوليه ضد القوات الإسرائيلية المهاجمة وردوها على أعقابها وحطموا وأعطبوا الكثير من الدبابات والمعدات الإسرائيلية أثناءحرب رمضان - أكتوبر 1973

كان ذلك قبل سريان وقف إطلاق النار. في 23 أكتوبر مع وصول وشيك لمراقبي الأمم المتحدة، وأوكلت اسرائيل المهمة إلى لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين، ودخلت المدينة دون وجود خطة للمعركة. ولكن تعرض اللواء لكمين وتعرض لخسائر كبيرة، كما تعرضت قوات المظليين لنيران كثيفة والعديد منهم أصبحوا محاصرين داخل المبانى المحلية.

خسر الجيش الصهيونى  80 قتيل و 120 جريح. وحاول مرتين بعد ذلك الأولى 25 أكتوبر والثانية 28 أكتوبر للانتقام ولكن تم صدهم.

سطرت المقاومة الشعبية ملحمة بطولية رائعة اعترف بها العدو الصهيونى  وضحى أهالى السويس الابطال بالكثير  وأعلنوا  الفداء والتضحية ورفض تسليم المدينة تمركزت المقاومة الشعبية في ميادين السويس والأماكن الاستراتيجية بها، لمواجهة تقدم قوات الجيش الإسرائيلي، بعدما رفض أبناء المحافظة حينها قرار المحافظ تسليم المدينة لقائد الفرقة الثانية المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي ورفع الأعلام البيضاء فوق مبنى الديوان العام، ليشكل الفدائيون كمائن بمناطق عدة كانت محاورها بغرفة عمليات في جامع الشهداء بقيادة الشيخ حافظ، وأخرى فرعية عند كوبري الهاويس على امتداد محور المثلث وكمين رئيسي عند مزلقان البراجيلي بشارع الجيش يضم بعض أفراد من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين بقيادة الفدائيين أحمد أبو هاشم وفايز حافظ أمين، من منظمة سيناء العربية. لم يكتف أبناء السويس بهذه الكمائن بل انتشروا ليشكلوا أخرى رئيسية بميدان الأربعين أمام مقر الجمعية الاستهلاكية الحالي، يضم محمود عواد، قائدا من الفدائيين، ومعه محمود طه وعلي سباق، من المدنيين، إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة. وعند مزلقان السكة الحديد فى امتداد مقابر الشهداء وسينما رويال القديمة نصبوا كمينا يقوده محمد سرحان، وأحمد عطيفي وإبراهيم يوسف، من أبطال المقاومة،  تحقق النصر وحفر ابطال السويس اسمهم بحروف من نور، وقصص من النضال والكفاح للأجيال المقبلة التى عليها ألا تنسى هذه البطولة ولا تنسى تاريخ الفداء والمجد والشرف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة