الثأر من جيش المرابطين.. مفاجآت في التحقيقات الأولية لـ"معركة الكيلو 175 "
السبت، 28 أكتوبر 2017 12:50 م
تباشر نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار خالد ضياء، المحامي العام الأول، بالتنسيق مع النيابات المختصة، التحقيق في واقعة مقتل 13 شخصاَ من أخطر العناصر التابعة لجماعة "جيش المرابطين" التابع لتنظيم القاعدة الإرهابى، بإحدى مزارع الاستصلاح الكائنة بالكيلو 47 بطريق أسيوط- الخارجة، بمنطقة "تبت السهم" عقب تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وانتقل فريق من النيابة العامة، لإجراء المعاينة لجثث الإرهابين المقتولين، ومكان وموقع الحادث الذي عثر به على عدد من الأوراق التنظيمية، داخل أحد المنازل، وتبين وجود فوارغ طلقات وبعض الشظايا وتناثر الدماء بأرجاء الواقعة، بإحدى مزارع الاستصلاح الكائنة بالكيلو 47 بطريق أسيوط-الخارجة .
عناصر جيش المرابطون
وكشفت التحقيقات الآولية، أن العناصر الهاربة أبرز العناصر التي كانت يعتمد عليها "جيش المرابطين" الذى يتزعمه الهارب هشام العشماوى في تنفيذ العمليات الإرهابية في محافظة الفيوم وبنى سويف والمنيا من خلال رصد قوات الشرطة والجيش والشخصيات العامة والخاصة لتنفيذ عمليات الاغتيال، حيث كانوا يقدمون الدعم اللوجستي لكوادر العناصر الأرهابية الشابة، وتصنع العبوات الناسفة، وكانوا يستعدون لتنفيذ مخطط إرهابي فى القاهرة الكبرى، فى الوقت الذى أدى فيه كشف وكرهم أجهض المخطط.
مجموعات هشام العشماوى
وأكدت التحقيقات، أن العناصر الإرهابية المقتولة تعُد أحد الخلايا العنقودية المنبثقة من جماعة "جيش المرابطون" الذى يتزعمه الهارب الإرهابي هشام عشماوي، مسئول تنظيم القاعدة فى المنطقة، وأنهم ضمن المتهمين الهاربين المطلوبين في واقعتي كمين الفرافرة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، فضلاَ عن علاقتهم الوثيقة بمنفذي حادث الواحات الذي حدث الجمعة الماضية، بالكيلو 135 بصحراء الواحات البحرية، وأسفر عن استشهاد 16 ضابطا ومجندا، وإصابة 13 آخرين.
التخطيط لاستهداف دور العبادة
وكشف التحقيقات الأولية أن العناصر الإرهابية التى تم تصفيتها اليوم على يد رجال الشرطة كانوا يستعدون لتنفيذ لارتكاب سلسلة من التفجيرات لاستهداف مؤسسات الدولة ومنشآتها الحكومية وعدد من دور العباده للإخوة الأقباط وعدد من الشخصيات العامة والمؤسسات الشرطية والقضائية بهدف إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار والعمل على إثارة الفتن الداخلية .
.
عبوات شديدة الانفجار تزن الواحدة 10 كيلوجرام
وأكدت المعاينة التى أجرتها النيابة العامة لموقع تصفية الإرهابيين عن وجود مجموعة كبيرة من الأسلحة الألية التى كانت بحوزة الإرهابيين وأحزمة ناسفه معد للإستخدام ومجموعة من المواد الخام التى تستخدم فى صناعة الأحزمة الناسفة ومجموعة أخرى من قطع الغيار للقنابل و عدد كبير من الذخائر وفوارغ الطلقات وعدد من الخرائط لعدد من المواقع التى كانوا يعتزمون استهدافها وعدد كبير من المنشورات و العديد من الأوراق التنظيمية والتى تشتمل على استراتيجيات التحرك المسلح والإعلامى للجماعة والتكليفات الواردة من الخارج وعدد من العبوات شديدة الانفجار تزن الواحدة 10 كيلوجرام و كمية كبيرة من المواد الكيميائية تستخدم فى تصنيع المتفجرات و مبالغ مالية من العملات المحلية والأجنبية .
استهداف رجال الشرطة والجيش
التحقيقات كشفت، أن العناصر الإرهابية المقتولة كان مسند لها وآخرين تقسيم أنفسها إلى 3 مجموعات لتنفيذ المهام والعمليات التى تمثلت فى اغتيال رجال الشرطة والشخصيات العامة، حيث عُثر داخل الوكر الذى كانوا يتخذونه على عدد من الأوراق التنظيمية والكتب التي تؤكد مشاركتهم كأعضاء رئيسين في عدد من العمليات التي وقعت في محافظات الفيوم وبنى سويف والمنيا ضد قوات الشرطة خلال الفترة الماضية.
توفير الدعم اللوجستى
وكشفت التحقيقات، أن العناصر الإرهابية أبرز الكوادر الشبابية بـ"جيش المرابطين"، حيث يعدوا مسئولى التخطيط والتنفيذ للحوادث الإرهابية، فضلاً عن اضطلاعهم بدور فعال فى تنفيذ تكليفات قياداتهم الهاربين خارج البلاد بالتخطيط وتوفير الدعم اللوجيستى "الأسلحة المختلفة، والعبوات الناسفة" لتنفيذ العديد من العمليات.
شهادة الضباط المشاركين فى العملية
من جانبه، أدلى أحد الضباط المشاركين في عملية الإشتباك أثناء استجوابه بمسرح الجريمة، بأقواله حيث أكد أنه بناءاَ على إذن صادر من المستشار خالد ضياء المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا بضبط المتهمين، تم إعداد كمين شارك فيه ضباط بالأمن المركزي وقطاع الأمن العام، عقب توافر معلومات مؤكدة لقطاع الأمن الوطني تفيد قيام بعض كوادر التنظيم الإرهابى، المسمى بجيش المرابطين، حيث تم تحديد أوكارهم التنظيمية التى يتخذونها مأوى لهم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وذلك من خلال إجراءات الملاحقة التى شملتهم خلال الفترة الأخيرة وأسفرت عن مصرع بعضهم فى مواجهات أمنية .
استقطاب العناصر الشبابية الجديدة
وأضاف الضابط أن المعلومات التى وردت أكدت تطوير الإرهابيين لإستراتجيتهم من خلال استقطاب عناصر شبابية جديدة وإخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة بإحدى المناطق الصحراوية بنطاق بمزارع الاستصلاح الكائنة بالمناطق النائية بمحافظات الجيزة والوجه القبلى بإعتبارها ملاذ آمن لهؤلاء العناصر للاختفاء والتدريب والانطلاق لتنفيذ مخططاتهم العدائية، واستخدام مختلف أنواع الأسلحة، والدفاع عن النفس، وأمن الهواتف والاتصالات، تمهيداً للقيام بسلسلة من الحوادث الإرهابية.
محاولة تغير محل اقامتهم
وأشار الضابط إلى أن المعلومات أكدت أيضاَ نية العناصر الإرهابية تغيير محل إقامتهم درء للرصد الأمني وأنهم بصدد نقل معداتهم وأسلحتهم المستخدمة فى حوادثهم الإرهابية، واعتزامهم فجر 28 أكتوبر الجارى التوجه إلى أحد المناطق المتاخمة الكائنة بالكيلو 47 بطريق أسيوط-الخارجة، لاتخاذ أحد الأوكار بها مأوى لهم.
وأضاف الضابط، أنه بمجرد إقتراب القوات فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، فى محاولة منهم للهرب من أيدى قوات الأمن من خلال إطلاق أعيرة نارية من أسلحة آلية كانت بحوزتهم تجاه القوات أمن الكمين فقامت القيادات الأمنية بتكليف قوات الأمن بأخذ الحيطة والحذر، عقب محاولتهم تحذير الإرهابيين وتسليم أنفسهم عبر مكبرات الصوت.
وتابع الضابط: إلا أن العناصر الإرهابية رفضت تسليم نفسها، فتم تنفيذ خطة الرد المسبقة سلفا في حدوث مثل تلك المواقف مع إحداث بعض التعديلات الطفيفة، وأثناء عملية التنفيذ قام الإرهابيين بتكرار إطلاق وابلاَ من الأعيرة النارية، ما أدى للتبادل معهم فى إطلاق الأعيرة النارية.
التعامل مع الموقف بحسم
وأشار إلى أن قوات الأمن تعاملت مع الموقف بحسم كالمعتاد منها فى مثل تلك الظروف وتبادلت إطلاق الأعيرة النارية مع المتهمين حتى تمكنوا من التخلص منهم، في الوقت الذي حاولنا فيه القبض عليهم دون قتلهم لاستجوابهم والكشف عن بقية الخلية، فتمكنوا من السيطرة عليهم وقتلهم بعد مرور ساعة من تبادل اطلاق النار.
http://www.dailymotion.com/video/x66fzje
قائمة الأحراز
وضمت الأحراز: "عبوات شديدة الانفجار تزن الواحدة 10 كيلوجرام، ومواد خام تستخدم فى صناعة الأحزمة الناسفة، وقطع الغيار للقنابل، و خرائط عدد من المواقع التى كانوا يعتزمون استهدافها، و 2 حزام ناسف، وسلاح متعدد عيار 7.62×54، و7 بنادق آلية عيار 7.62×39، وطبنجة حلوان عيار 9 مم طويل، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، ومبلغ 1750 جنيها مصريا، وبعض الأوراق التنظيمية والكتب الدينية جارى فحصها، ملابس عسكرية" .
تقرير الطب الشرعى
وكشف التقرير الطبى المبدئى، أن العناصر الأرهابية الـ13 اختراقت أجسادها أكثر من 90 طلقة نارية، بأنحاء مختلفة بالجسد منها الرأس و الصدر والرقبة والبطن، حيث أن هناك جثث تم العثور على 7 و9 طلقات بها، فضلاَ عن أن علامات إختراق الرصاص موجودة فى معظم أنحاء جسد الضحايا.
وأكد التقرير المبدئي وجود العديد من فتحات الدخول والخروج فى أجساد العناصر الإرهابية، حيث أن مسافة إطلاق الأعيرة النارية كانت من بعد 20 مترا فقط، وفى بعض الطلقات كانت المسافة مباشرة.
قرارات النيابة العامة
وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الحادث، وأمرت بدفن جثث الإرهابيين بعد تشريحهم، ومن المنتظر أن تستمع لأقوال ضباط شرطة آخرين وعدد من الأمناء الذين كانوا مشاركين في عملية الرد على الهجوم، كما أمرت النيابة العامة بانتداب المعمل الجنائي لأجراء المعاينة التصويرية لموقع الحادث.
كما تحفظت النيابة على فوارغ الطلقات التي بلغت ما يزيد عن 1000 طلقة قبل إرسالها إلى المعمل الجنائي لفحصها وإجراء المعاينة، والأسلحة الآلية والطبنجة التى كانت بحوزتهم ومئات الطلقات النارية، ويواصل فريق المعمل الجنائي معاينة مسرح الأحداث ورفع الأدلة الجنائية، والتحفظ على عدد من فوارغ الطلقات، وعينة من الدماء التي تناثرت على الأرض والجدران عينات (DNA)، لتحديد هوية العناصر الإرهابية التي تم تصفيتها، كما أمرت بصرف عدد من الضباط عقب استجوابهم من سراى النيابة.