مستشفيات مصر .. "الفيوم" مفيش دم ولا أدوية ( ملف خاص)
السبت، 28 أكتوبر 2017 08:50 م
وقف مواطنا ستينيا في قلب مستشفى إطسا بالفيوم يصرخ "زوجتي مريضة ولا أجد من يهتم بها تحتاج إلى دم ويطالبون مني إحضار متبرع لعلاجها. لعلك مررت بتلك المأساة فهي متكررة في معظم مستشفيات مصر.
مستشفى إطسا كغيره من مستشفيات الفيوم الحكومية، حيث نقص الأدوية وكوادر الأطباء وطواقم التمريض، فربما ذهبت إلى المستشفى لا تجد من يقدم لك العلاج، وإن وجد لن تجد العلاج.
بخلاف ما سبق فهناك حالة من اتلتوتر الدائم بين المترددين على المستشفيات والأطباء إن وجدوا بسبب عدم توفر العلاج أو لاسباب تتعلق بالرعاية الطبية المناسبة.
اللواء خالد شلبى مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم إخطارا من إدارة النجدة بوقوع مشاجرة بقسم الطوارئ بمستشفى الفيوم العام، انتقل العميد مصطفى المصري مأمور قسم شرطة قسم أول على الفور وتم السيطرة على الموقف وضبط طرفى المشاجرة، تبين أن إسلام. إ. م. إ 25 سنة عامل تعدي على طبيب الجراحة رامى أ. ع. م 27 سنة بقسم الاستقبال والطوارئ بدعوي تأخره في إسعاف وعلاج نجل شقيقه المصاب في حادث دراجة بخارية.
عم المصاب تبادلا اللكمات والشتائم مع الطبيب أمام المرضى والأهالى، ما أسفر عن إصابة الطبيب باشتباه كسر بالفكين وجرح ردى بالفم وإصابة العامل بجرح قطعى أسفل وأعلى العين اليسرى والحاجب.
كشفت المعلومات أن سبب الخلاف وصول شاب مصاب في حادث ادعاء سقوط من أعلى دراجة بخارية وأكدت الطبيب أنه كان يتابع إحدى الحالات الحرجة لمريض بالمستشفى وظن العامل أن الطبيب تأخر في الوصول إلى قسم الطوارئ لعلاج ابن شقيقه في مستشفى إطسا المركزي وقف مواطن ستيني يصرخ " زوجتي مريضة ولا أجد من يهتم بها تحتاج إلى دم ويطالبونني بإحضار متبرع حتى يمنحوا زوجتي ما تحتاجه من دم وهي ترقد بالمستشفي بين الحياة والموت". تصادف ذلك الموقف في أثناء مرور حملة للرقابة الإدارية بالمحافظة على المستشفي.
الحملة كشفت عن وجود مخالفات جسيمة بالمستشفي تمثلت في غياب الأطباء وجلوس المرضي على الأرض وعدم وجود أدوية كافية بالصيدلية، كمنا كشفت عن إهمال شديد في طرق مكافحة العدوي خاصة في قسم العناية المركزة وتعطل ماكينات الغسيل الكلوي بالمستشفي.
ومن إطسا إلى أبشواى. الوضع لم يختلف كثيرا فيقول محمود عمر أحد مواطني مركز ابشواي " المواطنون يتعاملون في المركز على أنهم دون مستشفى مركزي فوجوده والعدم سواء "، ويضيف " إذا أصبت أو أصيب أحد من افراد عائلتك فلن تجد من يسعفك وإذا وجدته لن تجد الأدوية عليك ان تشتريها من الخارج".
ولفت عمر "منذ فترة كانت إحدى قريباته في حالة ولادة في المساء فذهبوا بها إلى المستشفي وتبين أن طبيب النساء النوبتجي سافر لاداء العمرة ولم يخبر إدارة المستشفي وعندما اتصلوا بالطبيبة المناوبة له لتحضر قالت " أنا بتعشي في بيت ومقدرش آجي ".
جدير بالذكر أن لجنة برئاسة الدكتورة أمل فراج رئيس المكتب الفني بقطاع مكتب وزير الصحة قامت منذ فترة بجولة تفقدية بمستشفي أبشواي المركزي، للوقوف على الخدمة الصحية المقدمة للمرضي، وذلك بمرافقة التفتيش المالي والإداري.
ولاحظت اللجنة غياب رئيس قسم الطوارئ، مع وجود زحام شديد بالطوارئ، فضلا عن عدم جاهزية المكان لاستقبال المرضي، ووجود قصور في شبكة الأكسجين بالاستقبال، حيث إن المكان غير منظم تماما.
وفي السياق ذاته قال الدكتور محمود أحمد نائب مدير مستشفى أبشواي المركزي إن المستشفي لا يوجد به أطباء متخصصون في قسمي الطوارئ والرعاية المركزة، ويوجد فقط طيبين في كل قسم من الكلي والعظام والأنف الأذن والرمد، وهو غير كاف إذ نحتاج إلى زيادة عددهم.