تطورات الإرهاب في أفريقيا.. شباب المجاهدين تتحدى "فرماجو" وبوكو حرام الأولى عالميا في الانتحاريات

الخميس، 26 أكتوبر 2017 04:30 م
تطورات الإرهاب في أفريقيا.. شباب المجاهدين تتحدى "فرماجو" وبوكو حرام الأولى عالميا في الانتحاريات
داعش - أرشيفية
محمد الشرقاوي

بعيدًا عن تنظيمي داعش والقاعدة، تعيش الجماعات المتطرفة في القارة السمراء، حالة من التطورات النوعية على الأرض وفي العقل الاستراتيجي، خاصة جماعتي بوكو حرام وحركة شباب المجاهدين، وكلاهما يقترب بشكل كبير من التنظيمين الأكثر عنفًا على الساحة.

شباب المجاهدين 

في الصومال، ارتفعت في الآونة الأخيرة أنشطة حركة شباب المجاهدين، حيث شنت عدد من كبير من العمليات الإرهابية، خاصة في العاصمة "مقديشيو"، ما يعني أن الاستراتيجية الجديدة التي تعتمدها الحكومة الصومالية باتت مهددة بالفشل في ظل ارتفاع وتيرة العمليات.

الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، منذ بداية توليه في فبراير 2017، قال إن الأولوية لمواجهة حركة شباب المجاهدين، الموالية لتنظيم القاعدة، وذلك لعزلها وتفكيكها من الداخل، وهو ما تزامن مع تغييرات على الساحة الدولية، حيث ارتفعت وتيرة الهزائم للتنظيمات الإرهابية في المعاقل الرئيسية سوريا والعراق.

570da1a07ee69
 

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال إن الحركة الإرهابية تعيش حالة تحد واضح للاستراتيجية الجديدة التي بدأت الحكومة في تبنيها، ما يعني أن الصومال مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد بين الحكومة والحركة، وهو ما لا يمكن فصله عن تطورات الحرب على الإرهاب في المنطقة.

هناك دلائل عدة، تؤكد تلك الاحتمالية، كان أهمها الهجوم الإرهابي الأخير الذي شهدته العاصمة الصومالية مقديشيو في منتصف الشهر الجاري،  والذي أسفر عن مقتل نحو 358 شخصًا وإصابة 228 آخرين، وهو الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الصومال.

رغم عدم تبني الحركة الأكثر عنفًا في شرق أفريقيا للحادث، إلا أن الحكومة قالت إنها تقف وراء الحادث. غير أن هناك مؤشرات أخرى تشير إلى تورط داعش، وهو الذي تبنى 4 عمليات فقط على مدار عامين، أخرها هجوم الثلاثاء، الذي وقع في مدينة "بوصاصو"، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة ستة أشخاص آخرين كانوا بالقرب من موقع الحادث بجروح متفاوتة.

2681711-جانب-من-التفجيرات
 

بدائل المواجهة

وفق قراءة بحثية للمركز البحثي، قال إن الحكومة الصومالية تستعد لرفع درجة الاستعداد لمواجهة الحركة، أولها إعادة بناء المؤسسة العسكرية، ورفع درجة التنسيق مع القوى الدولية المكافحة للإرهاب، وهو ما ظهر جليًا في افتتاح القاعدة التركية.

كذلك تفعيل دور القوات الأفريقية، فما زالت الحكومة تتطلع إلى تعزيز مشاركة قوات بعثة الاتحاد الإفريقي (أميصوم) في المواجهات مع حركة "الشباب"، خاصة أن رفع مستوى قدرات القوات المسلحة الصومالية ربما يحتاج إلى فترة لا تبدو قصيرة، وهو محور رئيسي في المحادثات التي يجريها الرئيس عبد الله فورماجو خلال جولته الإقليمية التي بدأت في 23 أكتوبر الجاري، وتشمل كلاً من أوغندا وأثيوبيا وجيبوتي، حيث تتوقع تقارير عديدة أن يسعى للحصول على أسلحة ومعدات من دول الجوار في إطار جهوده لمواجهة العمليات الإرهابية التي تنفذها الحركة.

ومن بين البدائل التي تعتمدها الحكومة لتطوير استراتيجياتها تجاه الحركة، تعميق الانقسامات داخلها، في محاولة تفكيكها من الداخل، وذلك عبر تعميق الانقسامات القائمة بين قادتها وكوادرها، وتشجيع بعضهم على إعلان الانشقاق عنها، على غرار ما حدث مع القيادي السابق مختار روبو أبو منصور، الذي سلم نفسه إلى الحكومة مع المجموعة التي انشقت معه قبل ثلاث سنوات، في 13 أغسطس الماضي.

 وقد شاركت مجموعة أبو منصور مع القوات الحكومية في المواجهات التي اندلعت من عناصر الحركة في مدينة حدر حاضرة إقليم بكول بعد إعلان انشقاقه عن الأخيرة.

كذلك الاعتماد على التحالفات القبلية المضادة، فقد تمكنت حركة "الشباب" من تأسيس تحالفات عديدة مع بعض القبائل، خاصة التي ينتمي إليها بعض قادتها، وهو ما ساعدها في توسيع نطاق مصادر تمويلها واستقطاب أعداد جديدة للانضمام إليها.

وقد صنف مؤشر الإرهاب العالمي، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام للعام 2016؛ الصومال ضمن فئة الدول الأعلى تأثرًا بالإرهاب، حيث احتلت المرتبة الـ7 عالميًا من بين 160 دولة على مستوى العالم شملها التقرير.

قوات أفريقية

بوكو حرام 

على صعيد متصل، شهدت الآونة الأخيرة ارتفاع وتيرة استخدام جماعة بوكو حرام النيجيرية للإناث في العمليات الانتحارية، حيث شهدت مدينة مايدوغورى عاصمة ولاية بورنو الواقعة فى شمال شرقى نيجيريا، الأحد الماضي، ثلاثة حوادث تفجير انتحارية نفذتها ثلاث إناث تابعات لبوكو حرام، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة 16 آخرين.

وقالت مجلة الايكونومست البريطانية، إن بوكو حرام استخدمت سيدات انتحاريات أكثر من أية جماعة إرهابية أخرى فى التاريخ؛ ومن بين 434 عملية تفجير تبنّتها الجماعة فى الفترة الممتدة بين أبريل 2011 ويونيو 2017 ثمة 244 عملية نفذتها إناث.

وقالت الإيكونوميست إن حكومة نيجيريا تميل إلى القول بأن بوكو حرام قد "انهزمت تقنيًا" بعد أن انقسمت إلى فصيلين العام الماضى إثر إعلان تنظيم داعش عن تفضيله قائدًا "أبو مصعب البرناوي" وتعيينه أميرًا لـ بوكو حرام بدلًا من "أبو بكر شيكاو" ما أثار انشقاقًا داخل صفوف الجماعة.

بوكو حرام

وأكدت المجلة أن بوكو حرام بعيدة عن أن تكون قد انهزمت، حتى رغم إجبارها على الخروج من المدن بعد توّلى محمد بخارى الرئاسة عام 2015 ، وفى يوليو الماضى قتلت بوكو حرام 69 عضوا من فريق استكشاف بترول ، لكن فى واقع الأمر تراجعت حدة عمليات التفجير الانتحارية للجماعة خلال العام الجارى.

وقالت الإيكونوميست إنه ليس من قبيل الصدفة أن يتزايد استخدام بوكو حرام للإناث فى عملية الانتحارية بعد اختطاف الحركة 276 فتاة من مدرستهن فى أبريل 2014 ؛ إن بوكو حرام أدركت أن استخدام أبرياء كسلاح فتاك كفيلٌ بأن يُحدث صدمة قوية ؛ إن الإناث لا يُثرن الكثير من الشك ، لا سيما قبل تكرار استخدام التكتيك ، كما أن بإمكان الأنثى أن تخفى الحزام الناسف بسهولة تحت حجابها الفضفاض ؛ فضلا عن أن استخدام الإناث فى نسْف أنفسهن يساعد الحركة فى ادّخار المقاتلين الذكور للهجمات المسلحة الأكثر تقليدية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة