غادة الشريف والمصري اليوم.. اكتب يالا ارقص يالا
الأربعاء، 25 أكتوبر 2017 06:17 م
(1)
المقال، أحد القوالب الصحفية، والوصول إلى إتقانه ليس هينًا حتى على خريجي الكليات المختصة بالإعلام، فما بالك بدخلاء المهنة من «شباك» صاحب المحل؟.
دارس الإعلام يعلم جيدًا ماهية المقال ووظائفه ولغته وأنواعه الخمسة وكذا خطواته؛ حتى يستطيع كاتبه أن يطرح الفكرة التي تبناها ويعبر عنها بطريقته الخاصة مع الالتزام بالأطر شبه البديهية التي عرفناها ووضعها كبار المهنة وأعمدتها.
والمتعارف عليه أن أنواعه هي (الافتتاحي- العمودي- النقدي- التحليلي- اليوميات).. أما الكاتبة الصحفية في جريدة المصري اليوم- حسبما تُحب أن تقدم نفسها- والدكتورة، وغيره، غادة الشريف، فقد رفض عقلها مسلمات المهنة، واستفتت قلبها، وقادها لابتكار نوع سادس من المقال.
لمن لا يعرف سالفة الذكر، فهي رئيس قسم الإحصاء الطبي ووبائيات الأورام بمعهد الأورام جامعة القاهرة، في ظروف خاصة.. لا تتعجب، سنسرد في تقارير أخرى كيف دخلت المصري اليوم؟، وحيثيات كتابتها مقالين كل أسبوع وأحيانًا أكثر عبر موقعها الإلكتروني، دون رقيب.
(2)
«قاعد لوحدك كده سرحان.. الشيطان يوزك في سكة شمال.. يفضل يقولك العب يلا.. العب يلا".. مقطع من أغنية شعبية لأوكا وأورتيجا، هذا هو النوع السادس، التي تبنته بعد بحث وتدقيق وتحقيق توثيق في تاريخ «الحارات الشعبية المصرية»، معتمدةً على منهجي «الردح» و«الشرشحة»، مع الوصول إلى «الزتونة»، وهي الاستعانة بجُمل «جرى إيه يا دلعدي!» و«قال بطلوا ده واسمعوا ده»، و«لاااا يا عمر.. وشوبااااااش».. ولكن «ترعة المفهومية» رفضت أن تكون مجرد «بغبغان» يكرر ما يسمعه أو يقرأه، فأقدمت على تغيير اسم «عُمر» إلى «حمادة» في خطوة تُحسب لها، وبالرجوع- بعد جهد- من المحرر في قراءة منهجي «الميكروباص والـCTA» ، وُجد أن «بنت الوزير» سطت على «حمادة» من أحد الباعة الجائلين الذي كان ينادي «اشتري لعبة.. لاعب حمادة وكمان أخته ميادة».
«الخبر مُقدّس.. والتعليق حُر».. مقولة شهيرة في عالم الصحافة، وتعني أن الخبر غير قابل للفبركة أو أي زيادة، ولكن الصحفي حُر عندما يتبنى فكرة الخبر أو معلومته في مقال له.. ولم يقل كبار المهنة يومًا ما، أن «الفكرة» هنا قد تكون مصلحة مبدأها «فيها لأخفيها.. عشان صاحب المحل»!.
595 مقالًا من نوع «اكتب يلا»، إما لمصلحة شخصية، أو «صلة قرابة من الدرجة الأولى»، ولا يمكن إغفال «صاحب المحل»، كتبتها سالفة الذكر على موقع المصري اليوم، ففي يناير 2010، وجهت حديثها للشعب المصري تحت عنوان «خد البزة واسكت»، أما في اليوم الجلل 25 يناير 2011، كتبت مقالا بعنوان «رانديفو الثورة» تهاجم فيه الثوار الذين بدأوا على السوشيال ميديا، وتتنبأ بفشلهم.
والمضحك أنها توقفت بعد هذا المقال حتى 15 فبراير، أي بعد نجاح الثورة، لتسطر مقالاً بعنوان «مهما الأيام تعمل فينا»، ووصفت الثورة بـ«كانت ألذ ثورة عرفها تاريخ الشعوب».. فعلا يا دكتور على رأي الراحل سعيد صالح «ألذ.. ألذ».
وهذه أهم فقرات المقال الفريد من نوعه: «فتخيل اللى حصل لى أول امبارح، الشراب إتقلع من رجلى وأنا نايمة فصحيت فجأة ثم بدأت أصرخ من الألم.. أتارينى لما الشراب إتقلع أخذت رطوبة فى دستورى، فقعد يوجعنى للصبح... المهم، فى النهاية حتى إذا تم تداول للسلطة فى المستقبل أحب أؤكد لك عزيزى القارئ إن أنا وانت مهما الأيام تعمل فينا ما بنستغناش عن بعضينا..».
وتلاه- قاصدًا المقالات النادرة لا فصيلة كاتبتها- العديد والعديد بعناوين، فتترجى رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف تارةً، في «د. شرف.. ممكن تبوس الواوا»، وتتمنع تارة أخرى في «د. شرف.. يهديك يرضيك»، وتتوعد تارة ثالثة في «د. شرف.. فات الميعاد».
(3)
وعلى هذه الشاكلة تارة وأخرى وثالثة ورابعة.. «اليوم معك، وإن لم أكسب، فأنا ضدك».. هكذا تسير ما تدعي أنها كاتبة صحفية (متعودة تقدم السبت.. يمكن)، خدمها في ذلك أنها بنت وزير أسبق للتنمية المحلية، فهي كاتبة «زعلانة منك يا سيسي» و«افتكاسة حرق السيسي!»، و«يا سيسي.. القرار مش قرارك».. ولا أحد ينسى أو يغفل عن المقال الذي أثار ضجة كبيرة ومن هنا عُرف اسمها «يا سيسي.. أنت تغمز بعينك بس!»، وقالت فيه نصًا: «بصراحة هو مش محتاج يدعو أو يأمر.. يكفيه أن يغمز بعينه بس.. أو حتى يبربش.. سيجدنا جميعاً نلبى النداء.. هذا رجل يعشقه المصريون !.. ولو عايز يقفِل الأربع زوجات، إحنا تحت الطلب.. ولو عايزنا ملك اليمين، ما نغلاش عليه والله!»، وأيضا كتبت للرئيس مقالا: «ياسيسي.. والنبي لتكيد العزال»، وعندما «لم تجد أيامًا تلت السبت» انقلبت كمشهد الفنانة عبلة كامل في «خالتي فرنسا».
ومن غير أحمد شفيق؟!!.. ارتمت في أحضان «ملك التأتأة» المقيم حاليا في دبي، أعلنتها صراحة عبر صفحتها الشخصية على «فيس بوك»، بأن النظام يخشى شفيق، يخشى رجلاً خسر أمام محمد مرسي الإرهابي «رئيس عصر الليمون».
ذكاء عقلها وغباء أسلوبها.. إن لم تكن متابعًا تناقضاتها.. وأسلوبها، وشُبهة مصالحها إن كنت متابعًا جيدًا لهذا «المقلب» وليس «القالب»، تجدها تفرش الورد أولا، ولا مانع من «فرش الملاية» على الأرض والتربع عليها، واستدعاء «حمادة»، بطل «الترسو» خاصتها إن تم تهميشها.
(4)
في الساعات الأولى من بداية يوم الثلاثاء، أعلنت المصري اليوم اختراق موقعها الإلكتروني، ونشر أخبار كاذبة ومفبركة ومقال ادعت أنه مفبرك، وأن «هاكر» أو جهة ما اخترقت السيستم، ولكن لم يعلن البيان أو الموقع أو أي من قياداته ما طبيعة المواد المفبركة التي نشرها «الهاكرز»، واكتفت القيادات بنشر البيان الصادر من المؤسسة دون تعليق.
تساؤل وشتائم وسخرية وزواج مُتعة؛ تساءل متابعو صفحة «المصري اليوم» على «فيس بوك» عن طبيعة المواد المفبركة ولم يجدوا ردًا، والبعض انهال بشتائم أقلها حدة مثل «المصري اليوم (اتهاك)»، وسخر ثالث «يعني حد اخترق السيستم عشان يفبرك أخبار أحسن من اللي أنتوا بتفبركوها». ورابع لا علاقة له بأي شيء «دخل يضع رقم هاتفه ويكتب أريد واحدة لزواج متعة :) ».
وبعد البحث، خرج علينا أحد رواد السوشيال ميديا بـ"اسكرين شوت" من المقال، الذي احتل خانة الأكثر قراءة لساعة على الأقل، المتسبب في ما ادعته الجريدة باختراق أحد حسابات الموقع الإلكتروني لأحد المحررين، ونشر المقال بعنوان «هتخربها أكتر من كدة إيه!».
وكل هذا والدكتورة غادة شريف مختفية تمامًا ولم ترد، حتى نشر أحد المقربين (صداقة) من قيادات صالة التحرير، «بوست طويل عريض» عن الأزمة والاختراق- حسب قوله- وأن هناك استهدافًا للمؤسسة، وغيره، ولكن العجيب في أن هذا المقرب لم يكتب كلمة واحدة عندما تعمدت الجريدة ومالكها وابنه العضو المنتدب وقياداتها، فصل الصحفيين ومراسلي المحافظات بطريقة فجة أشبه بـ«المذبحة»، وتعامل النقابة وقتها بقياداتها السابقة (يحيي قلاش) ومجلسه، بتهاون، دون الإفصاح عن أي سبب.
(5)
وجاء الرد الصادم، فالكاتبة سالفة الذكر، صديقة مالك الجريدة حسبما تدعي، وبحسب الروايات، الرافضة لتعديل أي صحفي على كلمة في مقالاتها وإلا «هكلم المهندس صلاح»، والرافضة أيضًا لأي نصيحة بخصوص لغة مقالاتها الركيكة وإلا «هكلم المهندس»، وكتبت «منشورا» عبر صفحتها، بعد 24 ساعة على الأقل مما أسمته الجريدة «اختراق»، كان مفاده: «أنها لم تكن على علم بما حدث، رغم أنها تتابع مقالها مع المسؤول عن صفحة الرأي بشكل مرهق للصحفي والمنفذين وأحيانًا لرئيس التحرير أيضًا.. وعندما علمت بما حدث قالت الدكتورة رئيس قسم الإحصاء الطبي ووبائيات الأورام بمعهد الأورام جامعة القاهرة بلغة «رداحة» من طراز الحارات الأكثر بؤسًا: إحنا فاقعين المرارة أوي على الآخر.. عليهم بيضة.. أعلنت موقفي وأنا بأيد الفريق شفيق.. وختمت بولدها (حمادة)».
قبل وبعد؛ هاجمت الثوار، ومدحت فيهم.. هاجمت رواد السوشيال بسبب السخرية منها، واتخذت منه منبرًا لها ولـ«حمادة».. مدحت عصام شرف وذمته.. وتوقعت أنها امرأة لكل الأنظمة، ولكن بعد أن طلبت أن تتزوج منهم، أعلنت طلاقها- حسب منشورها- بالثلاثة.. طالبت السيسي بأن يغمز وعندما رفض، ارتمت في «جُعبة» شفيق.
وأخيرًا وليس آخرًا.. رسالة لـ«حمادة» الأسطورة: «حبة فوق.. حبة تحت.. يمين شمال.. شمال يمين.. شيطان يقولك: اكتب يلا.. اشتم يلا.. متعود يلا».