آبى يركز أولوياته على كوريا الشمالية بعد فوزه بغالبية كبرى فى الانتخابات
الإثنين، 23 أكتوبر 2017 02:29 م
تعهد رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى الاثنين العمل مع الولايات المتحدة والصين وروسيا لكبح التهديد النووى لكوريا الشمالية باعتماد "دبلوماسية قوية وحازمة" بعد تحقيقه فوزا ساحقا فى الانتخابات التشريعية المبكرة التى جرت الاحد.
وبعيد الاعلان عن فوزه بغالبية الثلثين التى تخوله اعادة النظر بالدستور السلمى لليابان، المشروع الذى كان يحلم به منذ زمن، تعهد آبى بناء "توافق وطني" حول هذه المسألة التى تثير الانقسام بين اليابانيين.
وقال آبى فى خطاب امام مناصريه، انه "سيعزز التعاون الوثيق" مع الرئيس الاميركى دونالد ترامب حول كوريا الشمالية لدى زيارة الاخير لليابان الشهر المقبل على ان يناقش هذه المسألة مع قادة الصين وروسيا.
وقال آبى الذى يبلغ 63 عاما "اجدد التزامى حماية ارواح الشعب والعيش بسلام، مهما حصل".
وهيمنت الأزمة الدولية المرتبطة بكوريا الشمالية، التى هددت بـ"إغراق" اليابان على الحملة الانتخابية القصيرة التى استمرت 12 يوما فقط، والتى انتهت بفوز كبير لرئيس الوزراء.
وقال آبى "سنحل (ازمة) كوريا الشمالية، فى مسائل الصواريخ والنووى والخطف بدبلوماسية قوية وحازمة"، فى اشارة الى اعمال خطف ليابانيين نفذتها يبونغ يانغ فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
ويتجه التحالف الذى يتألف من الحزب الليبرالى الديموقراطى اليمينى بقيادة آبى وحزب كوميتو (يمين الوسط) الى الفوز بـ 313 مقعدا فى مجلس النواب بحسب محطة التلفزيون الرسمية "ان اتش كيه" ما يمنحه غالبية الثلثين فى البرلمان.
وبذلك سيتمكن آبى من البقاء فى السلطة لاطول فترة فى رئاسة الحكومة اليابانية، بعد فوزه بولاية جديدة على رأس حكومة ثالث اكبر اقتصاد فى العالم، واحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة.
وقال جيرالد كورتيس البروفسور فى العلوم السياسية فى جامعة كولومبيا الاميركية ان التهديدات الكورية الشمالية ساعدت التحالف الحاكم على الفوز لان "الناس خائفون" وصوتوا لمصلحة الموقف المتشدد لآبي.
بدوره قال لفرانس برس المتقاعد تسويوشى اوشيجيما الذى يبلغ 66 عاما "اصب تركيزى على مسألة الدفاع الوطني، لاننى قلق حيال كوريا الشمالية. لذا اخترت الحزب الذى سيتعامل بحزم مع هذه المسألة".
- "بعض القلق" من آبى -
وفيما اقرت وسائل الاعلام المحلية بما وصفته فوزا ساحقا، عزا العديد من اليابانيين فوز آبى الى ضعف المعارضة وعدم فاعليتها داعين الى توخى الحذر.
وقالت صيحفة "نيكاي" اليومية "لم يعتقد الناخبون ان احزاب المعارضة قادرة على تشكيل حكومة... لقد اختاروا رئيس الوزراء آبي، الذى هو على الاقل افضل، حتى وان كانت لديهم بعض القلق حيال التحالف الحاكم".
بدورها كتبت صحيفة "أساهي" ان "آبى لم يعد قويا كما فى السابق، هناك مؤشرات الى ان الناخبين يسعون الى تغيير فى اوضاع، آبى هو الخيار الوحيد المقبول فيها".
وبحسب استطلاع الخروج من مراكز الاقتراع اجرته الاحد وكالة "كيودو" الاخبارية فان 51 بالمئة من الناخبين لا يثقون بآبي، مقابل 44 بالمئة منهم يعارضونهم الرأي.
وتحدى المقترعون فى طوكيو الامطار الغزيرة والرياح العاتية للمشاركة فى الانتخابات، الا ان التوقعات تشير الى ان معدل نسبة الاقتراع فى مختلف انحاء البلاد سيتخطى بشكل طفيف ادنى نسبة مسجلة فى تاريخ الانتخابات اليابانية، بفضل توجه المقترعين للادلاء باصواتهم باكرا لتفادى الاعصار "لان" الذى ضرب اليابان يوم الانتخابات.
وتلاشى الدعم لحزب "الأمل" الذى أسسته رئيسة بلدية طوكيو يوريكو كويكى قبل اسابيع فقط من اجراء الانتخابات، بعد دعاية واسعة حظى بها فى البداية. وفاز الحزب بـ 49 مقعدا فى مجلس النواب بحسب تقديرات "ان اتش كيه".
ومن باريس حيث تشارك فى مؤتمر بيئى بصفتها ممثلة لاحدى اكبر مدن العالم قالت كويكى إن "النتيجة قاسية جدا" وانها تتحمل كامل المسؤولية عنها.
وتخطى الحزب الديموقراطى الدستورى (وسط-يسار) حزب كويكى بفوزه بـ55 مقعدا فى مجلس النواب، بعيدا جدا عن تحالف آبي.
وقال لفرانس برس ناوتو نوناكا البروفسور فى جامعة غاكوشوين فى طوكيو "الناس مترددون حيال رئيس الوزراء آبي، ولكن الى من سيتجهون؟ ما من احد (سواه)".
- "نقاش دستورى معمق" -
وتعهد آبى الذى تعرض فى السابق لانتقادات واتهامات بعدم احترام الناخبين، بمواجهة التحدى الذى فرضه فوزه الكاسح "بتواضع".
واعتمد آبى خطابا حذرا عقب صدور نتائج الانتخابات التشريعية، متعهدا عدم الاسراع لاستخدام غالبية الثلثين فى البرلمان لطرح تعديل الدستور، فى اشارة الى سعيه لحشد أكبر تاييد ممكن لهذا التعديل، والاستفاضة فى النقاش حوله.
ويجب ان ينال اقتراح تعديل الدستور موافقة ثلثى الاعضاء فى كل من المجلسين قبل ان يتم طرحه فى استفتاء وطني. ويصبح التعديل نافذا اذا فاز باغلبية بسيطة فى الاستفتاء.
وقال كورتيس "آبى يريد اعادة النظر بالدستور ولكننا نعلم انه صاحب فكر يمينى وبراغماتى جدا فى الوقت نفسه. واعتقد ان الواقعية البراغماتية ستمنعه من الدفع بقوة فى هذه المسألة".
ويشدد العديد من الناخبين على ان الاقتصاد هو مصدر القلق الاكبر بالنسبة لهم. ولم تنجح السياسة الاقتصادية التى انتهجها آبى والتى تعتمد على سياسة نقدية شديدة المرونة وحجم انفاق كبير فى اعادة اليابان الى رأس قائمة اكبر اقتصادات آسيا.
الا ان المستثمرون رحبوا بفوز آبى وارتفع مؤشر طوكيو 1,11 بالمئة، محققا ارتفاعه السادس عشر على التوالى فى انجاز يسجل للمرة الاولى فى تاريخه.