نيويورك تايمز: "سي. آي. إيه" توسع عملياتها السرية في أفغانستان
الإثنين، 23 أكتوبر 2017 11:11 ص
سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الضوء على توسع العمليات السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سى. آى. إيه" فى أفغانستان، إذ ترسل الوكالة فرقا صغيرة من الضباط والمتعاقدين ذوى الخبرة العالية لمساندة القوات الأفغانية، وهو أحدث مؤشر على دورها المتنامى ضمن استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لمكافحة الإرهاب.
وذكرت الصحيفة- فى تقرير نشرته على موقعها الالكترونى اليوم الاثنين، أن هذه الخطوة تمثل تحولا فى سياسة المخابرات الأمريكية، التى كانت تركز فى الأساس على هزيمة تنظيم القاعدة ومساعدة جهاز المخابرات الأفغانى.
وأضافت أن "سى. آى. إيه" لطالما كانت تعارض أى حملة عسكرية مفتوحة ضد طالبان، وهى الجماعة المسلحة الرئيسية فى أفغانستان، حيث اعتبرتها الوكالة الاستخباراتية أنها مضيعة للوقت والمال، بل وستعرض الضباط إلى خطر أكبر عندما يشرعون فى مهام على نحو أكثر تواترا.
ويؤكد مسئولون سابقون فى الوكالة الأمريكية أن الجيش الأمريكى، بموارده وقوته البشرية الهائلة، هو الأنسب لتنفيذ عمليات مكافحة التمرد واسعة النطاق.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القسم شبه العسكرى فى "سى. آى. إيه" والذى يتولى مهمة مكافحة التمرد لا يتجاوز المئات وهم منتشرون فى جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن مكافحة داعش فى أفغانستان اجتذبت أيضا قوات الجيش الأمريكى شبه العسكرية.
ورأت أن التوسع الجديد فى مهام الوكالة الأمريكية يعكس التوجه الذى يقوده مدير الاستخبارات الأمريكية الجديد مايك بومبيو، لمكافحة المتمرّدين فى جميع أنحاء العالم، حيث أكّد استعداد الوكالة بالفعل لتوسيع برنامجها لتغطية ضربات الطائرات بدون طيار التى تشنها الولايات المتحدة فى أفغانستان، رغم تركيز الجزء الأكبر من هذه الضربات على المناطق القبلية فى باكستان إلى جانب بعض العمليات العسكرية فى اليمن وسوريا.
ونقلت عن بومبيو قوله فى مؤتمر أمنى عُقد هذا الشهر فى جامعة تكساس، : لا يمكن أداء مهمتنا إذا لم نكن عدوانيين؛ بلا رحمة ولا هوادة.. ففى كل دقيقة تمر علينا، يجب أن نركز على سحق أعدائنا".
ومن جانبها، رفضت وكالة الاستخبارات الأمريكية التعليق على الأنباء التى تدور حول توسيع دورها فى أفغانستان، مما يضع طالبان فى موقف حرج.
واستدركت الصحيفة الأمريكية قائلة أن هذه البعثة تعد بمثابة اعتراف ضمنى من "سى. آى. إيه" بأن جلوس طالبان إلى طاولة المفاوضات- أحد العناصر الأساسية فى استراتيجية ترامب بشأن أفغانستان- يتطلب محاربة المسلحين بقوة.
وكان ترامب قد تعهد أثناء عرض سياساته الأمنية لأفغانستان وبقية جنوب آسيا هذا الصيف، بأنه سيعمل على تخفيف القيود على مطاردة الإرهابيين وقتلهم؛ إذ قال "يجب على القتلة أن يعرفوا أنه ليس لديهم مكان للاختباء، وأن أى مكان لن يكون بعيداً عن متناول الأمريكيين وأسلحتهم، وأن الانتقام سيكون سريعاً وقوياً".
واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول أن توسيع دور الاستخبارات الأمريكية فى أفغانستان من شأنه زيادة البعثات بقيادة وحدات عسكرية، مما يعنى ظهور دور أمريكا القتالى على نحو أكبر أمام الرأى العام.