خاص| ضباط العمليات الخاصة: نتسابق على الشهادة.. والوصية في البدلة (صور)
الأحد، 22 أكتوبر 2017 08:37 متقرير دينا الحسيني
جاهز تنزل مأمورية مع الأمن الوطني: جاهز يا فندم.. مستعد لحملة مداهمة مع الأمن العام علي البؤر الإجرامية: مستعد يا فندم.. بسرعة على تأمين الماتش يا رجالة: أنا هناك يا فندم.. عندنا مأمورية ترحيل المساجين: أنا وراهم يافندم.. أطلعوا على الشوارع والميادين عندنا تأمين احتفالات الأعياد: تمام يا فندم.. عندنا بكره الساعة 6 الصبح تدريبات جديدة: مش هنام يا فندم.. ممكن تطلع المأمورية ومترجعش؟: الوصية في جيب البدلة يا فندم
هذه هي مجموعة الرسائل اليومية بين قيادات الشرطة، ورجال العمليات الخاصة، قبل انطلاقهم لتأمين منشأة أو تأمين احتفالية واستهداف جماعة إرهابية.. رجالا حملوا أكفانهم على أيديهم يخرجوا صباح كل يوم مودعين أهلهم، الوداع الأخير، فقد لا يرون أبنائهم وأهلهم من جديد.
"رجال العمليات الخاصة".. أصحاب الحياة الشقة، الذين يقضون حياتهم بين التدريب والمداهمات حاملين أكفانهم على أيديهم، ونجهلهم حتى تحمل عناوين المواقع الإلكترونية والصحف اليومية، أسمائهم كشهداء خدموا البلاد ودافعوا عن أرضها وعرضها.
فحياه ضابط العمليات الخاصة تختلف في مضمونها عن حياة أي ضابط أخر، فهم يتلقون تدريبات قوية وشاقة تجعلهم قادرين على اقتحام بؤر الإرهاب والإجرام في المناطق الصحراوية والسكنية وتساعدهم على تحري الحرص وضبط النفس في التعامل مع المواطنين المسالمين لتأمين حياتهم أثناء مطاردة المجرمين أو العناصر المسلحة.
وتختلف معايير اختيار ضباط العمليات الخاصة عن غيره من الضباط بأي قطاع أخر بوزارة الداخلية لتعتمد على عدة عوامل منها الرغبة الشخصية لدى الضابط منذ التخرج في الانضمام إلى قوات الأمن المركزي وقطاع العمليات الخاصة وقدرته على تحمل الصعاب في سبيل تكوينه البدني والذهني والخضوع لإعداد بدني وذهني وتكتيكي.
ويتلقى ضابط العمليات الخاصة فرقة المهام الخاصة وتكون خارج معهد تدريب العمليات الخاصة في إحدى المناطق الصحراوية وهذه الفرقة تماثل الفرقة الأساسية في الصاعقة تكون تنقسم إلى عدة مراحل منها التأهيل البدني والنفسي والفني والتكتيكي والتدريب على الغطس والاقتحامات القتالية في المدن الصحراوية والسكنية ومقاومة البؤر الإجرامية بجانب كيفية استخدام الأسلحة المتعددة في مواجهة الخارجين عن القانون ويتعرض الضابط أو المجند أو الأفراد إلى عملية ضغط نفسي كبيرة يكتسب خلالها روح التعايش في الطبيعة القاسية. فضلًا عن فرق أخرى منها فرقة الطوبوغرافيا وفرقة المفرقعات والشراك الخداعية وفرقة أسلحة معاونة وفرقة القبض.
وبعد ثورة 25 يناير ظهر دور العمليات الخاصة في العديد من الأحداث وتجلى بعد انتفاضة 30 يونيو وسقوط المعزول محمد مرسي، وظهور مناطق وبؤر إرهابية تنتمي إلى جماعة الإخوان الإرهابية، كان ذلك سببا رئيسيا في تصدر ضابط العمليات الخاصة مع قطاعات قوات الشرطة المختلفة.
"صوت الأمة"، قامت بجولة داخل أخطر وأهم معسكر للعمليات الخاصة، حيث عاشت يوما كاملا مع أبطال العمليات الخاصة، وهو قطاع سلامة عبد الرؤوف، الذي يعد من أقوى قطاعات العمليات الخاصة بمصر، الذي خرج منه شهداء فض واقتحام عدد من البؤر الإرهابية مثل رابعة وكرداسة وعشرات من البؤر الإجرامية الخطرة، سياسية كانت أم جنائية والاستعانة بهم في تشكيل كتائب دعم للكمائن الأمنية بالمحافظات الحدودية كسيناء ومطروح والوادي الجديد.
حيث يبدأ يوم ضابط العمليات الخاصة من الساعة السادسة صباح كل يوم، لإجراء تدريبات عملية على اقتحام الموانع وتسلق الحواجز وعمليات الإنزال والرماية والمطاردات وتأمين الشخصيات العامة وتأمين سيارات الترحيلات والتدريب على اقتحام أخطر البؤر الإجرامية والإرهابية.
وتشهد التدريبات حالة من الحماس التي تبدأ باستخدام الرصاص الحي والفشنك وقنابل الصدمة والغاز والآر بي جي، والقاذفات والمصفحات حيث يتجمع الضباط والأفراد حاملين أسلحتهم مرتدين الأقنعة المميزة بجوار مركبات ومصفحات العمليات الخاصة ويميز القناع الأسود ضباط وأفراد العمليات الخاصة أثناء تنفيذ المأموريات وداخل القطاع لدواع أمنية وعدم الكشف عن هويته أو ملامحه كما أنه لوقاية الوجه من الظروف الجوية التي يعملون بها في أغلب المأموريات.
و تصل مساحة ميدان التدريب الرئيسى للقطاع إلى حوالى 4 أفدنة تمتلئ بالدشم والإعلام ونماذج التدريب ولافتات بآيات من القرآن وإرشادات عامة وتستخدم القوات اللاسلكى كوسيلة اتصال وحيدة بينهم لدواع فنية وكبر مساحة القطاع.
وأجرى الضباط والأفراد مناورة عملية لهجوم مسلحين على كمين أمني ثم إخطار العمليات الخاصة لمطاردة المتهمين وإغلاق الطرق واستعرضت القوات كيفية التعامل بالأسلحة النارية أثناء المطاردات بالسيارات.
ورسم سيناريو المطاردة الأمنية احتمالية اختباء المتهمين داخل وكر جبلى يصعب اقتحامه لتستدعى القوات قناصة لمحاولة النيل من الأهداف داخل الوكر ثم تفجير الوكر بقذائف 40 مم وآر بى جى الخارقة للحوائط والدروع.
واستعرض ضباط العمليات فى إجراء عملى بالرصاص الحى تكتيك اقتحام الأوكار والدفع بمدرعات فهد وشيربا الدفاعية فى مواجهة الخطرين واستخدام متعدد الطلقات، كما أجرت القوات تدريبًا عمليًا على تأمين سيارات الترحيلات ومطاردة جناة هاجموا السيارة.
وتحدث الضباط لنا حيث قالوا أنه ومن أصعب المواقف عليهم سقوط شهيد من زملائهم أثناء تنفيذ المأمورية وعليهم ضبط النفس لحين تنفيذها بنجاح وسقوط عدد منهم شهداء لا يزيدهم إلا إصرارا على مكافحة الإرهاب والجريمة أو الثأر من الإرهابيين.
فيما أكد ضباط القطاع أنهم يرتدون كامل ملابسهم وأسلحتهم أثناء النوم بالقطاع لأنهم معرضون للاستدعاء لأي مأمورية عاجلة في أي لحظة
وقال أحد الضباط نكتب قبل مأموريتنا وصيتنا ووضعها بجيب البدلة خشية الاستشهاد وعدم العودة من المأمورية مؤكدين أن هناك تنافسا قويا بينهم على الخروج للمأموريات خاصة بسيناء ومأموريات استهداف معسكرات العناصر الإرهابية بالصحراء، وأنهم يشكون للقائد قلة خروج المأموريات في اليوم الواحد.
وقال الضباط: جميعنا روح واحدة ضباطًا ومجندين على قلب رجل واحد لحماية هذا البلد الذي نعشق ترابه ولن نهاب الموت وإذا سقط منا شهيد واحد فكلنا مشروع شهيد فتدريبنا واحد وطعامنا واحد ومكان إعاشة الضباط هو نفس مكان إعاشة الأفراد لأن الطلقة حينما تخرج من الإرهابي لا تفرق بين ضابط ومجند وقيادة.