مدحت جاد الكريم يكتب: دراكولا حبيبى
الأحد، 22 أكتوبر 2017 03:00 م
وقفت الفاتنة، ذات الوجه الملائكى، تصرخ فى وجه الجميع، وتحمى جثته بجسدها مادة ذراعيها إلى الوراء فى مستوى كتفيها، كأنها طائر فرد جناحيه دفاعا عن صغاره.. هو سيدى ومولاى وحبيبى، هو من نفخ فى هوائى هواءه، فهويت فى بئر هواه.. أحببته وسرت فى ركبه أنشد الخلود معه ولو فى الجحيم.. إياكم أن تلمسوا جسده أيها الفانون الضعفاء، ليس منكم من يجرؤ على مواجهته بمفرده، هو السيد دائما وأبدا، كان بشرا سيدا فيلسوفا، ينشد الحكمة والخلود والقوة، ومذؤوبا سيدا لا يخشى ما تخشونه أنتم الفناء والعدم والوهن وفتور العزم والخوف من بعضكم بعضا بحجة الأخلاق والضمائر.. من منكم لم يشته امرأة لا تحل له؟.. من منكم لم يذل نفسا أو يلوى عنقا؟.. لم يسرق دم أخيه ليصعد على جثته ولو شبرا؟.. من منكم لم يستأسد على ضعيف؟.. من منكم لم يحتقر فقيرا؟.. من منكم لم يتكبر؟.. من منكم لم يكن ذئبا تحت الجلد، ولو لحظة فليتقدم لفصل رأسه.
حبيبى كان نبيلا.. تسقط من عينيه دمعة، كان صادقا فى شرٍه لم يدع الفضيلة.. لم يمتص دم أحد، ووقف يبحث عمن قتله، ولا أخذ عزاءه ولا أنكر فعلته.. كان يقتل لكى يعيش فقط، لكى يعيش، هل بوسعكم اتهام الوحش أنه وحش؟! أتراكم تلومون النمر إن افترس حملا وديعا؟
كان وجهه البشع أجمل وجه رجل فى عينى هو قطع البحار والأزمان كى يحظى بى هو من حولنى حبه من فتاة ساذجة إلى امرأة يملؤها الحب والرغبة وحب الخلود ولو مذؤوبة وحولته قبلتى إلى فتى وسيم قوى ساحر.. تخفض ذراعيها وتتكلم ببطء ودلال، تشير إلى جسدها بيدها من رأسها إلى قدميها، وهى تنظر إليهم بإغراء ودلال.. من منكم لا يقتل نصف العالم من أجلى؟
تضحك ضحكة هازئة ممزوجة بالفحيح، كاشفة عن أنيابها من منكم لا يتمنانى؟!
كلكم دراكولا، ولكنكم ضعفاء تخشون دق الوتد فى صدوركم هذا فقط ما يمنعكم من الاستذئاب، ولكنكم تفعلونه على استحياء على قدر قوتكم وأعماركم.
تعطيهم ظهرها، وتنحنى ببطءلتطبع قبلة على وجه حبيبها البشع، وما تكاد تنتهى منها حتى تهوى على عنقها بلطة أحدهم فاصلة رأسها عن جسدها، ثم تهوى السيوف على عنق حبيبها.
مدير حسابات