كارت إرهاب «مارك» يفضح رواد المواقع الإباحية على «فيس بوك»
الأحد، 22 أكتوبر 2017 01:30 م عنتر عبداللطيف
كادت خاصية جديدة قام بتفعيلها موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تتسبب فى إحداث سوء فهم داخل الأسر المصرية، حيث إن الخاصية الجديدة سمحت بظهور نتائج البحث الأكثر تداولًا عبر شريط تطبيق نظام تشغيل «أندرويد» لتظهر فى نتائج البحث كلمات إباحية وجنسية هى الخاصية التى فوجئ بها مستخدمو «فيس بوك»، وإذا ما كان أحدهم قد أجرى عملية بحث على صفحة ابنه الشخصية ليطمئن عما يبحث، فقد كان هذا الشريط الفاضح سيظهر له رغم أن الخاصية تظهر الكلمات الأكثر بحثًا على الموقع لكل الرواد وليس صفحة شخص بعينه.
الخاصية الجديدة كشفت أن «سما المصرى» وكلمات أخرى جنسية تصدرت قائمة الكلمات الأكثر بحثًا من المصريين، ما دعا البعض لاتهام مؤسس «فيس بوك» بأنه لم يقم بعمليات تنقيح البيانات لإزالة الكلمات الإباحية من الأكثر بحثًا أو حدوث مشكلة فى عملية حساب أرقام البحث على الكلمات الظاهرة.
اللافت أن الفنانة الاستعراضية سما المصرى قالت معقبة على تصدرها قائمة الأكثر بحثًا على موقع التواصل الاجتماعى، إن سبب ذلك هو محبة الناس لها وبحث جمهورها عن اسمها لمعرفة أخبارها الجديدة أولًا بأول وعدم تقديمها أعمالًا فنية جديدة خلال الفترة الأخيرة وفق قولها.
ورفضت «سما» ما يتم ترويجه بأن السر هو الكبت الجنسى، حيث إنه لا يوجد كبت جنسى فى عام 2017، فالجميع حاليا يتمتع بالحرية الكافية حسب كلامها.
«سما» أكدت أنها لم تنشر مؤخرًا أى صور فيها إثارة أو ترتدى بها «مايوه بكينى» ما يؤكد أنه لا يوجد مبرر لمن يعانون من الكبت الجنسى ليبحثوا عن صورها العارية على «فيس بوك».
فيما استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعى تفعيل «مارك» للخاصية الغريبة بالذعر، حيث حاولوا بشتى الطرق إلغاءها ليشهد «فيس بوك» عشرات الاقتراحات التى شرحت بطرق معقدة وفى بعض الأحيان مبسطة لطرق إلغاء هذه الخاصية المثيرة للقلق.
البعض ذهب إلى أن خاصية «مارك» أصابته بالرعب، فما أن يفتح أحدهم صفحته الشخصية عقب استيقاظه من النوم كعادته صباحا حتى تطالعه قائمة الكلمات الأكثر بحثا ليصاب بالذهول، فلأول وهلة يخشى من أن يكون أحدهم قام بـ«تهكير» صفحته الشخصية ونشر عبرها صورا وأفلاما جنسية وحاول بسرعة أن يجد هذه المنشورات المسيئة على صفحته ليحذفها لكنها لم تكن موجودة بالفعل.
آخرون استقبلوا الأمر بسخرية وإن طالبوا بطريقة لإلغاء هذه الخاصية الغريبة التى طالعتهم بكلمات نابية عبر صفحتهم أثارت خجلهم من أن يراها البعض ويأخذ عنهم فكرة خاطئة.
المثير أن إسرائيل كانت كشفت فى وقت سابق أن مستخدمى الإنترنت فى الدول العربية وفى مقدمتهم المصريين هم أكثر زوار مواقع الجنس الإسرائيلية التى تعرض صورًا لمجندات الجيش الإسرائيلي.
خاصية فيس بوك الجديدة أكدت ما سبق وجاء بدراسة كان أجراها موقع «جوجل» المتخصص فى البحث على شبكة الإنترنت، أكدت أن المصريين يتصدرون مع الهنود والأتراك قائمة الذين يستخدمون «جوجل» فى البحث عن كلمة «جنس».
الغريب أن «فيس بوك» نفسه متهم بالتسبب فى إصابة الآلاف حول العالم بالاكتئاب، حيث قالت دراسة إنه من المعروف أن موقع «فيس بوك» يمكن مستخدميه من رفع صورهم ومشاركة اهتماماتهم وإنجازاتهم وحياتهم مع الآخرين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك عبر الخصائص والمميزات المطروحة فى الموقع، لذلك كشفت دراسة نفسية على 600 شخص أن ما يقارب الـ 200 شخص تقريبا ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب وعدم الرضا عن الوضع الحالى الذى هم فيه، وذلك بسبب «فيس بوك».
واتضح بعد سؤال هؤلاء أن السبب الرئيسى يعود لمشاهدتهم رحلات الأصدقاء وجولاتهم الترفيهية وصور سفرياتهم ومغامراتهم فى الغابات أو المناطق التاريخية أو الحفلات والتجمعات الترفيهية، وتلك اللحظات الجميلة حيث إنه لا إراديا تقوم عقولهم بقياس تلك الأمور مع حياة الشخص الفردية، ليشعر بأن الآخرين يعيشون حياة سعيدة أكثر منه وأنهم يعيشون حياتهم بفرح ومرح بينما هو يكابد الهموم فى واقعه، متمنيا أن تكون له حياة مثل حياتهم مليئة باللحظات الجميلة.
فيما أكدت دراسة أمريكية أن 73 % من البالغين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى و40 % من البالغين يدخل الإنترنت 3 مرات يوميا، وربطت الدراسة التى شملت طلاب الجامعات بين استخدام فيس بوك وانخفاض التقدير الذاتى، وبين زيادة عدد الأصدقاء وبين انخفاض القدرة على تكوين العلاقات والتكيف فى البيئة الحقيقية.
ويذهب الخبراء إلى أن متوسط استخدام فيس بوك فى الولايات المتحدة يصل إلى ما يقل عن 40 دقيقة يوميا، ما يعنى 6.5 ساعة أسبوعيا، ولو استطاع المستخدم تقليل استخدامه إلى 10 دقائق يومية لتمكن من قضاء نصف ساعة إضافية يومية مع عائلته بما يحسن من الروابط الأسرية أو فى نشاط أكثر فائدة.
كما أشارت الدراسة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى يجعل الفرد أكثر قلقا، حيث دائما ما يظل فى حالة ترقب للإشعارات والأحداث الجديدة، كما يزيد من التفكك الأسرى، ونقص ساعات النوم بما يزيد من خطر التعرض للاكتئاب والقلق والسمنة والنوبات القلبية والموت.
الغريب أن الدراسات الغربية اختلفت حول خطورة موقع فيس بوك، ففى حين حذرت بعضها من هذا الموقع، أظهرت دراسات أخرى أن موقعى سناب شات وإنستجرام هما الأخطر على المستخدمين الشباب، وهى النتيجة التى توصل إليها باحثون من الجمعية الملكية للصحة العامة فى بريطانيا، وذلك بعد أن أجروا مسحًا شمل 1479 شابًا تتراوح أعمارهم بين 14و24 عامًا، فقد استطاع العلماء خلال دراستهم معرفة آراء الشباب حول شعورهم بعد تجاربهم مع مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، ومدى ما وقع على صحتهم النفسية والعقلية من تأثير بسببها.
مجتمع الفيس بوك يستغله البعض فى محاولة البحث عن صداقات وهمية ربما لإخراج كبت ما أو محاولة الكتابة عبر هذه العالم الافتراضى بمزيد من الأريحية بعيدا عن محظورات العالم الواقعى، لذلك فقد راح الآلاف يدشنون صفحات بأسماء مستعارة للدخول إلى جروبات بعينها تهتم بما قد يبحثون عنه من قبيل الجروبات الجنسية السرية وغيرها وربما حتى الجروبات السياسية أو التى تهتم بالهوايات الغريبة وأحدث خطوط الموضة، فقد أصبح مستخدم فيس بوك لا يريد أن يعرف أحد شىء عن هواياته لذلك زاد الطين بلة بمحاولته التخفى حتى فى العالم الافتراضى ما يشعره بالمزيد من الغربة تجاه مواقع التواصل الاجتماعى.