بعد تحريرها من "داعش".. مخاوف من "تكريد" الرقة السورية
السبت، 21 أكتوبر 2017 05:08 م
تسيطر مخاوف شديدة على أهالي مدينة الرقة السورية التي تم تحريرها قبل أيام من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا.
وتشارك المعارضة السورية الأهالي في هذه المخاوف، بسبب سيطرة الأكراد على المدينة وتأكيداتهم أنها سوف تكون ضمن فيدرالية الشمال السوري، التي طرحها الأكراد لتطبيقها في المناطق والمدن التي يسيطرون عليها.
المخاوف تعود كذلك إلى أن الأكراد يشكلون العمود الفقري بالنسبة لقوات سورياداعش الإرهابي الديمقراطية، كما أن القيادة العسكرية والسياسية في المدينة هي للأكراد، على الرغم من وجود مجلس سوريا الذي ترى المعارضة أنه مجرد مجلس "شكلي" دون أي صلاحيات أو قوة، خاصة أن القيادة فيه أيضًا هي بيد الطرف الكردي.
فمجلس الرقة المدني تقوده نظرياً رئاسة مشتركة؛ إلا أنّ القيادة الفعلية هي بيد ليلي مصطفى (الرئيسة السابقة للإدارة الذاتية في تل أبيض) وعمر علوش (منسق العلاقات العامة في حركة المجتمع الديمقراطي)، وبإشراف كوادر من حركة المجتمع الديمقراطي معظمهم مدربون سابقاً على يد حزب العمال الكردستاني.
وحركة المجتمع الديمقراطي هي إحدى التنظيمات التابعة لحزب العمال الكردستاني، وتتركز في كردستان سوريا. ومن خلالها يتم تشكيل المجالس التي تدير المدن والمناطق التي يسيطر عليها الأكراد. وهي مجالس في أغلبها يكون الوجود العربي فيها "شكليًا"، مثلما هو الحال في تل أبيض والشهباء وريف الرقة.
وأمام هذه المخاوف سارعت المعارضة السورية إلى المطالبة بخروج القوات الكردية من مدينة الرقة، وتسليمها لمجلس تابع لـ"حكومة المعارضة". كما سارعت قبائل وعشائر عربية وتركمانية إلى المطالبة بنفس الأمر.
ونفس الموقف أعرب عنه أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، بقوله إن الحديث عن مشاركة أهالى مدينة الرقة عبر مجلس محلى كلام مكرر تحفظه ذاكرة المدينة المكلومة. منتقدًا انتشار صور عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني ـ المعتقل في جزيرة إيمرالي التركية ـ الذي يطبق حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أفكاره في الشمال السوري.
موضحًا، أن رفع صور أوجلان، وسط الخراب وفى مدينة أشباح تحول أهلها إلى "لاجئين" فى وطنهم السورى وبقرار من المحررين، لا تبشر باستقرار قادم. وأن الخراب الذى أصاب مدينة الرقة والمحافظة عمومًا، لا يمكن ترميمه بشعارات وكلمات مستوردة من قواميس وصور تعني إيديولوجية واحدة في المنطقة وتوجه واحد.
فيما يرى مراقبون أن نجاح مثل هذه الطريقة في الرقة يبدو صعباً؛ وخاصة بعد الانتهاء من القضاء على تنظيم الدولة، فالتركيبة السكانية ذات الغالبية العربية لن تقبل طويلاً بفرض نظام حكم من قبل حزب كردي يفرض مبادئه ورموزه وصوره وأعلامه على المناطق التي يُسيطر عليها، مما قد يتسبّب بردّات فعل شعبية عنيفة، بالإضافة إلى الرفض التركي لذلك، وهو ما تعيه الولايات المتحدة، والتي بدأت بدورها بدعم العناصر العربية ضمن قوات سورية الديمقراطية بالسلاح، بالإضافة إلى تقديم الدعم الخدمي (صحة، مياه، غذاء) لتلك المناطق، وهو ما لم تفعله حتى الآن بشكل مباشر في المناطق الكردية، بل وتجاوز ذلك إلى تقديم دعم في مجال تدريب عناصر قوى الأمن الداخلي في الرقة ، وهو ما يوحي بأن الولايات المتحدة تريد دوراً فعلياً لا شكلياً للعرب في مستقبل الرقة وريفها، وفصلها نوعاً ما عن المناطق الكردية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، وحيث تتركز شعبيتها.
وكانت اتهامات لاحقت القوات الكردية بممارسة عمليات تهجير قسري لسكان الرقة العرب بحجة محاربة تنظيم داعش.