مرصد الأزهر: وسائل إعلام تتجاهل هجوم على الصومال وتشعل شرارة الإرهاب
الجمعة، 20 أكتوبر 2017 07:28 ممنال القاضي
كشف الهجوم الإرهابي الأخير في الصومال، أنه ثمّة تباين في ردود الأفعال إزاء العمليات الإرهابية باختلاف موقعها، رغم أن الإرهاب كلّه مرفوض أيّا كان مسماه، والدماء جميعها محرّمة أيا كان موقعها، الأمر الذي سلّط عليه الضوءَ تقرير صادر عن شبكة B.B.C تحت عنوان: "صلّوا من أجل ضحايا الصّومال"، مثيرًا تساؤلاً حول أسباب تجاهل الواقعة في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، في حين أن هذه المواقع ذاتها تشتعل مع اشتعال شرارة الإرهاب في أماكن أخرى من العالم.
وذكر التقرير أنّ مواقع التواصل الاجتماعي لم تشهد تفاعلات مع الحادث كما هو معتاد في مثل هذه المواقف، إذ دائمًا ما ينشر العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي صورًا للخسائر المادية والبشرية التي تخلّفها التفجيرات الإرهابية، معلنين تضامنهم مع ضحايا تلك الهجمات، إلا أنّ ردود الأفعال على الهجوم الإرهابي العنيف الذي استهدف مدينة مقديشو، والذي تسبّب في إحداث كمٍّ هائلٍ من الخسائر المادية والبشرية -اقتصرت ردود الأفعال هذه على تساؤلات أوردتها بعض المواقع عن غياب التضامن مع الصومال، والسببِ في عدم التعامل مع الحادث كما هو معتاد بعد وقوع هجمات إرهابية مماثلة في الولايات المتحدة أو أوروبا.
ونظّمت الجالية الصوماليّة بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة مراسم تأبين لإخوانهم من ضحايا "جوم" الغادر، وقال أحد منظمي مراسم تأبين الضحايا: "أردنا إظهار أنه ما زال للصومال مواطنون يحبونه ويتألمون لألم أبنائه".
ويعدّ الهجوم الذي وقع يوم السبت الموافق 14 أكتوبر 2017 هو الأعنف منذ بداية المسيرة الدموية لحركة الشباب الصومالية عام 2007، فقد تفحمت جثث الضحايا لدرجة أنه لم يستَطَع التعرف على معظمها، وكانت الطالبة مريم عبد الله التي تدرس الطب وتنتظر إعلان نتيجة نجاحها في اليوم التالي للحادث من بين ضحايا هذا الحادث الغاشم. وكان والدها مسافرًا ليشارك في حفل تخرجها، وبدلًا من ذلك حضر جنازتها وودعها إلى مثواها الأخير.
ولم تكن قصّة مريم عبد الله هي القصّة الوحيدة؛ إذ تواترت قصص محزنة، رواها ذوو الضحايا الأبرياء الذي دفعوا حياتهم ثمن إجرام ثُلَّة حادت عن الصّواب، وضلَّت الطريقَ، وفقدت أدنى مبادئ الإنسانية ومعاني الرحمة والتسامح. كان مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف قد أصدر بيانًا أدان فيه الهجوم وأطلق متابعةً لتداعياته تحت هاشتاج "#الصومال_ينزف"، كما أطلق المرصد دعوةً لدعم الصومال والدول التي تعاني من بشاعة الإرهاب وتتجرّع مرارة التطرّف.
كما نادى المرصد ببذل كافّة الجهود على الصعيدين المحلي والعالمي؛ لتجفيف منابع الإرهاب ومكافحة التطرّف بالتقويم الفكريّ للشّباب الذي بات هدفًا لجماعات العنف والإرهاب، بالتضليل والإغواء والاستغلال؛ لهدم أوطانهم وتنفيذ مخططات الدمار والخراب. هذا ويؤكّد المرصد وقوفه بجانب الصومال حكومة وشعبًا، وتضامنه مع هذا البلد الإفريقي الجريح في وجه الإرهاب الغاشم، ويواصل متابعته لمجريات الأمور وتطوّرات الأوضاع، داعيًا المولى الله عزّ وجلّ – أن يمنّ على الصومال والعالم بالأمن والسّلام.