السنية.. أول مدرسة لتعليم بنات مصر

السبت، 21 أكتوبر 2017 06:50 م
السنية.. أول مدرسة لتعليم بنات مصر
مدرسة السنية الثانوية بنات
محمد أبو ليلة

على بُعد خطوات قليلة من مسجد السيدة زينب بالقاهرة، وتحديدًا شارع خيرت تقاطع شارع المبتديان، توجد أعرق مدارس البنات في مصر "المدرسة السنية"، التي أنشأها الخديوي إسماعيل. 
 
برغم عدد كبير من الانتقادات التي لاحقت فترة حكم الخديوي إسماعيل، لكن إنشاء المدرسة السنية كان واحد من أهم إنجازاته في مجال التعليم، حيث يُعتبر مبنى المدرسة فهو تحفة معمارية رائعة استخدمت فيها الأخشاب والزخارف الفنية بأسلوب راق يعكس حجم النهضة التي شهدتها مصر في عصر الخديوي إسماعيل. 
 
كان لطالبات مدرسة السنية دور بارز وكبير في مظاهرات ثورة عام 1919 حينما خرجن لأول مرة للاشتراك في مظاهرة سياسية ضد الاحتلال الانجليزي ووقفن مع الرجال يطالبن بانسحاب الاحتلال من مصر، وكان عقاب الطالبات في ذلك العام هو إلغاء السنة الدراسية على يد مديرة المدرسة أنذاك التي كانت إنجليزية وأبقت جميع الطالبات لـ إعادة السنة الدراسية عقاباً لهن على وطنيتهن.

فكرة إنشائها
يرجع تاريخ إنشاء مدرسة السنية إلى عام 1873 حيث تبنت هذه الفكرة جشم آفت هانم الزوجة الثالثة للخديوي إسماعيل وقد نشرت جريدة الوقائع المصرية في عددها رقم 519 الصادر في أغسطس 1873 خبر إنشاء المدرسة تحت عنوان "إنشاء مدرسة للبنات داخلية وخارجية للتثقيف والتعليم"، وكانت هذه المدرسة هي النواة الأولى لتعليم البنات في مصر والشرق الأوسط كله.
 
في سلسة تاريخ الحركة القومية المصرية لعبد الرحمن الرافعي قال إن إنشاء مدارس البنات في مصر بدأ في عهد إسماعيل، وأن التعليم النسوي قبل ذلك كان في حكم العدم إذ لم تكن في البلاد مدرسة للبنات سوى مدرسة الولادة ولم يكن يتعلم فيها في الغالب سوى البنات الحبشيات.
 
أما البنات من سائر الطبقات فلم يكن لهم مدارس لتعليمهن وكان الجهل مخيم عليهن اللهم إلا من كن يتعلمن في بيوت آبائهن وأهلهن وقليل أولئك، ويذكر الرافعي أن المدرسة أسست عام 1873 تحت اسم "مدرسة السيوفية"وكان بها حين افتتاحها نحو مائتي تلميذة وبلغ عددهن عام 1874 أربعمائة تلميذة يتعلمن مجاناً فضلاً عن الإنفاق على مأكلهن وملبسهن ويتعلمن القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم والحساب والجغرافيا والتاريخ والتطريز والنسيج وغير ذلك من الصناعات.

إيجار بـ 6 جنيهات
وتولى نظارتها حسن أفندي صالح ثم مدام روزه، وظلت المدرسة منذ إنشائها عام 1873 حتى عام 1889 بمكانها الأول بشارع السيوفية الذي يبدأ من ضريح المضفر وينتهي إلى سبيل أم عباس بأول شارع الصليبية.
 
وكان مقرها هو دار الأمير طاز بجوار المدرسة البندقدارية، وكانت القيمة الإيجارية لذلك المبنى ستة جنيهات يدفعها ديوان المدارس لديوان الأوقاف ثم تنازل ديوان الأوقاف عن الإيجار نظير قيام المعارف بما يلزمها من ترميمات، وفي عام 1889 أعاد ديوان المعارف تنظيم المدرسة ونقلها إلى منزل حافظ بك رمضان بشارع المبتديان بإيجار شهري قدره 22 جنيها وبعقد مدته ثلاث سنوات، وبعد انتهاء مدة العقد نقلت إلى مبناها الحالي الواقع بشارع خيرت في مواجهة شارع المبتديان أي أن المقر الحالي للمدرسة ثابت منذ عام 1891 وحتى الآن ومنذ ذلك الحين أطلقت عليها نظارة المعارف اسمها الحالي المدرسة السنية، نظراً للتعديلات والأنظمة التي جعلتها في مرتبة أعلى مما كانت عليه من قبل حيث جعلتها نظارة المعارف نواة أولى لنظام تعليم البنات في مصر. 

نجوم مدرسة السنية
وتخرج من المدرسة السنية طالبات على مستوى كبير من الثقافة والعلوم وقادوا المجتمع المصري في القرن العشرين من بينهم الكاتبة والشاعرة ملك حفني ناصف التي اشتهرت باسم باحثة البادية، ورائدة التعليم في مصر "نبوية موسى" التي كانت أول فتاة تحصل على البكالوريا في مصر، بالإضافة إلى وزيرة التأمينات والشئون الإجتماعية السابقة عائشة راتب وكانت أول من طالبت بتولي المرأة منصب وكيل النائب العام.
 
وأيضاً الكاتبة الكبيرة أمينة السعيد أول امرأة تحترف الصحافة وتتولى منصب رئيس تحرير حيث تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى رئاسة تحرير مجلة حواء، من خريجات المدرسة أيضا مفيدة عبد الرحمن أشهر محامية في مصر والتي عرفت بالدفاع عن قضايا المرأة، وهناك أيضا انصاف سري وفاطمة فهمي ودولت الصدر ونازلي الحكيم وزينب عبده، والمذيعة اللامعة صفية المهندس رئيس الاذاعة سابقا وسامية صادق رئيس التليفزيون سابقا. 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق