حينما كانت المدارس منابر

المدرسة السعيدية.. حين يثور الطلاب على الجهل والإستعمار

الخميس، 19 أكتوبر 2017 10:30 م
المدرسة السعيدية.. حين يثور الطلاب على الجهل والإستعمار
مدرسة السعيدية
محمد أبو ليلة

 
109 أعوام هي عمر مدرسة السعيدية التي شهدت تاريخ مصر الحديث، بصورة أقرب إلى ملحمة أسطورية أخرجت من بين جدرانها أجيالاً قادوا مصر في علومها وفنها وسياستها، فالسعيدية تُعتبر أول مدرسة مصرية أُنشأت في 8 سبتمبر من عام 1908.
 
وجاء قرار إنشائها بعدما أصدر القسيس الأيرلندي الذي كان يُشرف على التعليم في مصر وقت الاحتلال الانجليزي "دوجلاس دنلوب"، أمراً بإنشاء مدرسة السعيدية، وأنشئت بسراي الأميرة جميلة، وحصلت السعيدية على اسمها من اسم أحد أفراد العائلة المالكة سعيد بن محمد على باشا، والذي تبرع بالأرض لإنشائها، كما ظلت المدرسة لمدة عامين بشارع الإنشاء بالقصر العيني وكان عدد الطلاب وقت إنشائها 32 طالباً.
 
أول دفعة من طلاب مدرسة السعيدية تخرجت عام 1909، وكان أحمد باشا عبد الوهاب الذي شغل منصب وزير المالية سابقاً هو الأول على تلك الدفعة.
 
 
الحرب العالمية 
وتحولت المدرسة إلى مستشفى إبان الحرب العالمية الأولى عام 1914 ولمدة 4 سنوات وانتقلت الدراسة خلالها إلى مبنى الجامعة الأمريكية الحالي بباب اللوق، لتعود بعدها إلى شارع الجامعة.
 
ولم تكن السعيدية بطلابها غائبة عن أحداث سياسية وتاريخية شكلت مستقبل مصر في القرن العشرين، فكان لها دور كبير في  ثورة عام 1919 عندما خرجت منها أكثر من مظاهرة طلابية، وسقط منها شهيداً شيعته القاهرة يوم 14 مارس 1919م في جنازة مهيبة.
 
مجلة السعيدية
وأصدرت المدرسة مجلة تحمل اسمها السعيدية عام 1934، وذلك في عهد نظارة أمين إبراهيم كحيل، ونالت المجلة شهادة الامتياز والتفوق في مسابقة الصحافة المدرسية بين مدارس الجيزة. 
 
وللسعيدية قصة أخرى مع التحرر من الاستعمار البريطاني، حيث تعاقب عليها 33 ناظرا، كان أولهم مستر "شارمن" لمدة 12 عاماً ومن بعده مستر "هبارد" لمدة عامين، ليتولى مسؤوليتها نظار مصريين، بعدما نجح سعد زغلول في تخليصها من التقاليد الإنجليزية.
 
وتولى أحمد محمد صقر نظارتها لمدة 11 عاما، تلاه جعفر النفراوي لمدة 7 سنوات ثم محمد أحمد المصري لمدة 6 سنوات، وصولاً إلى صبح محمد فرج ثم جمال البهنساوى، وفي الخمسينيات، تولى منصب ناظر المدرسة الممثل المصري محمد أحمد المصري، والذي عُرف وقتها باسم "أبو لمعة".

 
نجوم السعيدية
تخرج من السعيدية مجموعة بارزة من الشخصيات العامة، فمن عالم الفن تخرج منها يوسف وهبي، وأحمد مظهر، وصلاح السعدني، وعادل هاشم، وخليل مرسي، وأحمد خليل، ومن عالم السياسة تخرج من أول دفعة وزير المالية السابق أحمد باشا عبد الوهاب، ثم توالت الشخصيات مثل حسين سري باشا، ونور الدين طراف، مصطفي خليل، وعاطف عبيد، ويوسف والي، وفؤاد سراج الدين، وأحمد سميح طلعت، وأنور أبو سحلي، وفاروق سيف النصر، وحسن خضر، وحامد السايح، ومحمد إبراهيم كامل، وماهر أباظة، وعبد المنعم عمارة.
 
وفي عالم الرياضة تخرج منها أبو الكرة المصرية حسين حجازي، ومحمود مختار "مختار التتش"، وصالح سليم، وعادل هيكل، وأحمد شوبير، ومن عالم الإعلام تخرج منها الصحفي محمد التابعي، وكمال الملاخ، وجلال الدين الحمامصي، ومحمود عبد المنعم مراد، ومرسي عطا الله، وأحمد بهاء الدين، ومحمد الحيوان، ومصطفي نبي، ومن عالم الكاريكاتير الفنان رمسيس.
 
جمعية خريجي السعيدية
وبينما كانت السعيدية تحتفل بعيدها الـ 75 في ثمانينيات القرن الماضي تأسست جمعية لخريجي السعيدية على يد الفنان أحمد مظهر، والمهندس عثمان أحمد عثمان، وبلغ عدد مؤسسيها 39 خريجاً، وتم إشهارها في الشئون الاجتماعية تحت رقم 645 لسنة 81.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق