أكشن الضرب تحت الحزام على طريقة يسري نصر الله وخالد يوسف
الخميس، 19 أكتوبر 2017 12:28 م
المخرج يسرى نصر الله يعمل منذ 30 عاما بالسينما، حتى أصبح واحدا من أهم المخرجين بمصر والمنطقة العربية، وأعماله تشارك في المحافل الدولية، وتتلمذ على يد الراحل يوسف شاهين.
يسري نصر الله الذي أعاد مصر للمشاركة بالمسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي، من خلال فيلم "بعد الموقعة" يعاني من أوضاع السوق السينمائي.
حيث كتب ساخرا عبر حسابه على "فيسبوك" يقول: "لتعثر أوضاع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، ولممارسات احتكارية يمارسها البعض، مخرج سينمائي لا مع (خبرة 30 سنة سينما و50 سينما طبيخ)، يبحث عن العمل كطباخ ".
ثم بعد إثارة الجدل وتعاطف العديد من الفنانين معه مثل بشرى وشيرين رضا، عاد ليوضح من خلال بوست آخر جاء نصه: "لم يكن غرضي من البوست الخاص ببحث "مخرج لامع" عن عمل كطباخ، إثارة الضحك ولا إثارة الشفقة واليأس في نفوس من قرأه.
نبرة الدعابة مقصودة بالطبع، ولكن الأهم منها- وهو ما بدأت به البوست- هو فتح مناقشة عن الأوضاع المتعثرة لصناعة أعشقها وعن الأزمة التي بدأت تظهر معالمها بوضوح في بيع العديد من المحطات التلفزيونية والعودة إلى شكل شبيه بالإحتكار في مجال السينما والدراما، وما يتردد عن "النصائح" التي توجه لشركات الإنتاج ليقتصرالمحتوى التي ستقدمه على الموضوعات "العائلية" والموضوعات التي لا تثير الجدل والإبتعاد عن ما قد تصنفه الرقابة بأنه مخصص لمتفرج سنه فوق الـ18 سنة.
أخطر ما يمكن أن يحدث للفنون عامة وللسينما والدراما بشكل خاصه وأن تتحول لإعلام موجه لأي سياسة (أيا كان رأيك في هذه السياسة).
ولا أريد أن أتحدث هنا عن ضرورة التنوع وكل ما يخص الفن كرفاهية ثقافية.. يبدو لي أن الشق الاقتصادي هو المهدد الآن، كل الخبرات الاقتصادية السابقة هنا وفي كل مكان في العالم تعلمنا أن الإحتكار- سواء كان الإحتكار خاص أو عام - يؤدي إلى تفاقم الأزمة لا إلى حلها".
هذا أبرز ما كتبه يسرى نصر الله في البوست ويعبر فيه عن رأيه وتوضيحه للبوست السابق له، بالطبع انهالت عليه العديد من التعليقات ولكن بالنسبة لي أسأله: هل فجاة أصبحت الدولة هي السبب فى جلوسه في البيت وليس المنتجين أصحاب المقاولات والفضائح الذين منهم الجزارين أو تجار الدواجن أو البقالين الذين جعلوا من السينما سلاحا يعلم أولادنا الإسفاف والبلطجة؟
وللعلم فإن آخر أعماله يسرى نصر الله كان فيلم أخرجه في العام الماضي بعنوان "الماء والخضرة والوجه الحسن" شاركت في بطولته منة شلبي وليلى علوي وأنتجه أحمد السبكي، أى أنه لم يعمل منذ عام فقط، ومن المعروف أن الأعمال السينمائية ليست كثيرة في هذه الفترة، ولذلك أن يمكث المخرج عاما ليحضر لعمل جديد ليست بغريبة عن الوسط الفنى!
وما قاله عن سيطرة الدولة على الإعلام وشركات الإنتاج واحتكارها له، كلام مردود عليه، فالدولة لا تملك حتى المؤسسات القومية، وإنما تتحمل سداد ديونها ودفع مرتبات محرريها وموظفيها، أما القطاع الخاص، فهناك العديد من المؤسسات الإعلامية التي يمتلكها مجموعة من رجال الأعمال وهم معروفين للكل، ولم تتدخل الدولة في الإنتاج الدرامى فالشركات التابعة للتلفزيون المصري ومدينة الإنتاج لم تعد تعمل حاليا، وياليتها تعمل ليعود زمن الفن الجميل، الذي شهد روائع الدراما المصرية أيام كان ينتجها قطاع الإنتاج في التليفزيون وشركة صوت القاهرة وجهاز السينما، لقد فتحت الدولة أبواب الإنتاج أمام مجموعة من المنتجين الشباب، مثل ريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز وغيرهم الذين يقدمون أعمالا مختلفه ومتميزة، ولمخرجنا الكبير أقول- والخلاف في الرأى لا يفسد للود قضية- نحن نعانى حاليا من تدنى المستوى الأخلاقى والتعليمى فهل وجود منتجين واعين يريدون تقديم فن راقى يزعجك أم أنه يسرك؟
ومع احترامى وحبى للمخرج المتمكن والنائب البرلماني " خالد يوسف" إلا أننى أختلف معه ومع ما قاله في الندوة التي أقيمت لتكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائى عندما هاجم الدولة وقال إنه لم يعد هناك مكانا للحريات، فكيف لا توجد حريه وأنتم تقولون ما تريدون وتقدمون أعمالكم وإبداعاتكم بالشكل الذي تريدونه فاللغة السينمائية من الممكن التلاعب بها مثلما تشاء ولكن هل هذه لعبة جديدة لأخذ مساحة من الحرية غير مقبولة ولا تتماشى مع عادتنا وتقالدينا أم أن النشطاء على السوشيال ميديا أصبحوا غير فعالين فتم الاتجاه للفن والفنانين.
وبخصوص المطرب رامى صبرى لا أفهم سر تعاطف عدد قليل من الذين يعرفونه معه حيث إنه متهرب من الخدمة العسكرية فهل أصبحنا فى زمن نتعاطف فيه مع المقصر في حق وطنه، ومن المؤكد أن ما حدث مع تامر حسني وخروجه أكثر نجومية من السجن لن يحدث مع رامي صبرى لأن تامر حسني من أكثر المطربين والفنانين ذكاءً ولهذا أنصح رامى أن يتم خدمته وأن يعترف بخطأه وبعد خروجه من أزمته يعتذر لمصر والمصريين، فالفنان يجب أن يكون قدوة حسنة للشباب ولهذا سيظل الفن هو الوسيلة الأهم والأكثر انتشارا وتأثيرا في الشباب والجمهور ولا بدّ من أن نحترس لمحاولات أعدائنا الذين يحاربوننا به ويحاولون جاهدين القضاء على تاريخنا الفنى والثقافى.