تيريزا ماي تناشد قادة الاتحاد الأوروبي تسريع محادثات بريكست
الخميس، 19 أكتوبر 2017 11:00 ص
تناشد رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماى قادة الاتحاد الاوروبى خلال قمة فى بروكسل الخميس، العمل على تسريع مفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد (بريكست) المتعثرة.
وفى اجتماع تم نقل مكانه انعقاده فى اللحظة الاخيرة بعد تسرب غاز سام، ستحث ماى نظرائها على بدء التفكير فى اتفاق تجارة مستقبلى وفترة انتقالية بعد مغادرة بريطانيا فى 2019.
ويقول الاتحاد الاوروبى انه لم يتم احراز تقدم كاف حول مسائل الانفصال، كى يتم الانتقال الى المرحلة المقبلة المتعلقة بمستقبل العلاقات فى هذه القمة، ولكنه سيبدأ التحضيرات الداخلية لذلك فى كانون الاول/ديسمبر.
وقال مسؤول كبير فى الحكومة البريطانية ان ماى "ستشجعهم على نقل المحادثات الى مسألة التفكير فى الشراكة المستقبلية وفترة التطبيق، كى يكونوا جاهزين للانخراط فى تلك المناقشات فى اقرب وقت ممكن".
ونشرت ماى ايضا رسالة على صفحتها على فيسبوك تعد فيها بأن تسهل قدر الامكان للمواطنين الاوروبيين البقاء فى المملكة المتحدة بعد بريكست. وقال المسؤول البريطانى ان اتفاقا حول حقوق المواطنين "بات قريبا جدا".
وحذر رئيس المجلس الاوروبى دونالد توسك بأنه لن يتم تحقيق اختراق فى القمة، وقال انه بينما تم احراز "تقدم واعد" فإن لندن بحاجة لتقديم مقترحات ملموسة أكثر.
وقال توسك "لا أتوقع اى اختراق غدا -- علينا بذل جهود كبيرة بين تشرين الاول/اكتوبر وكانون الاول/ديسمبر لاستكمال ما يسمى بالمرحلة الاولى وبدء مفاوضاتنا حول مستقبل العلاقات مع المملكة المتحدة".
واحرزت مفاوضات الانفصال المتعلقة بحقوق مواطنى الاتحاد الاوروبى المقيمين فى بريطانيا، التقدم الاكبر، فيما المحادثات المتعلقة بايرلندا الشمالية لا تزال بعيدة، ومسألة الفاتورة التى يطلب الاتحاد الاوروبى من بريطانيا تسديدها امام حائط مسدود عمليا.
- الكلمات الجميلة رخيصة -
بعد خمس جولات مفاوضات لم تأت بنتيجة تذكر، تتزايد المخاوف من أن بريطانيا قد لا تتمكن من التوصل لاتفاقية قبل انفصالها الرسمى فى 29 آذار/مارس 2019، مما قد يكون له تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وفاتورة انفصال بريطانيا هى اكثر المسائل تسميما. فقد وعدت تيريزا ماى بالابقاء على مساهمات بريطانيا لسنتين بعد الخروج من الاتحاد لاستكمال الموازنة الحالية للاتحاد الاوروبي، بما يبلغ مجموعه نحو 20 مليار يورو (24 مليار دولار).
وقال رئيس البرلمان الاوروبى انطونيو تاجانى -- الذى سيكون لمؤسسته قرارا نهائيا حول اتفاقية بريكست - ل "بي.بي.سي" ان "20 مليار تمثل مبلغا زهيدا جدا. المشكلة هى 50 او 60 (مليار يورو)، هذا هو الوضع الحقيقي".
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبى ان قرار البدء بتحضيرات داخلية هدفه ارضاء ماى فى القمة، مع الالتزام بنفس الوقت بالاصرار الذى تقوده فرنسا والمانيا على تسديد الفاتورة قبل اطلاق محادثات التجارة.
وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين ممازحا "ان كتابة بضع كلمات جميلة فى مقررات القمة لا يكلف الكثير ... مجرد 10 مليارات للجملة".
وتنعقد القمة ليومين تتخللهما جلسة خاصة حول بريكست صباح الجمعة تستثنى منها ماي.
وقال مسؤولون بريطانيون انه خلال عشاء الخميس، ستؤكد ماى "رؤيتها الجريئة"، وتبنى على خطاب فى فلورنسا الشهر الماضى كشفت فيه مقترحات رئيسية حول التسوية المالية وفترة انتقالية من سنتين.
واضاف المسؤول "الذى تريد رئيسة الحكومة رؤيته هو التزام واضح من الجانبين باحراز تقدم سريع نحو وضع خطة طموحة حول ما يتعين التوصل اليه فى الاسابيع المقبلة".
- ماكرون يدفع موضوع التجارة -
نُصحت ماى بعدم الدفع نحو اجراء محادثات كاملة مع قادة الاتحاد الاوروبى الذين يعتبرون بريكست صرفا للانتباه غير مرحب به عن جهود اصلاح الاتحاد بعد سنوات من الازمات.
الخميس سيدفع الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون بموضوع التجارة على جدول الاعمال بدعوة نظرائه المشككين الى وقف اتفاقات التجارة الحرة او المخاطرة باغضاب المواطنين الذين يتزايد قلقهم ازاء العولمة.
وسيناقش القادة ايضا مسائل متعلقة بالشؤون الخارجية بينها تركيا والازمة حول الملف النووى لكوريا الشمالية وسحب الرئيس الاميركى دونالد ترامب الاقرار بالاتفاق النووى الايرانى عام 2015.
وصباح الجمعة يناقش توسك جدولا زمنيا طموحا ل13 قمة فى السنتين القادمتين لتعزيز الاتحاد الاوروبى وادخال اصلاحات كبيرة على منطقة اليورو.
عشية القمة تم نقل مكان استضافتها المقرر فى مبنى يوروبا الذى كلف بناؤه 321 مليون يورو الى مبنى اقدم بعد تسرب غازات ضارة من المطبخ واصابة العديد من الاشخاص بعوارض تسمم.