"عدو عدوي صديقي".. الأزهر والعلمانين يتفقان على تحريم حجاب القاصرات.. و"السلفية": جسد الفتيات هو الذي يحسم الأمر .. و"نائب": يشوه براءة الأطفال
الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 11:41 م
حجاب الاطفال
شهدت ولازالت تشاهد الثقافة المصرية الصراعات الفكرية والفلسفية بين العلمانين والسلفيين، فلم يتفقا على أمرًا واحدًا، فالعلمانين دائمًا مايهاجمون الفكر المتطرف للسلفية، وانحصارهم في تقاليد الماضي البعيد، وغياب آليات الحوار عن تعاملتهم، ومؤخرًا اتهم المستشار أحمد عبده في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، السلفيين بأنهم يتاجرون بالدين ويتعمدون تشيويه صورة المجتمع خلال فرض إرتداء الحجاب على الفتيات وهن لم يتجاوزن العاشرة من عمرهن.
فيما يحتد الجدل بين الماركسية والوهابية حول انتشار ظاهرة ارتداء حجاب القاصرات، حيث بات أمرًا إعتياديًا ظهور أطفال في سن الحادية عشر من عمرهن يرتدن الحجاب، الأمر الذي دفع أعضاء مجلس النواب يناشدون الأزهر بالتدخل وإصدار فتاوى تُحرم إرتداء الفتيات الحجاب قبل بلوغهن السن القانوني لممارسة الحريات.
ويبقي الأزهر الشريف الفاصل الأساسي في جدلات السلفيين والعلمنين، حيث تدخل الأزهر الشريف لحسم الخلاف الذي نشب اليوم بين الداعية السلفي سامح عبد الحميد ، والمستشار احمد عبده، الأمر الذي دفع الكاتب شريف الشوباشي للتدخل للدفاع عن الفكر العلماني
وعلى غير العادة يتفق الأزهر الشريف والعلمانية في حُكم إسلامي، فقد أتفقا على تحريم إرتداء القاصرات الحجاب، مشيران إلى أنها حرية شخصية تعود للفتتيات، وبذلك يطبقا مبدئ العلاقات الخارجية بين الدول وهو" عدو عدوي صديقي" في مواجهة السلفيين.
شريف الشوباشي يهاجم الحجاب.
شريف الشوباشي
فبدوره اعترض الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، على ارتداء الفتيات الحجاب في سن الثانية عشر، مؤكدًا أن هذا الفعل انتهاك لحقوق الطفل، وحرمنهمن من طفولتهن.
وقال" الشوباشي" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" إنه لا يجوز أبدًا أن يتم معاملة الأطفال معاملة الكبار لذلك أناشد الدكتور طارق شوقي وزير التعليم بمنع إرتداء الفتيات الحجاب بالمدارس الإبتدائية والإعدادية، حرصًا على تطبيق القانون لان السن القانوني لممارسة الفرض حرية الإختيار من 18 عامًا.
وأوضح "شريف" أن إجبار الفتيات على إرتداء الحجاب في سن صغير، يربي فيهن سمة النفاق فهن لا يكن على علم بالدين والسنة والشريعة الإسلامية حتى يتمكنن من إصدار قرار في إرتداءه من عدمه، وتقع الكارثة عند بلوغ الفتاة ورغبتها في خلع الحجاب ولم تستطيع خجلًا من المجتمع وليس حبًا في تطبيق الشريعة.
وأشار إلى أن إرتداء الحجاب يمثل كارثة حقيقة في حق الفتيات في هذا العمر، فالحجاب لا علاقة له بالتدين ولا يوجد نص قرأنى صريح يوضح أن الحجاب فرض.
احمد ماهر يتهم السلفيين بتشوه المجتمع
السلفين
وفي سياق متصل اتهم المستشار أحمد عبده ماهر التيار السلفي، وجمعيات الإتجار بالدين المتمثلة في الجمعية الشرعية وجماعات أنصار السنة، بتشويهم لفكر المجتمع المصري بأفكارهم المتطرفة، قائلًا": إن إنتشار ظاهرة إرتداء الأطفال للحجاب في المدارس والشوارع يعتبر تشويهًا لبراءة الأطفال".
وأكد " ماهر" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" أن الفكر السلفي المتطرف يوازيه فكر البداوين الذين يكبدون حرية الأطفال، مشيرًا إلى أن "السلفين يتبعون نهج السفاح أبن سينا وهيودونا في داهية".
وتسأل" أحمد": ماذنب أطفال في عمر الحادية عشر من إنتشار افكار متطرف في المجتمع تطيح بطفولتهن؟، مناشدًا الأزهر بالتدخل لوقف مهزلة فتاوى السلفين .
عبد المنعم العليمي يطالب الأزهر بالتدخل
النائب عبد المنعم العليمي
فيما استنكر النائب عبد المنعم العليمي عضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، انتشار ظاهرة حجاب القاصرات، موضحًا إن شكل الحجاب لا يتناسب مع الشكل الطفولي للفتيات، ولكن الأمر لا يتطلب صدور تشريعات قانونية تجرم أرتداء الأطفال للحجاب.
وناشد" العليمي" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" مجمع البحوث الإسلامية بإصدار فتوى تحرم إرتداء الفتيات ققب سن الثمانية عشر عامًا الحجاب، حرصًا على تطبيق قانون الحريات والذي يسمح للفرد بالوعي بمارسة الحرية في سن 18 سنة.
وأكد "عضو اللجنة الدستورية والتشريعية" إنه طبقًا للمادة 2 و المادة 7 من الدستور فالأزهر هو المسؤول عن حسم المسائل الدنية التى تحمل قدر من الجدالية.
الأزهر يُحرم إرتداء القاصرات الحجاب
رئيس لجنة الفتوى الأسبق
وجاء رد الأزهر ليحسم أمر إرتداء القاصرات للحجاب في قول الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن الإسلام لم يفرض الحجاب على الفتيات اللاتن لم يبلغن، فهن أطفال ليس عليهن حرجًا من عدم إرتداء الحجاب، مستشهدًا بحديث الرسول " "رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل".
وأكد رئيس لجنة الفتوى الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن الحجاب ليس فرض على الأطفال، وهذا أمر غير مقبول تمامًا ، لكنه لا يتطلب إصدار فتوى تحُرم إرتداء الأطفال له، فالشرع يُفسر بوضوح إن الفتيات ليس عليهن ذنب حتى يبلغن السن الذي يسمح لهن بالتفكر ودراسة ما يفعلن.
"السلفية": جسد الفتاة يحسم الأمر
الداعية السلفى سامح عبد الحميد
في المقابل قال سامح عبد الحميد الداعية السلفي، إن جسد الفتاة هو الذي يحسم أمر ارتدئها الحجاب، وليس السن، أو الشرع، موضحًا أنه إذا كانت البنت تبلغ من العمر 8 سنوات ولكنها تمتلك جسد يُقتن الناظرين لها فلابد من فرض الحجاب عليها، لان الفتاة لازالت طفلة فلم يحكم الشرع في هذا لكنه فرض الحجاب عقب بلوغها .
وأكد"الداعية السلفي" في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" أن إرتداء الأطفال الحجاب قبل البلوغ ليس انتهاكًا لحقوقهن ولكن حفظًا على أجسدهن من التعرض لتحرش والانتهاكات الجسدية، متسائلًا ": أين الجدال في سُترة الفتاة، هل يعقل أن تغطية شعرها وجسدها إساءة لها؟!
وأوضح "عبد الحميد" إن الفتاة المحتشمة التي تم تربيتها في أسرة متدينة لم ترفض إرتداء الحجاب بل تريد المحافظة على جسدها وتتطلع للنقاب فيما بعد، ولابد من توعية الفتاة بحرمنية الجسد، مشيرًا إلى أن انتشار ظاهرة التحرش نتيجة لانتشار ظاهرة خلع الحجاب، فقلما نجد فتاة محتشمة تتتعرض للتحرش