الدول لا تنهض منفردة
الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 01:46 م
لفت انتباهي كثيرًا في الآونة الأخيرة هذا المصطلح "الدولة المتقدمة" الذي أصبح مطلبًا من كافة أطياف الشعب المصري، فالمجتمع بكل فئاته يكررها ويطالب بها الحكومة بكل مؤسساتها ومسئوليها والذي هو مطلب شرعي ومسئولية الحكومة في أن تتخذ من قرارات وسياسات تصب في نمو وتقدم الدولة.
لكن التساؤل هنا؛ هل هي مسئولية الدوله فقط؟... هل هو دور المسئول من أكبر فرد لأصغره أم هي مشاركة ومسئولية جماعية؟... أتوقف هنا وأدعوا الجميع أن يفكر ولو للحظة ويسأل نفسه هل نحن كشعب سلوكنا اليومي ينم عن اَي تقدم، ولا أجمع هنا ولكن اتساءل؟... هل نحن نساعد في البناء والوصول لدولة متقدمة أم نبعد كثيرًا عن أي مظهر من مظاهر التقدم؟
هل نحن شعب نحترم بَعضُنَا البعض في أبسط الأمور؛ كقيادة السيارة والالتزام بقانون المرور؟... هل نقدر قيمة العمل ونفني جهودنا فيه؟... هل نحترم الشارع المصري ونحافظ عليه؟... هل نقدر آثارنا؟... هل نحمل ثقافة الاختلاف للآخر وتقبله؟... هل نهتم بشؤونا الخاصة ولا نتدخل وننصب أنفسنا قضاةً على حياة الآخرين؟.. هل نلتزم بالقوانين؟... وغيره وغيره من التساؤلات.
إذا كانت لدينا الشجاعة للإجابة على هذه الأسئلة بكل صدق سنكتشف أننا لا نمتلك المكونات التي تساعد في أن تجعل من هذه الدولة دولة متقدمة، نعم على الحكومة والمسؤلين دور كبير وأساسي لنمو وتقدم الدول، ولكن من دون شعب واعي ومتقدم في سلوكه لا يمكن أن نصل إلى مرتبة التقدم الذي نحلم به، والمتناقض هنا أننا شعب حقًا يتمتع بذكاء ولا نقِل عن شعوب الدول المتقدمة، فلماذا لا نبدأ برفض الخطأ والأمور السلبية التي باتت وأصبحت واقعا نتقبله لأننا اعتدنا عليه؟
الدول لا تنهض منفردة.