هي كالبقرة.. "السلفية" و"العولمة" يتحدان لخدمة "التحرش"
الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 06:00 ص
خلال العشر أعوام الماضية -وما يّزيد- طرأت متغيرات اجتماعية واضحة على ثقافة ونمط المجتمع المصري، إثر المتغيرات السياسية والاقتصادية، التي أثرت على العقل الجمعي المصري، ففي الوقت الذي انفتحت فيه مصر على العالم من خلال الفضاء الاجتماعي "الانترنت" وما يحتويه من أفكار كانت يسير إلى جانبه، خطاب سلفي متطرف قلب كل شىء رأسا على عقب.
الخطاب الوهابي رسخ بدروه مفاهيم مغلوطة عن المرأة واصفًا اياها بأنها "ناقصة عقل ودين" .. مخلوقة من ضلعًا أعوج، خُلقت لخدمة الزوج وارضاءه، ولم تخلق للعلم .. بل زاد الخطاب فى جونحه واصفًا اياها بالبقرة لأن كلاها "مركوب" فيما كان الانفتاح من ناحية أخرى يجنى ملايين الدولارات من صناعة افلام "البرنو" -الافلام الجنسية – التى عرضت المرأة كسلعة عارية تمامًا ..
كل تلك المدخلات شوشت العقل الجمعي المصري الذي صُدر المرأة على صورتين واحدة "امرأة أقل من نصف رجل ناقصة عقل ودين «مستباحة»، وأخرى "عارية شبقية متدشقة للعلاقات الجنسية لمن يدفع الثمن، تلك المدخلات وغيرها سببت حوادث عنف جماعية ضد المرأة تصدرت منشتات الصحف لعده سنوات.
فيما عرف الدستور المصري مؤخرًا التحرش بأنه "إتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة، بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية" محددًا عقوبة مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق .. وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه، وفي حالة تكرار الفعل تُضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى"
المجتمع ضد "التحرش"
ظاهرة "التحرش" أثارت سخطت قطاعات واسعة، خاصة بعد أن وضعت الإحصائيات العالمية، مصر على رأس البلدان المتحرش أهلها، فقد جاءت القاهرة في المركز الثاني، وعليه انتشرت عدد من حملات التوعية على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر "ضد التحرش الجنسي – حملة معًا للقضاء على التحرش الجنسي – لا للتحرش – نعم لإعدام كلاب التحرش - ثورة بنات حملة ضد التحرش – كلنا ضد التحرش ".
ضحايا يواجهن
اللافت في ظاهرة المواجهة المجتمعية لظاهرة التحرش خلال السنوات الماضية أنها لم تقتصر على الدور الشبابى فقط، فقد برز شهادات ضحايا التحرش على الملأ بمختلف وسائل الإعلام لإدلاء بشهادتهم وخبراتهم، وهو أمر مازال غير مقبول فى مجتمعاتنا المحافظة نظرًا لما قد تسببه تلك الشهادات من ألم نفسي لأهالي الضحايا خاصة حين يسمع الأخ شهادتة اخته، والاب شهادته ابنته، والزوج شهادته زوجته، وهو ما قد يتسبب إلى التجريس الاجتماعي في الأوساط الشعبية التى يتكرر فيها حوادث التحرش والايذاء الجسدى.
مزايدات الرجال
وفي المقابل ظهرت مزايدات رخيصة من قبل بعض الرجال حاولوا التحدث عن تعرضهم لحوادث تحرش من قبل المرأة، وهو أمر يدفع فى اتجاه بقاء الوضع على ما هو عليه، لم يرسخة من مفاهيم بأن الرجال تقع ضحايا التحرش كما تتعرض النساء له ايضا.