مجلس الوزراء الفلسطيني يدين استهداف قوات الأمن بسيناء ويعزي مصر قيادة وشعبًا
الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 03:28 م
أعرب مجلس الوزراء الفلسطيني عن إدانته واستنكاره للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن في محافظة شمال سيناء، وأسفرت عن استشهاد عدد من أفراد الجيش المصري، وتقدم المجلس بعزائه الحار إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة المصرية، وإلى الشعب المصري والقوات المسلحة، وأهالي الشهداء، داعياً أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
وجدد المجلس ثقته العالية بقدرة القيادة المصرية والشعب المصري وجيشه البطل على تجاوز هذا المصاب الجلل والصعوبات والتحديات والمؤامرات والعبور نحو الأمن والاستقرار التام، وتعزيز دور مصر العربي والإقليمي والدولي في الدفاع عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كما أعرب مجلس الوزراء الفلسطيني - خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها اليوم في مدينة رام الله برئاسة الدكتور رامي الحمدالله رئيس الوزراء - عن شكره العميق باسم الشعب الفلسطيني وقيادته للجهود الكبيرة التي قامت بها مصر لإنجاز اتفاق المصالحة الفلسطينية، وإعادة اللحمة للوطن والشعب الفلسطيني، وأشاد المجلس بكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الهام، وصولاً لتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها بحرية في قطاع غزة.
وأكد المجلس أن ما تم الاتفاق عليه في القاهرة برعاية مصرية، يعزز ويسرع خطوات إنهاء الانقسام واستعادة وحدة الشعب الفلسطيني والأرض والمؤسسات الفلسطينية، ويساهم في وضع المسار الوطني في مكانه الصحيح، وهو السبيل الأساسي لمواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته السافرة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، وشرط لا يسبقه شرط آخر نحو تحقيق إنهاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني خصوصاً في قطاع غزة المحاصر، الذي عانى ويعاني من حالة الانقسام والتشرذم وينتظر إعادة إعماره، وخطوة أساسية نحو تجسيد سيادة دولة فلسطين المُستقلة على حدود عام 1967 بعاصمتها الأبدية القدس الشرقية.
وجدد المجلس جاهزيته لاستلام المهام كافة في قطاع غزة، وأشار إلى أن هناك خطة شاملة لاستلام كافة الوزارات في قطاع غزة، وأعلن عن البدء في إعادة هيكلة الوزارات والدوائر الحكومية في القطاع، وأكد على بدء عمل اللجان المختصة بالمؤسسات والمعابر والأمن. وأعلن المجلس أنه سيستأنف اجتماعاته الأسبوعية بشكل دوري بين المحافظات الشمالية والجنوبية ابتداءً من الأسبوع القادم.
وقرر المجلس تعليق سفر الوزراء ورؤساء الهيئات الحكومية إلى الخارج إلّا للضرورة القصوى، وتكثيف التواجد الحكومي في المحافظات الجنوبية في المرحلة القادمة تحقيقاً لآمال الشعب الفلسطيني في استمرار الجهد من أجل إنهاء الإنقسام.
وشدد المجلس على أنه بناءً على تعليمات الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، سيقوم بتسخير الإمكانيات كافة لتلبية احتياجات قطاع غزة. وناشد المجلس الدول العربية الشقيقة والدول المانحة بسرعة تقديم الأموال وزيادتها حتى تتمكن الحكومة من تلبية التزاماتها المتزايدة وخاصة لتسريع عملية إعادة إعمار القطاع وتلبية احتياجات الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم.
وفي سياقٍ آخر، أعرب المجلس عن استهجانه لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". وأشار إلى أن خلفية هذا القرار هو مبرر خاطئ واتهام غير مسؤول لليونسكو بمناهضتها لإسرائيل. وشدد المجلس على أن محاولة منح الحماية لإسرائيل وعدم مساءلتها وخضوعها للإجراءات القانونية المطبقة على الدول كافة الملتزمة بالقانون، خطرة ومضللة، وستؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أكد المجلس أن قرارات "اليونسكو" تعكس الإرادة الجماعية ورأي أغلبية الدول الأعضاء فيها.
كما رحب المجلس باعتماد المجلس التنفيذي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بالإجماع، القرارين الخاصين بفلسطين وهما: فلسطين المحتلة، والمؤسسات الثقافية والتعليمية، وتقدم المجلس بالشكر للدول الأعضاء على مواقفها الداعمة لهذه القرارات، والتي تحافظ على الإرث والتراث التاريخي والمقدسات في فلسطين، وطالب المجلس دول المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات منظمة "اليونسكو" التي تؤكد على أهمية مدينة القدس والحفاظ عليها من التدمير، كمهد للديانات وعاصمة للتراث والثقافة.
وهنأ المجلس وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة "أودري أزولاي" بانتخابها لمنصب المدير العام للمنظمة، مشدداً على أهمية تنفيذ القرارات الصادرة عن المنظمة خاصة المتعلقة بمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك جراء ما تتعرض له المدينة من مخططات والتي تتصاعد يومياً خاصة بعد قرارات اليونسكو الأخيرة التي جاءت إنصافاً وتأييداً للحق الفلسطيني غير القابل للتصرف، وتعبيراً عن إدانة المجتمع الدولي ورفضه لكافة سياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى طمس المعالم التاريخية والمساس بالحقوق السياسية والحضارية والدينية الثابتة للشعب الفلسطيني في مدينة القدس، وكشف زيف الرواية الإسرائيلية التي ضلل بها الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لعقود طويلة من الزمن.