ما وراء عمليات داعش في سيناء.. إثبات وجود واستحلال أموال
الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 06:00 م
عمليات إرهابية متزامنة، شهدتها شبه جزيرة سيناء، الأيام الماضية، رغم ما أسفرت عنه من سقوط شهداء في صفوف القوات المسلحة ومدنيين، إلا أنها كشفت عن حالات ضعف يعشيها تنظيم داعش الإرهابي، الذي أعلن تبنيه عن تلك العمليات، إضافة لإحكام قوات إنفاذ القانون حصارها على عناصر التنظيم، وفق مراقبون.
مدينة العريش، شهدت الجمعة الماضي هجومًا على ارتكاز أمني، تلاه حادثي كرم القواديس، وإطلاق صواريخ على مدينة "أشكول" الإسرائيلية الأحد، وسرقة البنك الأهلي بوسط العريش.. توالت تلك العمليات- جميعها أعلن داعش عن تبنيه لها- في محاولة لإثبات الوجود من داعش، وأن التنظيم مازال قادرًا على البقاء ولديه القدرة على التحرك.
على مدار الأشهر الماضية، انخفضت حدة العمليات الإرهابية على الصعيد المصري، وذلك نظرًا للنجاحات الأمنية والضربات الاستباقية للخلايا النوعية، ما يعني أن التنظيم كان يعج في سبات عميق، وأن الضربات الأخيرة – رغم فشلها - ما هي إلا محاولات "ارتداد" وإثبات وجود.
اعتمد التنظيم في تلك العلميات عدة استراتيجيات – بدت دون هوية واضحة – عاود ضرب كمين كرم القواديس بداية من 2013؛ وذلك لما يمثله الكمين من موقع استراتيجي هام في سيناء، يقع بين مدينتي العريش ورفح، على مقربة من الطريق الدولي بحوالي 8 كيلومترات، كما أنه ملتقى عدة قرى أبو لفيته -إحدى قرى الشيخ زويد، وقرية الخروبة، وعن قرية الطويل، ما يعني أن إحكام القوات المسلحة على النقطة المفصلية يقضي بالضرورة على كافة طرق الإمداد والدعم لعناصر التنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة.
الحادث الذي أسفر عن استشهاد 6 جنود ومقتل 24 عنصرا إرهابيا، كان يهدف التنظيم من وراءه تدمير وتصفية كافة عناصر الكمين، غير أنه كانت هناك سرعة استجابة من قوات التأمين، تمكنت من "سحق" كافة العناصر المشاركة في العملية الإرهابية.
دلالات أخرى كانت وراء الحوادث الإرهابية، الذي تزامن مع إطلاق عناصر داعش صورايخ على مدينة "أشكول" الإسرائيلية من العمق المصري، قال الباحث في شئون حركات العنف والإسلام السياسي صبرة القاسمي في تصريحات صحفية، إنه يرجع إلى التوافق الأخير الحادث بين مصر وحركة حماس، وتوقيع الأحرف الأولى للمصالحة الفلسطينية، مضيفًا أن تلك الحادثة تعكس خطورة التنظيم، وأنه لا يعمل بطريقة عبثية، فتوقيت العمليات وتتابعها أكبر دليل على ذلك.
نجاح المصالحة الفلسطينية والتنسيق الأمني بين الجانبين المصري والحمساوي، يقضي على آمال التنظيم الإرهابي في فتح جبهات جديدة في العمق المصري والفلسطيني بدعم عناصر السلفية الجهادية في القطاع، والذين تفرض عليهم حماس طوقًا أمنيًا شديدًا.
مصادر فلسطينية أكدت لـ"صوت الأمة" أن نية عناصر السلفية الجهادية وقيادات داعش في القطاع، كانت لديهم نية مبيتة لتنفيذ عمليات في العمق المصري، ردًا على النجاحات الأمنية الأخيرة في القطاع وسيناء.
وأوضحت المصادر أن الجهاز الأمني لحماس طارد التنظيم بالفعل وقياداته فى غزة، وفرضت رقابة شديدة على الأنفاق، مشيرة إلى أنه ومع اقتراب استلام الحرس الرئاسي الفلسطيني مسؤولية تأمين الحدود كل ذلك ستكون له تبعات على العناصر الإرهابية.
أمس الاثنين، شنت عناصر إرهابية، هجومًا مسلحًا على فرع البنك الأهلي بوسط العريش، ما أدى إلى وفاة 5 أشخاص، واختطاف موظفين اثنين، واقتيادهما إلى جهة غير معلومة، والاستيلاء على خزينة البنك بالكامل.
وفق مراقبون السطو على البنك الأهلي، جاء ردًا على نجاح الأجهزة الأمنية في وقف مصادر التمويل للتنظيمات الإرهابية، ما جعلها في حاجة "ماسة" للمال لدفع رواتب عناصرها وشراء سلاح من المهربيين الأفارقة.
غير أن هذه التنظيمات لديها عقيدة "استحلال أموال الدولة"، كما الحال في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي "الشوقيون"، والتي شرعنت لسرقة أموال الأقباط.