بعد حصارها في سوريا والعراق.. صحوة إرهابية في القارة السمراء
الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 06:00 ص
في وقت تتعرض فيه الجماعات الإرهابية إلى ضغط شديد داخل سوريا والعراق، تصاعدت عملياتهم في مناطق أخرى ومنها إفريقيا، فيما يعزى ذلك إلى عودة العناصر الإرهابية القادمة من افريقيا إلى دول منطقة الشرق الأوسط إلى موطنها مرة أخري، الامر الذي ظهر في زيادة وتيرة العمليات الإرهابية في القارة السمراء.
وحسب تلك الدراسات تضاعف عدد الهجمات الدامية التي شنتها الجماعات المتشددة في إفريقيا بين عامي 2009 و2015 عدة مرات، ففي عام 2009 سجل مركز دراسات الإرهاب والحركات المسلحة 171 هجوما مسلحا في عدد من الدول الإفريقية نجم عنها مقتل 541 شخصا.
وفي عام 2015، ارتفع العدد إلى 738 هجوما نجم عنها مقتل 4600 شخص، ووفقا لهذه الأرقام فإن عدد الهجمات شهد زيادة بنسبة 200 %، في حين ارتفع عدد القتلى بنسبة 750 %.
وفي الثلاثة شهور الأخيرة، تجلت هذه الاحصائيات على ارض الواقع في افريقيا مع تزايد الهجمات والتفجيرات الإرهابية، لاسيما مع نشاط الجماعات المتشددة مثل بوكو حرام والقاعدة وحركة الشباب، وهي الجماعات الأكثر ظهورا وبروزا على الساحة الإفريقية.
هجوم مقديشو
شهد قلب العاصمة الصومالية مقديشو وقوع تفجيرين مساء السبت الماضي، أوديا بحياة أكثر من 276 قتيلا، بالإضافة إلى إصابة 300 أخرين، وجاء في بيان الحكومة أن تم دفن ما لا يقل عن 111 جثة، وذلك بعد تعذر التعرف عليها من شدة الحروق التي لحقت بها.
ويشار إلى أن انتحاريا فجر شاحنة مملوءة بالمتفجرات عند تقاطع مزدحم بالعاصمة الصومالية مقديشو، ويعد هذا الهجوم الأكثر دموية الذي تشهده البلاد.
وقال المسؤول الأمني في الحكومة الصومالية محمد آدن إن التفجير وقع في جزء تجاري من المدينة يشهد ازدحاما، وأضاف "سمع دوي هائل ناجم عن شاحنة محملة بالمتفجرات انفجرت أمام مدخل فندق عند تقاطع كاي 5".
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الاعتداء، لكن حركة الشباب الإسلامية الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة غالبا ما تشن هجمات واعتداءات انتحارية في مقديشو وضواحيها.
هجوم بوركينا فاسو
في 14 أغسطس الماضي، شهدت بوركينا فاسو حادثًا هو الأعنف خلال الأشهر الأخيرة، خلف ثمانية عشر قتيلا، وقالت مصادر فى الأمن البوركينى إن الهجوم يحمل بصمة تنظيم القاعدة وهو أمر يعد مؤشرا على اتساع جديد فى دائرة نشاط القاعدة فى وسط افريقيا بعد التفجيرات التى نفذتها القاعدة فى جمهورية مالى المجاورة .
واستهدف الهجوم مطعم تركى فى العاصمة البوركينية والذى يعد احد المطاعم السياحية الشهيرة هناك ويرتاده مواطنون ورجال اعمال ودبلوماسيون من جنسيات مختلفة وهو ما جعله هدفا ثمينا لمخططى عمليات القاعدة، وراح ضحية هذا الهجوم مواطنين من الجزائر والكويت ولبنان وكندا وفرنسا والسنغال ونيجيريا وتركيا ، عزيز اسطنبول.
وكانت القاعدة نفذت هجوما ارهابيا على احد الفنادق الفاخرة فى عاصمة بوركينا فاسو فى يناير الماضى أسفر عن مصرع 20 فردا واستخدمت فيه سيارتين مفخختين، كما استهدفت فى الحادثة نفسها مطعما فاخرا كان على مقربة من الفندق المستهدف وتم احتجاز ثلاثين رهينة من رواده الى ان احتوت قوات مكافحة الارهاب البوركينية الموقف .
وفي نوفمبر من العام 2016، نفذ تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب هجوما على احد المنتجعات السياحية فى ساحل العاج اسفر عن مصرع 14 من رواده من المدنيين، فضلا عن مصرع ضابطين من قوات مكافحة الارهاب فى ساحل العاج، وفى نوفمبر 2015 نفذ تنظيم المرابطين وهو تنظيم نشط فى جمهورية مالى ويعد أحد أفرع القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى هناك هجوما على فندق راديسون فى مدينة باماكو عاصمة شمال مالى أسفر عن مصرع 22 شخصا واحتجاز مائة رهينة من نزلاء الفندق .
عملية افريقيا الوسطي
وأقدم متمردون مسيحيون من ميليشيا «أنتي بالاكا» في أفريقيا الوسطى، على قتل 25 مسلما على الأقل داخل مسجد في بلدة كيمبي، الواقعة جنوب البلاد، وقال «عبدالرحمن بورنو» رئيس مجلس شيوخ كيمبي، الجمعة الماضية، إن المتمردين حاصروا المسجد وهاجموه في الساعات الأولى من صباح الخميس.
وأضاف أن المهاجمين أعدموا إمام المسجد ونائبه، بينما أمرت السلطات المحلية من ناحيتها، بإعلان حالة الحداد خمسة أيام في البلدة.
ومنذ عام 2013 تعاني جمهورية أفريقيا الوسطى صراعا دينيا وعرقيا، عقب استيلاء عناصر مجموعة سيليكا، أغلبها مسلمون على السلطة، ما أدى إلى عمليات انتقامية من ميليشيا أنتي بالاكا، وبعد فترة من الهدوء النسبي في عام 2016، اندلع القتال مرة أخرى في أوائل عام 2017 في مختلف المدن في جميع أنحاء البلاد الفقيرة للغاية رغم غناها بأحجار الماس.
تفجيرات تنزانيا ونيروبي
في السابع من أغسطس 1998 ، توقفت شاحنات محملة بالمتفجرات أمام السفارات الامريكية في نيروبي ودار السلام وأنفجروا في وقت واحد تقريبا وأسفروا عن مقتل 213 شخص في نيروبي بالإضافة إلى أحد عشر شخصا في دار السلام كانت غالبيتهم من الكينيين.
وقام الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت بيل كلينتون في رد فعل على التفجيرات بقصف عدة أهداف في السودان وأفغانستان؛ بصواريخ كروز في 20 أغسطس 1998، وقد دمرت هذه الصواريخ في السودان مصنع الشفاء للأدوية الذي كانت تصنع به 50 ٪ من الأدوية في السودان وأعلنت إدارة الرئيس كلينتون أنه توجد أدلة كافية لإثبات أن المصنع ينتج أسلحة كيميائية ولكن أثبت تحقيق بعد القصف ان هذه المعلومات كانت غير دقيقة، واتهمت السلطات الأمريكية 22 شخصاً في مؤامرة تفجير السفارتين، يأتي على رأس قائمة المتهمين أسامة بن لادن.