قصة "بياع البيض" الذي استخدم صوره مع المسؤولين للنصب باسم الدولة

أثار الفيديو الذى بثته قناة الجزيرة القطرية، لأحد الأشخاص وهو يهتف بلغة ركيكة "نو قطر فيفا إلا فرانس"، من داخل مقر منظمة اليونسكو، حالة من الجدل وتسائل الكثيرين عن هذا الشخص الذي أستغلت الجزيرة هتافه وسخرت من الدبلوماسية الشعبية.

 

قهوجى وبياع "بيض"

بالقطع لغته "ركيكة" فهو ببساطة ليس دبلوماسيا، ولم يلتحق يوما بأى منصب فى وزارة الخارجية، وكانت المفاجأة أنه لم يلتحق بأى تعليم جامعي، "صلاح عبد الحميد" من أسرة فقيرة جدا من طرة البلد، مواليد 25 ديسمبر 1961، عمل مع شقيقه الأكبر "يوسف" في إحدى المقاهى التى كانت أسفل منزله فى منطقة طرة كوتسيكا، ثم عمل فى إحدى محال "البيض".

طرقت الفرصة أبواب بائع البيض، بعد أن هاجر إلى هولندا سنة 1986، ليعمل هناك "عاملا" فى أحد المطعم، وللمرة الثانية يأتيه الحظ من حيث لا يدرى.

- حصوله على الجنسية الهولاندية

أثناء عملة فى أحد المطاعم، نصب شباكه حول صاحبة المطعم ثم تزوجها، وكانت مغربية تحمل الجنسية الهولندية، وبذلك حصل على الجنسية الهولندية، إلا أنه بعد حصوله على الجنسية قام بتطليق زوجته وأستولى على المطعم، بعد فترة وجيزة تدهورت أوضاعه المالية بعد فشله فى إدارة المطعم، وأضطر إلى بيع المطعم بعد رفض أغلب العاملين به العمل معه، بسبب إسائته عاملتهم.

- عاطل يحصل على 2000 يورو إعانة بطالة

بعد بيعه للمطعم، سافر إلى مدينة إنفرس البلجيكية، ليتمكن من الإيستفيد من إعانات البطالة البلجيكية التى تقدر بـ 2000 يورو شهريا، ولا زال يحصل على تلك الإعانة الشهرية أي ما يعادل حوالى "38 ألف جنيه"، باعتباره غير قادر على العمل حتى الأن.

- متسلق لأقصى درجة

مع مرور الوقت، أكتشف أن الحياة فى مصر أرخص كثيرا من الحياة فى بلجيكا، فاستمر فى تلقى إعانة البطالة وهو يقيم فى القاهرة، ولكنه يتصف بالذكاء والمكر ويتقن الألاعيب الشيطانية، استغل فرصة وصول جماعة الإخوان الإرهابية، أظهر تأييده لمرسي وشكل ما يسمى بــ "اللجنة الشعبية لدعم مصر في أوربا"، وكانت يحريصا على التقاط الصور الفتوغرافية له مع شخصيات عامة أو مع أي مسئول، ليتاجر بها بعد ذلك.

 

- النصب باسم الاتحاد الأوروبي

بعد اندلاع ثورة 30 يونيه، غير مساره تماما واصبح يقدم نفسه على أنه "مستشارًا اقتصاديا وسياسيا فى الاتحاد الأوروبي"، وكذلك قام بالنصب على مؤسسي حزب "فرسان مصر"، من خلال هوايته فى التقاط الصور، واستغل صورة له التقطها أمام البرلمان الأوربي وداخل أروقته ـ مسموح بدخول الأفراد للمبنى ـ وقدم نفسه للحزب وأعضائه منتحلا صفة "مستشار للتنمية السياسية بالاتحاد الأوروبي"، ولم يتوقف عند ذلك بل أشاع للبعض أنه هو ذاته نائب رئيس الحزب.

استغل "صلاح عبد الحميد"، انتحاله لصفة مستشار وتزويره لـ "كارنيه" الاتحاد الأوروبي، لعمل شبكة من العلاقات القوية مع بعض المسؤلين الحكوميين فى الدولة، وبهذه الصفة قابل العديد من قيادات الدولة، ولم يفوت فرصة التقاط صورة معهم ليقوم بالمتاجرة بها بعد ذلك، وفى إحدى المرات كان على لقاء مع وزير الخارجية سامح شكرى، فاستغل فترة انتظاره لشكرى، والتقط صورة له وهو يقف على المنصة الخالية للمتحدث الرسمي للخارجية، واستغل هذه الصور للظهور فى عدد من وسائل الإعلام.

 

تم اكتشاف أمر المستشار المزيف، بعد ظهوره فى الفيديو بهتافه الركيك "نو قطر فيفا إلا فرانس"، واستغلال قناة الجزيرة القطرية لهذا الفيديو لتشويه سمعة مصر، وزعمت أنه أحد أعضاء الوفد الدبلوماسي المصرى المصاحب لحملة السفيرة مشيرة خطاب.

- الحملة الشعبية تتبرأ منه

أصدر المسؤل الإعلامي للحملة الشعبية لسفيرة مشيرة خطاب، نور الدين محمد، بيانا تبرأ فيه من المدعو "صلاح عبد الحميد" وأكد أن الحملة غير مسؤولة عن أي ادعاءات من أشخاص يدعون أنهم ضمن فريق الحملة أو تصرفوا تصرفات غير مسؤولة.