عبدالعال أمام البرلمان الدولي: مصر هي الملاذ الأمن للعائلة المقدسة في رحلتها التاريخية

الأحد، 15 أكتوبر 2017 12:44 م
عبدالعال أمام البرلمان الدولي: مصر هي الملاذ الأمن للعائلة المقدسة في رحلتها التاريخية
الدكتور على عبد العال
إبراهيم سالم

ينشر "صوت الأمة" النص الكامل لكلمة الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، أمام الجمعية العامة 137 للإتحاد البرلمانى الدولى فى مدينة سانت بطرسبورج الروسية، والتى جاءت تحت عنوان تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار فيما بين الأديان والأعراق، والتى جتاءت على النحو التالى:

السيد صابر تشودري رئيس الاتحاد البرلماني الدولي

السيدة فالانتينا ماتفينكو رئيسة المجلس الاتحادي لدولة روسيا الاتحادية

السيدات والسادة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود المشاركين

السيدات والسادة الحضور

أود في بداية كلمتي أن أعبر عن خالص التقدير وعظيم الامتنان للأصدقاء الأعزاء في مجلس الاتحاد ومجلس الدوما بدولة روسيا الاتحادية على دعوتنا للمشاركة في حوار بناء من اجل صنع السلام والحفاظ على قيم التعددية واحترام ثقافة الاختلاف.

لقد جئت اليكم من مصر، هذا البلد صاحب الحضارة التاريخية العريقة والمحب للسلام وصاحب التجربة الرائدة في التعايش بين الأديان والأعراق المختلفة الذين اجتمعوا على ضفاف النيل في سلام ومحبة تمتد لمئات السنين.

لقد كانت مصر هي الملاذ الأمن للعائلة المقدسة في رحلتها التاريخية قبل ألفى عام، وقدمت الأمان لكثير من الأعراق التي لجأت إليها طلبا ً للحياة والحرية، وامتزجت على أرضها تلك الثقافات وأفاضت فناً وإبداعا قائماً حتى اليوم ، ولان ثقافة قبول الأخر متأصلة في الشعب المصري كانت رسالة السلام والتعايش هي السمت الأساسية للسياسة الخارجية المصرية ، فمصر كانت أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل وحافظت عليها لمدة تقارب الأربعين عاماً، كما شارك الأزهر الشريف اكبر المؤسسات الدينية الإسلامية في حوار ديني ممتد مع الفاتيكان وعدد من الطوائف الدينية المختلفة حول العالم .

واسمحوا لي أن أنبه إلى أن العالم يحتاج اليوم لصوت العقل ولصوت التعاون بين الشعوب للقضاء على أفه الإرهاب التي أصبحت تهدد جوهر منظومة حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة، وقد احتاج الى ان أؤكد لحضرتكم ان الدين الإسلامي برئ تماماً من ممارسات تلك الجماعات التي انتسبت زورا لهذا الدين العظيم، ان الرسالة التي جاء بها رسولنا الكريم هي السلام للعالم اجمع، كما ينظر الإسلام إلى الآخر الديني نظرة المودة والإخوة بل لعلى لا أبالغ لو قلت ان الغالبية العظمى من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين أنفسهم .

ان مصر أعلنت موقفها ضد الإرهاب ورفضت العنف والتطرف، وكانت ثورة 30 يونيو رسالة من المصريين للعالم، إننا لن نسمح بتقسيم مجتمعنا على أساس ديني أو مذهبي، وإننا نريد ان نحافظ على ارث التعايش المصري، وقد تبلور ذلك في إصدار مجلس النواب المصري لأول قانون لبناء الكنائس وترميمها،  كما يقوم الشعب المصري مسلميه ومسيحييه بالاكتتاب حاليا لبناء كنيسة كبرى في العاصمة الإدارية الجديدة، فضلا عن تحمل الحكومة المصرية لتكاليف ترميم معبد "الياهو هنبي" أقدم كنيس يهودي في مدينة الإسكندرية العاصمة "الكوزموبوليتانية " التاريخية لمدن البحر المتوسط .

ولا تكتفي مصر بتقديم النموذج للتعايش والتسامح بين أبنائها فحسب، بل إنها تُقدم نموذجاً يُحتذى به في استيعاب أبناء الأقطار المجاورة الذين فروا من بلدانهم هرباً من تفجر الصراعات فيه، فاستقبلتهم مصر واحتضنتهم، وأقاموا بها آمنين في انسجام مع أبناء الشعب المصري الذي لا يعرف كراهية الآخر، والتي بدأت تستشري في بعض الدول الغربية مع تزايد موجات الهجرة إليها.

 

السيدات والسادة

تتزايد أهمية الاجتماعات التي تجمع دعاة الحوار والتعايش بين الثقافات والديانات والأعراق المختلفة من اجل وضع أسس ثابتة للتعايش القائم على احترام الاختلاف والتنوع، فهذا التلاحق بين الأفكار والمعتقدات هو سبب تقدم البشرية ومنبع الإبداع، والانفتاح لا يعنى بالضرورة التخلي عن ثوابت المجتمعية، بل ان الحفاظ على الثوابت والتمسك بالتقاليد والعادات المتوارثة يأتي في صميم الدفاع عن الهوية و يقف صدا منيعا ضد التأثيرات السلبية للعولمة، فالمجتمعات المتحضرة تقبل الاختلاف والتعددية والانفتاح على الثقافات الأخرى وترفض لغة الإملاء أو الضغط بمفاهيم

أو أفكار تتعارض مع ثوابته الدينية والمجتمعية .

 

السيدات والسادة

ان مصر تقدر الجهود التي تبذلها الحكومة الروسية في عمليات مكافحة الإرهاب  وتسعى لبناء جسور الثقة والتواصل بينها وبين الشعوب المحبة للسلام صاحبة المواقف الأصيلة في رفض التطرف والإرهاب، كما يسعى البرلمان المصري للتعاون مع البرلمانات والمؤسسات التي تتبنى قضايا الحوار ومواجهة العنصرية وكراهية الآخر وإشاعة ثقافة السلام والتعايش المشترك .

واسمحوا لى فى ختام كلمتى أن أذكركم بما أكد عليه الإعلان العالمى بشأن التنوع الثقافى الصادر عام 2001، والذى أعتبر أن التنوع الثقافى يوسع نطاق الخيارات المتاحة لكل فرد وهو أحد مصادر التنمية، لا بمعنى النمو الاقتصادى فحسب وإنما من حيث هى أيضاً وسيلة لبلوغ حياة فكرية وأخلاقية وروحية مرضية.

1dd318a9-0e6f-445f-91c4-8a8dbba08db5
 
c55d6525-f667-4c63-8337-e052563fa57c
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق