سفير رومانيا بالقاهرة: مصر تلعب دورا مهما في تطوير علاقاتها مع دول المنطقة
الأحد، 15 أكتوبر 2017 10:47 ص
أكد سفير رومانيا بالقاهرة ميهاى شتيفان ستوبارو أن مصر تلعب دورا هاما في استراتيجية بوخارست لتطوير علاقاتها مع إفريقيا ودول الشرق الأوسط، ويعد حاليا وزير بيئة الأعمال والتجارة وريادة الأعمال الرومانى هارى إيلان زيارة لمصر خلال نوفمبر المقبل على رأس وفد كبير يضم رجال الأعمال الرومانيين.
وقال الدبلوماسى الرومانى، إن الفترة الماضية شهدت تطورات إيجابية في العلاقات الثنائية. حيث بحث الرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى وبين مصر ورومانيا بالإضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وحل النزاعات في ليبيا وسوريا وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال سبتمبر الماضى.
وأضاف أن الرئيسين اتفقا على تبادل الزيارات لدعم الحوار السياسى المشترك على أعلى مستوى وأن الرئيس الرومانى أكد تقديره لدور مصر كعنصر استقرار في الشرق الأوسط وعن رغبته في تعزيز التعاون الاقتصادى معها. مشيرا إلى أهمية مباحثات سامح شكرى وزير الخارجية مع نظيره الرومانى تيودور مليشكانو في أغسطس الماضى والتى تناولت العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبى والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة لحل الأزمة الليبية والهجرة غير الشرعية والتهديدات الإرهابية.
ولفت ستوبارو إلى أن اللجنة العليا المصرية الرومانية المشتركة برئاسة الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي وهارى إيلان بحثت في بوخارست خلا ل يوليو الماضى سبل دعم التعاون الثنائى في المجالات الاقتصادية والاستثمار والتجارة وإقامة مشروعات في مجالات إنتاج الميكنة الزراعية وعربات القطارات والأسمنت والبتروكيمياويات والأدوية والموارد المائية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما ناقشت اللجنة سبل تعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي والتعليم وتطوير ممرات الطاقة، فضلا عن آليات التعاون بين الشركات المصرية والرومانية لتنفيذ مشروعات مشتركة في أسواق خارج دولتى الاتفاق.
وأوضح أن أبرز نتائج أعمال هذه اللجنة التوقيع على 5 مذكرات للتفاهم في مجالات دعم الاستثمار المشترك وفي المشروعات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والتعاون التجارى بين هيئة الميناء البحرى كونستانتا وميناء الإسكندرية بجانب مذكرة تفاهم في مجال الموارد المائية، مشيرا إلى المناقشات الجارية حول التوقيع على اتفاقيات في مجالات السياحة والخدمات الجوية ونقل الغاز الطبيعى.
وأشار إلى أن الصادرات الرومانية إلى مصر بلغت 580 مليون دولار عام 2016 بانخفاض يقدر بنحو 26% بالمقارنة ب 790 مليون دولار عام 2015، مضيفا أن قيمة التبادل التجارى بين البلدين في أول سبعة أشهر من هذا العام بلغت 307 ملايين دولار من بينها 238 مليون دولار صادرات رومانية و68 مليون دولار صادرات مصرية.
وأفاد بأن رومانيا تصدر لمصر الحبوب (أغلبها القمح) ومنتجات البترول والأخشاب والكيمياويات ومنتجات المعادن والمعدات الصناعية والإلكترونية والسيارات وقطع الغيار والإطارات والاثاث بينما تتميز الصادرات المصرية لرومانيا بالتنوع وتشمل الخضرات والفاكهة والمنتجات الغذائية والأدوية والكيماويات والسيراميك والمنسوجات والأسمدة ومنتجات البلاستيك وبعض المعدات الكهربائية الصناعية والأوانى الزجاجية.
وحول مناخ الاستثمار في مصر، أوضح الدبلوماسى الرومانى أن الحكومة المصرية تبنت الإصلاحات الهيكلية لتطوير الإطار التشريعى الاقتصادى بهدف خلق فرص عمل في مجالات الطاقة والموارد التعدينية والبنية التحتية والصناعة والتجارة والزراعة. معربا عن ثقته بأن مناخ الاستثمار والتجارة سوف يتحسن بشكل مطرد ليكون قادرا على التنبؤ حول إمكانية جذب الاستثمارات الجديدة وأن الشركات الرومانية ستكون من ضمن الدول التي ستستثمر في مصر في ضوء الظروف الجديدة للإصلاح الاقتصادى.
ولفت إلى أن قيمة رأس المال ل 55 شركة رومانية في مصر بلغت 90 مليون دولار بنهاية فبراير الماضى وتعمل في مجالات التصنيع والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والتجارة وبهذا تحتل رومانيا المرتبة 40 في قائمة الدول المستثمرة في مصر.
وفيما يتعلق بالسياحة الوافدة من رومانيا، قال ستوبارو أن الحكومة المصرية تبنت الإجراءات الأمنية المشددة التي أقنعت منظمى الرحلات الرومانية باستئناف حركة السياحة وبدأت في نهاية مارس الماضى رحلات شارتر بين المدن الرومانية مثل بوخارست وكلوج نابوكا والمقاصد السياحية الرئيسية في مصر بجانب الأعداد المتزايدة التي تزور القاهرة وشرم الشيخ وتطوير السياحة الدينية خاصة في القاهرة وجنوب سيناء في منطقة دير سانت كاترين.
وأعرب عن قناعته بأن معدلات السائحين الرومانيين للقاهرة سوف تعود إلى سابق عهدها في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن السائحين المصريين مهتمون بالسياحة العلاجية في رومانيا خاصة طب الشيخوخة ومنتجات جيروفتيال التي تشتهر بها البلاد.وأوضح الدبلوماسى الرومانى أن بلاده تعتبر نفسها حليفة مع مصر في مكافحة الإرهاب الدولي وتدرك حجم التحديات التي تواجه مصر في شمال سيناء. مؤكدا أن مكافحة الإرهاب تتطلب جهودا دولية مشتركة وتفهما أفضل حول أهمية التعاون المشترك والأكثر أهمية تغيير سريع للخطاب الدينى والتوقف عن خطاب الكراهية على الساحة الدولية. ولفت إلى أن بوخارست لم تشهد أى هجمات إرهابية مباشرة ولكن وقع ضحايا رومانيين في الهجمات الإرهابية في أوروبا.
وعن الهجرة غير الشرعية، أفاد بأننا نكافح شبكات التهريب ونقوم بعمليات بحث وإنقاذ في البحر وذلك بدعم من حرس الحدود الأوروبية وخفر السواحل وعمليات القوات البحرية للاتحاد الأوروبى في البحر المتوسط المعروفة باسم صوفيا التي نتج عنها إنقاذ العشرات من الأرواح كل شهر. مؤكدا أن مصر تعد شريكا هاما للاتحاد الأوروبى في عمليات الانقاذ في شرق المتوسط.
وأشار إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبى منحت الحماية إلى أكثر من 700 ألف لاجيء عام 2016 والاتحاد ملتزم بتوفير ملاذ أمن للمحتاجين للحماية طبقا لمعاهدة جنيف وهناك حاجة للتوصل إلى اتفاق حول نظام اللجوء الأوروبى المشترك بناء على مباديء المسئولية والتضامن. مؤكدا أن رومانيا تتعاون مع الدول الأعضاء لإقامة مسارات قانونية وأمنية لتكون بديلا عن مسارات التهريب الخطرة وغير المنتظمة.
ولفت إلى أن هناك أكثر من 401.06 ألف في حاجة للحماية الدولية تم توطينهم في الاتحاد الأوروبى منذ يوليو 2015 والاتحاد على مسار الالتزام بتوطين 502.42 ألف بنهاية سبتمبر الماضى. مضيفا أن المفوضية الأوروبية تقدمت باقتراح لوضع إطار لإعادة التوطين في الاتحاد الأوروبى في المستقبل وأن الاتحاد وفر تمويلا يقدر بنحو 10 مليارات يورو لدعم الهاربين من الحرب في سوريا.
وحول تأثير انسحاب بريطانيا من الاتحاد، أفاد بأن حماية حقوق الأوروبيين الذين يعيشون في بريطانيا أحد القضايا الرئيسية في المفاوضات حول الانسحاب ويريد الاتحاد ضمانات حول هذا الموضوع قبل مناقشة مستقبل العلاقات التجارية. مشيرا إلى قلق رومانيا حول وضع نصف مليون رومانى يعيشون في بريطانيا وحماية حقوقهم بعد انسحاب بريطانيا.
وأكد ثقة رومانيا بأن بريطانيا سوف تستمر شريكة في استراتيجيات الأمن والدفاع الأوروبية والتعاون العسكري بين البلدين في أفضل حالاته. مضيفا أن رومانيا سوف تبذل جهدا كبيرا في إعادة تشكيل الاتحاد الأوروبى وأنها سوف تستضيف أول قمة عقب انسحاب بريطانيا وذلك خلال رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبى في النصف الأول من عام 2019.