داليا عيسى يكتب: رفيق الحياة
الأحد، 15 أكتوبر 2017 03:00 م
يقول فولتير: «الصداقة كالحب، قيمة يختلف حولها الناس ومعنى يعرفونه سلبا وإيجابيا، أيتها الصداقة لولاك لكان المرء وحيدا، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا فى نفوس الآخرين».
فإذا صادفت فى الحياة من تستطيع أن تستودع لديه أسرارا وأنت مرتاح البال مطمئن النفس وكنت أنت بالنسبة له هذا الشخص فتهانينا لك أنت إنسان محظوظ جدا.
يقول الإمام الشافعى: «سلام على الدنيا، إذا لم يكن بها
صديق صدوق، صادق الوعد منصفا».
يتحدث الناس كثيرا عن اختفاء الصديق الحقيقى فى حاضرنا ولكن إذا كنّا جميعا نعانى من اختفاء هذا الصديق إذن فنحن جميعا ملومون
وقد يرى البعض أيضا أن الصداقة غير القائمة على المنفعة فى طريقها إلى الزوال فى عصر يتميز بالماديات والضغوط التى جعلت المنافسة تطغى على الصداقة الحقة، وأصبح من الصعب أن تقيم صداقة وثيقة فى زمن اختفى أو كاد يختفى فيه ذلك الصديق المخلص بعد أن تم ابتذال الكلمة ومعناها وبات كل صاحب مصلحة أو منفعة يختفى تحت ستار الصداقة.
فعلاقة الصداقة السليمة تقوم على الصدق المتبادل بين الطرفين وأن يتقبَّلا بعضهما البعض بكل صفاتهما مميزات كانت أو عيوبا وأن يتفهم كل منهما جوانب النقص فى شخصية الآخر وقبل كل هذا أن يكون هناك نوع من التكافؤ الفكرى والثقافى.
الصديق الحقيقى هو الذى يظل قريبا من نفسك حتى مع كثرة مشاغله فتجده دائما إلى جوارك فى أوقات المحن وإن اختلفتما فى بعض الأفكار والاتجاهات والآراء فلا يمكن أن يكون هذا الاختلاف عائقا للتواصل الإنسانى بينكما.
ولا يهم طول مدة الصداقة أو قصرها فحين ترتاح لشخص ما وتستطيع أن تتحدث معه فى أدق تفاصيل حياتك ومشكلاتك الخاصة دون أن تشعر بحرج ما فإن هذا يكفى لتعرف أن هذا هو الصديق الذى لا بد أن تحافظ على علاقتك به وتنميها لأن هذا الصديق هو رفيق دربك فى رحلة الحياة.
والحقيقة أن هناك من يمضى حياته كلها دون أن يجد هذا الشخص أو يمضيها متجنباً أو خائفا من إيجاده خوفاً من أن يفشل فى الحفاظ عليه وما سوف يستتبعه من ألم نفسى، وسواء وجدنا هذا الصديق أو كان حلما يراود قلوبنا ستظل الصداقة القيمة الحاضرة الغائبة فى حياتنا.